‫داهم القحطاني: الخطاب العنصري البغيض الذي انتشر لدى بعض السياسيين ضد جنسيات معينة من المقيمين يجب أن يتوقف فهو تعميم ظالم‬

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 390 مشاهدات 0


كان لافتا في خطاب حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، بشأن وباء كورونا، إشارته المتكررة إلى أن تبعات الوباء تصيب المواطن والمقيم، وأن توفير الحماية منه يشمل المواطن والمقيم، كما بدا لافتًا أيضا إلى جانب إشادته بجهود المواطنين الإشادة بجهود «المقيمين الشرفاء» في مواجهة هذا الوباء والتضحيات التي قدموها. 

الخطاب العنصري البغيض الذي انتشر لدى بعض السياسيين ضد جنسيات معينة من المقيمين يجب أن يتوقف، فهو تعميم ظالم، والأخطاء التي تصدر من أفراد معينين من جالية معينة يجب ألا تكون مدخلاً لنشر خطاب ضدهم ممتلئ بالبغض والكراهية يردده البعض لغايات انتخابية. 

هذه ليست المرة الأولى التي يشير فيها سمو الأمير ضمنًا إلى ضرورة البعد عن هذا النوع من الكلام الممتلئ بالكراهية لشريحة معينة من المقيمين فقد كررها مرارا في نطقه السامي في مجلس الأمة. واليوم وفي ظل وباء خطير يمثل حربا حقيقية ضد الكويت ومواطنيها ومقيميها، وبعد أن تشارك الجميع في هذه الأرض المباركة المخاطر كما تشاركوا المغانم، حان أوان العمل الحقيقي لوقف هذا الخطاب البغيض الذي لا يمثل الكويت وشعبها. 

نعم هناك معاناة لدى الكويتيين من التسيب والفوضى والفساد والتجاوز على القانون، وهو نهج تحاول شريحة من المقيمين تنتمي إلى جنسيات متعددة ترسيخه كأمر واقع في الكويت وكمدخل لتحقيق دخل أكبر، لكن هذا الفعل الخاطئ من قبل هؤلاء يجب أن يواجه بالتشريعات وبالإجراءات الصارمة، وليس بتعميم خطاب بغيض يسيء للكويت وشعبها قبل أن يسيء للآخرين. 

بنفسي شاهدت أطباء من جمهورية مصر العربية وهم يقفون في مواجهة وباء كورونا، ويعملون بكل صدق وإخلاص من أجل الناس، ورغم ما في الموقف من رعب وتضحيات تتجاوز فكرة العمل التقليدي إلا أنهم أطباء وطبيبات وممرضين وممرضات وضعوا أرواحهم على الأكف من أجل العمل الإنساني. 

الأمر نفسه يتكرر مع جنسيات أخرى متعددة واجهت مخاطر وباء كورونا، ولم تتردد، وتجاوزت في عملها حدود واجبات الوظيفة العادية. 

وهكذا واجهت الكويت وباء كورونا وستنتصر عليه بإذن الله، عبر مواطنين أخلصوا في حبهم للكويت وتصدوا لهذا الوباء المخيف ومن دون تردد ومنذ اللحظة الأولى، وكان معهم خطوة بخطوة «المقيمون الشرفاء» كما أسماهم سمو الأمير في خطابه، لينتهي المشهد بصورة عظيمة أذهلت العالم وجعلت منظمات عدة كمنظمة الصحة العالمية تشيد بالكويت وتصديها لوباء كورونا وتعتبرها مثالا عالميا يحتذى. 

كما رصدت صحف عالمية عريقة هذا التميز الكويتي الذي ساهم فيه المواطنون والمقيمون ومنها صحيفة نيويورك الشهيرة، التي اعتبرت أن الكويت في تميزها بمكافحة وباء كورونا تفوقت على دول عريقة.

 لم يعد هناك مكان في كويت ما بعد كورونا لمثل هذا الخطاب العنصري البائس ضد «المقيمين الشرفاء».


تعليقات

اكتب تعليقك