مطفر عبدالله: من بين مخاطر تفشي وباء كورونا في الكويت وكل الدول التي تعتمد نظام الكفيل العمالة السائبة التي تعمل لحسابها بشكل يومي فكيف يعيش هؤلاء ومن أين يأتيهم رزقهم؟ ندفع هنا ثمن تجارة الإقامات
زاوية الكتابكتب مظفر عبدالله مارس 14, 2020, 10:21 م 616 مشاهدات 0
هناك خطران محدقان في المنطقة، العقل وحده سيصدهما: الأول في انبعاث الإشعاعات النووية في الهواء ومياه الخليج بسبب برنامج إيران النووي، والثاني في حدوث زلازل جديدة مدمرة وخصوصاً في المناطق التي تُشيد فيها إيران مفاعلاتها النووية.
أول العمود:
من بين مخاطر تفشي وباء كورونا في الكويت وكل الدول التي تعتمد نظام الكفيل العمالة السائبة التي تعمل لحسابها بشكل يومي، فكيف يعيش هؤلاء ومن أين يأتيهم رزقهم؟ ندفع هنا ثمن تجارة الإقامات.
***
لا يوجد رقم دقيق لوفيات حروب الخليج الثلاث التي اتخذت من المنطقة مسرحاً لها منذ ما بعد ثورة الخميني عام ١٩٧٩، لكن الإحصاءات لا تتزحزح عن المليون ونصف المليون من البشر في العراق وإيران والكويت وجنسيات من دول أدارت الحروب وشاركت فيها.
هناك خطران محدقان في المنطقة، العقل وحده سيصدهما: الأول في انبعاث الإشعاعات النووية في الهواء ومياه الخليج بسبب برنامج إيران النووي، والثاني في حدوث زلازل جديدة مدمرة وخصوصاً في المناطق التي تُشيد فيها إيران مفاعلاتها النووية.
هذان الخطران بالإضافة إلى حروب قادمة– لا سمح الله– يجب أن يكونا على رأس أولويات حكومات المنطقة بعد تجربتي "الحروب الثلاثة" و"وباء كورونا"، ويجب الاستفادة هنا من حادثة مفاعل "فوكوشيما" الياباني الذي تسربت إشعاعاته من جراء الزلزال (محطة بوشهر قريبة من ميناء الشويخ وهي على خط زلازل)، وحادثة مفاعل "تشيرنوبل" الروسي ودراسة تبعاتها البيئية المُدمّرة، وكيف تمت معالجة المآسي الإنسانية الناتجة عنهما من خلال بناء منظومة مواجهة الكوارث الطبيعية على مستوى وطني وخليجي.
تلويث مياه الخليج بإشعاعات نووية يتطلب خمس سنوات من التعافي بحسب معهد الأبحاث العلمية في دولة الكويت، وإغلاق مضيق هرمز نتيجة لتلك الكوارث سيهدد اقتصاد العالم ودول المنطقة كما يحدث حالياً مع تأثيرات كورونا الاقتصادية، وانغماس المنطقة بالشحن الطائفي والمذهبي سيكون فيروسا اجتماعيا مقيتا جاهزا للتفعيل في حال حدوث حروب أو كارثة نووية، تماماً كما حدث مع إصابات كورونا التي تحوّلت إلى مسألة طائفية وبشكل مثير للشفقة.
يجب أن يكون فيروس كورونا درساً لدول المنطقة في العمل على حماية شعوبها من كوارث محدقة، وأتمنى أن يكون الخوف أو الوعي– لا فرق– هو الدافع للتحرك لحماية إنسان المنطقة، وإن استحضار الاحترازات الصينية التي جاءت بنتائج مشجعة مهمٌّ لنا اليوم.
تعليقات