زايد الزيد: بالرغم من بعض الدعاوى الشاذة التي وجهت سهامها تجاه الوافدين فإن الحقيقة يجب أن تُقال وهي أن الشعب الكويتي أثبت تمتعه بوعي عالٍ فيما يخص المواضيع العنصرية
زاوية الكتابكتب زايد الزيد مارس 20, 2020, منتصف الليل 638 مشاهدات 0
لا نشك بوجود حالة هلع عالمية ناتجة عن أزمة انتشار فايروس كورونا المستجد الذي يضرب البشرية بقوة ، ولا تزال كثير من دول العالم "المتقدم" في أوروبا والعالم الغربي عاجزة عن مواجهته نتيجة ضعف القطاع الطبي لديها وسيطرة الشركات التجارية عليه.
لكن حالة الهلع الطبيعية هذه تحولت لدى بعض الأشخاص لدينا - مع الأسف الشديد - إلى حالة هلع غير مبررة تجاه الوافدين، حيث تصاعد خطاب مؤسف يحتوي على تأجيج وتهديد ووعيد للمقيمين وتحميلهم سبب انتشار الفايروس في تصرف يناقض أبسط أبجديات الاحترام والتقدير وحتى العقلانية!
وما شاهدناه في وسائل التواصل الاجتماعي من قيام بعض المواطنين من إيقاف للوافدين في الشوارع في منطقة جابر الأحمد واتهامهم بتهم لا أساس لها، قبل أن تعلن وزارة الداخلية الإفراج عنهم وعدم توجيه أي تهمة لهم، هو أمر لا يضر الوافدين فحسب، بل يضر المواطنين أيضاً ، خصوصاً من كبار السن والأطفال الذين إن انتشرت حالة الهلع بينهم فإن سيقومون بتصرفات خاطئة ناتجة عن الهلع تؤدي إلى سرعة انتشار المرض بقوة.
إننا اليوم نحتاج إلى حالة ترابط مجتمعي، فكما أنكرنا الطائفية التي حاول الترويج لها بعض ضعاف النفوس أول انتشار أيام الفايروس، لأغراض انتخابية دنيئة، فإننا اليوم ننكر حالة الهلع الموجهة تجاه الوافدين والتي لا تخدم أحد، بل تعيق جهود وزارة الصحة في سبيل القضاء على المرض.
وبالرغم من بعض الدعاوى الشاذة التي وجهت سهامها تجاه الوافدين، فإن الحقيقة يجب أن تُقال وهي أن الشعب الكويتي أثبت تمتعه بوعي عالٍ فيما يخص المواضيع العنصرية وقت الأزمات، وأكد التحامه ببعضه، وتساميه وتجاوزه عن سفاسف الأمور التي كنا مع الأسف الشديد نقع فرائس لها في أيام الرخاء، بسبب بعض الخطابات الانتخابية التي يتقبل أصحابها حرق البلد في سبيل حصولهم على غاياتهم الدنيئة.
في النهاية، يجب على الإعلام الحكومي أن يزيد من جرعة التوعية للشعب ويوضح له عواقب العنصرية في هذا الوقت وفي كل وقت، وعسى أن تستوعب الحكومة هذا الوعي عندما تنتهي الأزمة والله من وراء القصد!
تعليقات