داهم القحطاني: تجار الإقامات قتلة حقيقيين.. تسببوا في الماضي في معظم ما تعانيه الكويت من جريمة منظمة كالسرقات والتزوير والقتل أحياناً والآن يتسببون في تعريض نظامنا الصحي لخطر الانهيار
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني إبريل 7, 2020, 9:36 م 546 مشاهدات 0
أيها السياسيون، وقبل أن تعلقوا على قضية تجارة الإقامات، تذكروا عبارة سيدنا عيسى، عليه السلام، حين قال لبني إسرائيل وهم يرجمون امرأة زانية «من كان منكم بلا خطيئة، فليرمها بحجر».
وإذا كانت تجارة الإقامات المحرمة تلك المرأة الزانية، فإن السياسيين لن يستطيعوا أن يرموها «بتصريح»؛ لأن معظمهم كانوا مشاركين في هذه الخطيئة، سواء بالاستفادة أو بصمت الشياطين الخرس.
تجارة الإقامات التي تتم على مرأى ومسمع الحكومات ومجالس الأمة المتعاقبة، بسببها قد يتعرض عشرات الآلاف من الكويتيين للموت إذا ما انهار النظام الصحي بسبب تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا بين أفراد عمالة تجارة الإقامات، وبهذا المعنى يكون تجار الإقامات قتلة حقيقيين، تسببوا في الماضي في معظم ما تعانيه الكويت من جريمة منظمة كالسرقات، والتزوير، وتجارة الرقيق، والقتل أحياناً، والآن يتسببون في تعريض نظامنا الصحي لخطر الانهيار وما قد يترتب على ذلك من وفاة للكثيرين.
في عام 2018، حاول النائب الحميدي السبيعي أن يضع قضية تجارة الإقامات تحت أضواء الاستجواب البرلماني، وأثبت أن هناك فسادا حكوميا يتسبب في تحول هذا الملف إلى قضية تهدد الأمن الوطني للكويت، ولكن للأسف وبسبب حسابات انتخابية ضيقة لم يصل الاستجواب إلى النتيجة التي تمناها السبيعي، لكن تشاء الأقدار أن تظهر النتيجة الحقيقية لهذا الاستجواب خلال أزمة كورونا، حين أخذ يتسابق الجميع لتحقيق هدف السبيعي من الاستجواب؛ وهو التخلص من عمالة تجارة الإقامات لكي لا تتسبب في نقل الفيروس بين الناس، ولكي لا تتسبب هذه العمالة، التي تتنقل بين المناطق السكنية؛ بحكم عشوائيتها، في انهيار النظام الصحي فتكون هنا الطامة الكبرى.
شرفاء «روما» ظاهرة كويتية تتكرر مع كل كارثة، فنجد من يتباكى على الكويت، وعلى الشعب الكويتي من حصول كارثة معينة لم يتصد هو نفسه لها، ولم يبذل أي جهد لمواجهتها، إن لم يكن هو أول المستفيدين منها، لكنهم، وكما شرفاء روما في المثل البغدادي الشهير، لا يحملون من الشرف شيئا سوى الادعاء الكاذب.
صباح الخالد رئيس وزراء أتى ليغير الأوضاع المتردية، وقد كنت وما زلت من المتفائلين به، رغم أن في حكومته من يحاول أن يجعل من العمل العام وسيلة لتحقيق شهرة مختلقة، ونجح نسبياً، للأسف، بحكم التخصص، ومع ذلك فالرهان على صباح الخالد سيتواصل لضرب مفاصل الدولة العميقة، التي تعتمد على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لخلق حالة من الذعر تستهدف الوصول إلى قرارات متعجلة وبمساعدة من سياسيين بارعين جداً في الانتهازية.
أنصح صباح الخالد باتخاذ قرارات صعبة وضرورية لاستئصال الخلايا السرطانية التي قد تعيق تنفيذ خطط حكومته، ومن ذلك ضرورة إجراء تغيير جذري في القيادات العليا والوسطى في الأجهزة الحكومية لكي ترجع قيادة العمل الحكومي مرة أخرى للكفاءات وليس لتعيينات «الباراشوت»، التي فضحتها كورونا أمام الملأ، إذ لولا جهود الموظفين والقياديين من مديرين ومراقبين لانهارت وزارات عدة، كانت قد عاشت لسنوات تحت قيادة غير الأكفاء.
ثوبك أبيض يا بو خالد، والكويتيون درعك ورمحك وسيفك في محاربة ضباع الفساد.
تعليقات