عماد بوخمسين : غلِّظوا عقوبة مطلقي الإشاعات ومروجيها فأمن البلاد فوق كل اعتبار.. ومصلحة الكويت قبل كل المصالحات

زاوية الكتاب

كتب عماد بو خمسين 514 مشاهدات 0


رغم أن الوقت لا يسمح إلا بالعمل المثمر الجاد، ورغم أن الظرف لا يحتمل إلا بذل الجهود المخلصة لمكافحة وباء كورونا ومنع شيوعه وانتشاره، فإن العابثين لايزالون يمثلون معاول هدم، وسوساً ينخر في بناء المجتمع بما يطلقونه من إشاعات مغرضة، وما يبثونه من صور قديمة أو مفبركة بهدف نشر الذعر في صفوف المواطنين والمقيمين، أو إهالة التراب على الجهود الحكومية التي لا ينكرها إلا مغرض أو جاحد، والتي تهدف في المقام الأول إلى حماية الكويت وأهلها من الشر المستطير الذي يكاد يفتك بالعالم كله بفعل كورونا، ذلك الفيروس الذي يهدد الدنيا بأسرها، ولا يرحم كبيراً أو صغيراً، قوياً أو ضعيفاً، غنياً أو فقيراً في أي من بلاد العالم.
هؤلاء العابثون المغرضون تمادوا في غيهم، واستمروا يطلقون أعيرة الإشاعات القاتلة وقنابلها المميتة من دون أي وازع من عقيدة أو ضمير، وربما شجعهم على ذلك ظنهم أنهم بعيدون عن قبضة الدولة، وبمنأى عن المحاسبة والمؤاخذة والعقاب، متوهمين أن انشغال السلطات بالأزمة سيصرفها عن ملاحقتهم، وسيمنعها من الوصول إليهم ولو تخفوا وراء أسماء مستعارة أو حسابات وهمية.
والحق أن ذلك غير صحيح، بل هو قولهم بأفواههم وظنهم الذي أرداهم وأوقعهم في بئر الخيانة، خيانة الوطن، وخيانة الشرف، إن كان قد بقي عندهم أثارة من شرف، أو حرص على سلامة بنيان الأمة وسلامة الشعب الكويتي الأصيل.
فإذا كان هؤلاء وأمثالهم لم تردعهم النصائح التي وجهها عدد غير قليل من أعضاء الحكومة، وبينوا خلالها أن الإشاعات حول الفيروس أخطر من الفيروس ذاته، وإذا كانوا من أولئك الذين لا يكفيهم النصح، ولا ينفع معهم الإرشاد -وهم كذلك بالتأكيد- فلم يبق لإيقافهم عند حدهم سوى الضرب على أياديهم بسياط من حديد، وتكميم أفواههم بالأغلال والسلاسل، لا تجبراً ولا تعنتاً وإنما بالقانون الذي تكتظ نصوصه بمواد تكفل معاقبة الأفَّاكين الذين يعيثون في الأرض فساداً، وهم يعلمون أو وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً.
ومع أن الشعب الكويتي في عمومه شعب واعٍ، يدرك كلَّ الإدراك حقيقة هؤلاء وأهدافهم الخبيثه، ولا يلتفت إلى ما يقولون إلا تندراً وسخرية واستهزاء، فإن البعض قد يقع في براثنهم، وقد يكون فريسة لما يروجون من الأكاذيب والأباطيل.
من أجل ذلك، وحماية للوطن ولأبناء الوطن نطالب كلّ المطالبة بأن يتم تغليظ العقوبة على مطلقي الشائعات ومروجيها، فهؤلاء لا تجدي معهم سوى قوة القانون، وعلى رجال الداخلية أن يتعقبوهم أينما كانوا، ولا تأخذهم بهم رأفة ولا شفقة ولا رحمة، فأمن البلد فوق كل اعتبار، ومصلحة الكويت قبل كلِّ المصالح الرخيصة الضيقة التي يسعى هؤلاء إلى تحقيقها، ولو أدى ذلك إلى تعكير الصفو الاجتماعي الكويتي المعروف.
وإضافة إلى تغليظ العقوبة، وعدم التهاون في إيقاعها بأولئك الفاسدين المفسدين لابد أيضاً من إغلاق جميع المواقع الإلكترونية المخالفة، وعدم السماح لها بالعودة من جديد تحت أي ظرف من الظروف، فبتر العضو المسموم يضمن سلامة بقية الأعضاء، ويقيها الدمار والهلاك، أو على الأقل يقيها البتر والاستئصال.
وفوق هذا وذاك لابد أيضا من فضح هؤلاء الأفاكين ونشر أسمائهم في جميع وسائل الإعلام مسموعة ومقروءة ومرئية؛ ليكوِّنوا قائمة سوداء يحذرها المواطنون ويتقي شرها الشرفاء الأبرياء من المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة.
تلك دعوة نطلقها، ورجاء نتوجه به إلى الحكومة عامة، وإلى وزارة الداخلية على وجه الخصوص، ونحن نعلم أنهم مثلنا أو أكثر منا حرصاً على وأد الإشاعات، وإغلاق مصادرها، وتجفيف منابعها قبل ان يستشري الخطر، ويظن المفسدون أنهم قادرون على الوصول إلى مآربهم الخبيثة وأهدافهم المحرّمة.
أما أهلنا، آباؤنا وأشقاؤنا أبناء الكويت فنذكرهم بقول الله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا
ونقول لهم ما قال الشاعر:
إذا حمل الوشاة إليك سوءاً
تبينَّ لا تصَدِّق حامليه
فَمنْ بدأ الإشاعة أو رواها
كمن باع الحرام ويشتريه
وحفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه

تعليقات

اكتب تعليقك