‫د.تركي العازمي: سينتهي وباء كورونا إن شاء الله.. فهل فهمنا الوباء الفعلي الذي كنا نعاني منه طيلة عقود؟‬

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 640 مشاهدات 0


تحدثنا عن جوانب كثيرة مرتبطة بوباء كورونا، وذكرنا حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن مفهوم الوقاية من الطاعون حين طبق الحجر.

وإن أغلقت المساجد من باب الأخذ بالأسباب٬ فإن المسلم بطبيعته مؤمن بقضاء الله وقدره ويأخذ بالأسباب، ومبدأ لا ضرر ولا ضرار، وقد أثبت الإسلام للعالم كيف إنه دين عظيم.

معظم المختصين يحرصون على أهمية النظافة٬ وهو معمول به أصلاً في دين الإسلام إضافة إلى أن الدعاء وحسن التوكل من خصال المسلم السليم إيمانه... حتى من الجانب المالي٬ قامت أميركا بخفض الفائدة إلى صفر، وهو قريب من التمويل الإسلامي، حيث لا توجد فوائد مركبة وخلافه من التطبيقات المالية الأخرى.

وكنا نحرص على حسن اختيار القياديين والنواب كي يحملوا أمانة هموم المجتمع وينهضوا بالبلاد٬ وقد لاحظنا كيف تقدمت الكفاءات الصفوف، وبذلت الغالي والنفيس خدمةً للوطن والعباد، في وقت شعر ضعاف الأنفس بالهلع وانزووا في أماكن بعيدة عن ساحة الحدث٬ ولم نرَ لهم أثراً في وقت ظهر فيه معدن التاجر المسلم الحريص على خدمة وطنه... وهذا ما كنا نحذر منه!

توقف الطيران٬ أغلقت الحدود٬ وباتت الدول العظمى التي تقودها مجموعة تجار الأزمات ممن يطلق عليهم تجار العولمة، مكشوفة أمام الجميع لدرجة أن أميركا وبريطانيا وغيرهما من الدول، لم تتمكن من تأمين مستلزمات الوقاية من وباء كورونا.

التزم البقاء في بيتك ولا تخرج إلا للحاجة الملحة... وهو تطبيق سليم ومن لا يلتزم يجد العقاب: «إنها الوقاية التي وجب علينا الالتزام بها».

أثبتت الكويت أنها دولة متقدمة، لأنها وفرت كل سبل الوقاية وتابعت رعاياها في كل مكان وحرصت على توفير أماكن حجر تليق بهم... ولنا في الدول الآخرى خير مثال.

الزبدة:
خافوا الله في وطنكم٬ فقد كشف وباء كورونا من يستحق تولي زمام قيادة مؤسساتنا، بعد أن غاب عن المشهد من كنا نظنهم رجال دولة.
التزموا بالتعليمات ولا تلتفتوا إلى من يثير الهلع بين الناس وينشر الإشاعات، ويبحث عن الكسب واستغلال الأزمة عبر إصلاحات اقتصادية أو تعويضات... إنه وباء حل بالعالم أجمع وكثير من حكومات الدول وتجارها، قد صب جل اهتمامه على ضخ الأموال للوقاية من كورونا، رغم أن كبرى الدول والشركات قد تكبدت خسائر مالية كبيرة من ضمنها الصندوق النرويجي الاستثماري الأكبر على مستوى العالم، خسر قرابة 124 مليار دولار... ولم يتحدثوا عن تعويض أو دراسات لإصلاح الاقتصاد إلا في حدود تأمين الاحتياجات للأفراد، وتوفير قروض للشركات كما قامت به أميركا.
سينتهي وباء كورونا إن شاء الله: فهل فهمنا الوباء الفعلي الذي كنا نعاني منه طيلة عقود؟... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك