داهم القحطاني: التحديات التي فرضها تفشي فيروس كورونا على مفهوم الدولة في عصرنا الحديث تجعلنا ندرك أن عالم ما بعد كورونا سيكون مختلفا عما قبله
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني مارس 22, 2020, 10:51 م 436 مشاهدات 0
ربما لم تعش الكويت في تاريخها الحديث حظر تجول كالذي طُبق يوم أمس الأحد، فهو أمر لم يكن في الخيال لكنه حصل وليس للكويت فحسب، بل لكثير من دول العالم.
التحديات التي فرضها تفشي فيروس كورونا على مفهوم الدولة في عصرنا الحديث تجعلنا ندرك أن عالم ما بعد كورونا سيكون مختلفا عما قبله وهو ما أشرت إليه في تغريدة مطلع أزمة كورونا، ثم ذكر العبارة نفسها توماس فريدمان في «نيويورك تايمز» في تقرير موسع نشر قبل يومين.
الكويت ستتجاوز هذا الوباء ليس فقط لأن الحكومة استردت سلطاتها الدستورية، ولم تعد تسمح بأي تجاوز من قبل مجلس الأمة، لكن لأن هناك شعوراً عاماً بأن أزمة فيروس كورونا تعتبر من الأزمات الكبرى التي لا يمكن معها تحمل مزيد من الأخطاء في إدارة الأجهزة الحكومية فالمسألة تتعلق بالحياة أو الموت.
لكن الأمر الأهم بعد انتهاء هذه الأزمة يتمثل في معرفة ما الكويت التي نريد في حقبة ما بعد الكورونا؟ هل يعقل أن نحتفظ دولة وشعباً وحكومة وبرلماناً بأمراضنا التقليدية التي طالما أدخلتنا في صراعات «الحلقة المفرغة» أم ان هذه الحقبة ستكون فرصة لولادة كويت جديدة أشبه ما تكون بكويت ما بعد الاستقلال، أو كويت ما بعد التحرير؟
ولنتساءل: هل سنسمح بعد اليوم بأن تكون الدولة أسيرة لصراعات المصالح بين مختلف الأطياف، وأن تكون مجرد غنيمة تستعر حروب المنافع عليها؟ أم ان هناك جيلا من الشباب من مختلف الأطياف والشرائح سيقول كفى، وسيضع بصماته على كويت ما بعد كورونا لتكون بلداً يستظل في ظله الوارف جميع شعبه من دون أن يفكر طرف أو شريحة بأن هذا الوطن الجميل قابل لأن يكون مجرد رقم في صراعات السياسة والنفوذ.
بالطبع هناك من سيقاوم هذا التغيير، وسيسعى لعودة كويت ما قبل كورونا لتعود له مصالحه، وستقاوم تيارات وشرائح مستفيدة من الوضع السابق أي محاولة من الشباب الواعد في استرداد البلد من تجار السياسة والمصالح لكنها برأيي مقاومة لن توقف الكويت الجديدة التي تتشكل أمام أعيننا الآن.
وشاءت الظروف الحسنة أن يعقب انتهاء أزمة كورونا بإذن الله انتخابات برلمانية جديدة وهي تلك التي ستجرى ديسمبر المقبل، لتكون هذه الانتخابات برأيي ورغم كل الظروف والمحاذير بداية التغيير الحقيقي لكويت ما بعد كورونا حيث ستبرز شخصيات سياسية شبابية جديدة ستعطي لهذا الشعب الأمل الواعد تماماً كالأمل الذي نعيشه الآن في أقسى لحظات أزمة كورونا والذي يشعرنا بأن الكويت أهم من الجميع، وأن الكويتيين يستحقون برلماناً وحكومة أفضل.
تعليقات