‫حسين الراوي: السخرية المحزنة أن حكومة الكويت هي الحكومة الوحيدة في العالم التي استوردت فيروس كورونا من الخارج لشعبها وبلدها!‬

في وقت قياسي وسريع أثبتت الحكومة بأنها غير قادرة - حسب تقييمي - على إدارة شؤون البلاد التي تمس حياة ومعيشة المواطن الكويتي من خلال تخصصات وزرائها، ومن خلال تلك التخبطات التي وقعت فيها!
فمن التخبطات - وهي للمرة الأولى تحدث في تاريخ الكويت - الاختيار الخاطئ وغير المدروس لوزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة، التي تمت مساءلتها عن أعمال اقترفتها قبل توليها الوزارة، الأمر الذي دفعها عنوة لتقديم استقالتها سريعاً بعد أن تم تقديم طرح الثقة فيها عبر مجلس الأمة!
وكذلك اختيار وزير الكهرباء والماء السابق، الذي تقدّم أيضاً باستقالته سريعاً من الحكومة، بسبب حكم محكمة التمييز الذي دان الوزير، لنشره تحقيقاً إدارياً على حساب الوزارة في «تويتر».
فهل من الصعب على رئيس الوزراء أن يتأنى، ويسأل عمن يريد أن يختاره ضمن مجموعة وزرائه إلى هذه الدرجة المُحرجة جداً؟!
وعمّا يخص أمن البلد واستقرار الشعب، فلقد قصّرت الحكومة في ذلك للأسف، خصوصاً إذا ثبت أنه تم الانصياع لرغبة أحد نواب البرلمان في عدم تطبيق الحجر الصحي على مجموعة قليلة من المواطنين العائدين من إحدى الدول الموبوءة بفيروس كورونا، والسماح لهم بالذهاب إلى بيوتهم دونما التأكد من سلامة صحتهم!
والأمر الأشد بلوى من ذلك هو - وبعد أن صدر قرار من مجلس الوزراء يقضي بعدم دخول أي وافدين تعود جنسياتهم لعدد من الدول الموبوءة، التي تم ذكرها في ذلك القرار - تم السماح لاحقاً لدخول عدد كبير، ودونما استعداد طبي واسع لاستقبالهم، ما أربكَ جداً الدولة في التعامل معهم، وما زاد ذلك في اكتشاف أعداد جديدة من المصابين بكورونا من بين القادمين في هذا البلد!
ومن السخرية المحزنة أن تكون حكومة الكويت، هي الحكومة الوحيدة في العالم التي استوردت فيروس كورونا من الخارج لشعبها وبلدها!
وبعد كل هذا أليست المطالبة باستقالة الحكومة مطالبة مشروعة ومستحقة؟!