زايد الزيد: هذه ليست المرة الأولى مع الأسف التي تستجيب فيها القيادات الطبية لابتزازات سياسية وتجارية في التعامل مع هذا الفيروس اللعين فقد سبقتها فضيحة إلغاء الحجر الإلزامي
زاوية الكتابكتب زايد الزيد مارس 10, 2020, 11:55 م 695 مشاهدات 0
في ظل وباء، ينتشر ويتفاقم ويقتل المئات ويدمر حركة التجارة العالمية ويهوي بأسعار السلعة الأهم في العالم وهي النفط إلى الأرض، وفي ظل فرض العديد من الدول الكبرى حجراً صحياً على مدن كاملة فيها ، بل وصل الأمر في ايطاليا إلى فرض حجر كامل فيها ، تتواصل مسلسلات الاستهتار في الكويت والتي لم يشهد لها العالم مثيلا لأجل "عين فلان وعلان ".
فبحسب الأرقام المنشورة في الصحف المحلية ، دخل أكثر من ( 30 ألف وافد مصري إلى الكويت في يوم واحد وبدون إجراء فحص من مرض كورونا في ظل التأكيد العالمي على وجود هذا المرض وانتشاره في مصر ، وكان أخر التأكيدات هو إصابة مواطنين كويتيين كانا قادمين من مصر ، فهل يعقل أن شخصين من أصل مئات من الكويتيين عادوا من مصر أصيبا من « كورونا » ، بينما لم يصب أي شخص من أصل 30 ألف مصري عائد إلى الكويت في ظل "اليوم الأسود" ، الذي قامت فيه الحكومة بمنحهم مهلة للعودة للبلاد دون فحص طبي حقيقي.
هذا الاستهتار الذي يتم من قبل الحكومة نتيجة الضغوط سياسية خارجية أو لصالح أطراف تجارية معينة ذات نفوذ لا يمكن القبول به، فصحة الناس أهم من الحركة الاقتصادية في الكويت، والسيطرة على الوباء ، مقدمة على الحسابات السياسية والتجارية الضيقة التي لا تستفيد منها سوى حفنة لم تر منها الكويت أي خير.
وهذه ليست المرة الأولى مع الأسف التي تستجيب فيها القيادات الطبية لابتزازات سياسية وتجارية في التعامل مع هذا الفيروس اللعين، فقد سبقتها فضيحة إلغاء الحجر الإلزامي في بداية ظهور هذا المرض في إيران بسبب ضغط نيابي على وزير الصحة ، قبل أن يستوعب أن خطورة انتشار المرض أهم بكثير من كرسيه الوزاري بمئات المرات !
وفي حال زوال هذه الغمة عن الكويت إن شاء الله فستكون لنا وعبر هذه الزاوية وقفات مع كل من أسهم بتفاقم المرض في البلاد بلا مبالاته واستهتاره ورعونته وحساباته الضيقة التي لا تخرج عن إطار المصلحة الشخصية أو سوء الإدارة، لأن أول لبنة في طريق نهضة الأمم هو التعلم من الأخطاء ومحاسبة المقصرين وتقريعهم وعتابهم.
أما انتظار تصحيح الحكومة لأخطائها فذلك أمر مستحيل لأن فاقد الشيء لا يعطيه
تعليقات