زايد الزيد: السلطات الصينية لم تأبه للتجار أو رجال الأعمال الذين سيتضررون جزئياً من تعطيل المصانع أو المنشآت التجارية لأنها على قدر كبير من الوعي
زاوية الكتابكتب زايد الزيد مارس 16, 2020, 10:45 م 510 مشاهدات 0
أعلنت الصين رسمياً نهاية "ذروة" تفشي وباء كورونا على أراضيها، وذلك بعد يومين من زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لمدينة ووهان، بؤرة الفايروس، ولقائه بالطواقم الطبية هناك في دلالة واضحة ورسالة إعلامية تدل على مدى سيطرة بلاده على المرض الذي كاد أن يفتك بها.
لكن نجاح الصين في وقف تصاعد المرض – حتى الآن – لا ينبغي أن يمر علينا مرور الكرام ، ففي الدرس الصيني عبر وفوائد يجب على حكوماتنا أن تستفيد منها على المديين القريب والبعيد.
ولعل أبرز درس يمكن الاستفادة منه من التجربة الصينية مع هذا المرض هو سرعة تنفيذ القرارات وعدم التردد فيها، ففور انتشار الفايروس في مدينة ووهان سارعت السلطات الصينية إلى بناء مستشفى مزود بالطواقم الطبية في ٨ أيام فقط وساهم هذا المستشفى في وقف تصاعد المرض بشكل كبير جداً.
والدرس الآخر هو الحزم الصارم في مواجهة هذا المرض، فالسلطات الصينية لم تأبه للتجار الصينيين أو رجال الأعمال الذين سيتضررون جزئياً من تعطيل المصانع أو المنشآت التجارية، لأنها على قدر كبير من الوعي وتعلم فيه أن الربح المرحلي للتاجر على حساب صحة الأمة سيدمر الأمة والتاجر معاً في المدى البعيد، لذلك فإنها قامت بتعطيل البلاد وفرض حجر كامل على مدن فيها بسكانها الذين يبلغون عشرات الملايين دون أدنى خرق لهذا الحجر، كما كلفت فرقاً متطوعة في مراقبة الشوارع والتأكد من خلوها من بعض أنواع البشر غير المبالية بالمرض والتي تظن أن تجولها في الشوارع بدون أساليب وقاية نوع من القوة!
لكن التجربة الصينية وبرغم نجاحها تحمل أيضاً بعض الدروس والعبر التي يمكن تفاديها ، ولعل أهم درس يمكن تفاديه من خلال التجربة الصينية هو انعدام الشفافية داخل الأروقة الحكومية - في بدايتها - بسبب التزلف للقيادات الأعلى وتدخل القرار السياسي في تسيير العمل الصحي والطبي ، وهو ما حدث تماماً في بدايات الفايروس قبل أن تُغيّر الصين سياستها.
فالطبيب الذي اكتشف الفايروس، تمت محاسبته نظراً لأنه "يشوش على الناس" ولم يأبه السياسيون الذين يحكمون مدينة ووهان بتحذيراته الطبية، وقاموا بتوقيعه على تعهد بعدم تكرار قوله، حتى تفشى المرض وتوفي الطبيب بسببه.
فهل نعتبر ؟
تعليقات