‫زايد الزيد: ترؤس سمو الأمير لاجتماع حكومي في هذه اللحظة الحرجة يرسل رسالة سياسية واضحة لعموم المواطنين والمقيمين بأن القيادة متيقظة أشد اليقظة وحريصة كل الحرص على العمل في مواجهة هذا المرض‬

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 519 مشاهدات 0


‫تهاونت الكثير من دول العالم في مواجهة فيروس كورونا لأسباب سياسية أو اقتصادية، وخصوصاً دول العالم الغربي أو ما يسمونه بالعالم الأول، إذ أنها رفضت التضحية باقتصادها وتعريضه للتباطؤ أو الانكماش على حساب صحة شعوبها وأفرادها.‬

‫لكن الحق يُقال بأن دولنا في منظومة مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها دولة الكويت، لم تُبد أي تساهل في مواجهة الفيروس - سوى في بداية الأمر عندما تدخل بعض السياسيين لأغراض انتخابية او حينما ضغطت بعض الدول علينا - حيث فعّلت بعدها الحكومة إجراءاتها الحازمة وأغلقت المطار في وجه حركة الطيران التجاري وأغلقت الأسواق وفرضت حالة حظر التجول الجزئي، وهي إجراءات تبعتها دول الخليج الأخرى وبقية دول العالم.‬

‫ووجه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح خطاباً أكد فيه خطورة المرض ووجوب محاربته وشد من أزر المواطنين للانتصار عليه، ثم اجتمع في اليوم التالي برئيس مجلس الأمة ورئيس مجلس الوزراء وأعضاء الحكومة ووجههم لاتخاذ إجراءات أكثر حزماً لمواجهة المرض والقضاء عليه مهما كلف هذا الأمر من جهد ومال.‬

‫ترؤس سمو الأمير لاجتماع حكومي في هذه اللحظة الحرجة بالذات يرسل رسالة سياسية واضحة لعموم المواطنين والمقيمين بأن القيادة – ولله الحمد – متيقظة أشد اليقظة وحريصة كل الحرص على العمل في مواجهة هذا المرض، بينما ينحدر العالم الغربي ويتوه رغم ما يملكه من ثروات وإمكانات عسكرية واقتصادية وسياسية هائلة ، وكل ذلك بسبب النزعة الفردانية البراغماتية التي تحرك الحياة عندهم ، فكل شيء يخضع لدراسات الجدوى الاقتصادية وحسابات الربح والخسارة وقوانين السوق الرأسمالية.‬

‫وسط كل هذه المعمعة، يلوح لنا هذا الضوء الأبيض الجميل، وهو أننا بخير وأن علاقاتنا الودية بخير، وإن تخللها بعض الخلاف حول آليات إدارة البلد فإنها تبقى علاقة حميمية تنهار كل جدران الخلافات أمامها عند أول محنة يمر فيها البلد، وما حوادث الماضي عننا ببعيدة حينما وقف الكويتيون ضد أطماع عبد الكريم قاسم في عام 1961 وحينما وقفوا مع الشرعية الكويتية في عام 1990 وهي حوادث تدل على أن العلاقة بين شعبنا وقادته أكبر من حسبة انتخابات رئاسية أو حسابات السوق والعرض والطلب كما هي الحال في الغرب.‬

تعليقات

اكتب تعليقك