‫داهم القحطاني: السماح بدخول الوافدين من دول موبوءة من دون إجراء الفحص الجيني عن فيروس كورونا في بلدانهم عملا عدائيا يستهدف الشعب الكويتي

سبق لوزارة الخارجية أن قاضت عددا من الكتاب والمغردين بتهمة القيام بأعمال عدائية من شأنها تعريض علاقات الكويت الدبلوماسية لخطر الانقطاع مع دول أخرى، فقط لأن هؤلاء الكتاب أبدوا رأيا مكتوبا ولم يقوموا بأفعال على الأرض.

 لكن ماذا نقول عن بيان مجلس الوزراء الذي طلب فيه من الإدارة العامة للطيران المدني إلغاء قرار منع دخول أي مقيم للبلاد من بعض الدول ما لم يقم بالفحص الجيني عن فيروس كورونا قبل المجيء للكويت، ألا يشكل هذا القرار عملا عدائيا ضد الشعب الكويتي من شأنه تحويل الكويت إلى بؤرة لفيروس كورونا؟ 

كيف يمكن تخيل أن الحكومة التي تقاضي مواطنيها بسبب تغريدات تعتبرها بمنزلة أعمال عدائية ضد الدولة الكويتية في حين تقوم الحكومة نفسها بعمل يشكل تهديدا مباشرا لصحة وحياة الشعب الكويتي؟! 

نحن كشعب وكبلد نعيش في خضم وباء عالمي غير مسبوق في السنوات الثلاثين الأخيرة، والكويت التي يشكل الوافدون فيها نحو 70 في المئة من السكان لا تستطيع أن تواجه أي تفش لفيروس كورونا إلا بالقيام بإجراءات مشددة تحمي المواطنين والمقيمين فيها، وعلى رأس تلك الإجراءات منع دخول أي وافد من الدول الأكثر خطورة في مسألة فيروس كورونا من دون إجراء الفحص الجيني في بلده. 

هذه الإجراءات تستهدف أيضا حماية المقيمين بمن فيهم إخواننا المصريون الذين لم يقضوا إجازة منتصف العام في مصر من تعرضهم للإصابة بالفيروس إن خالطوا مصابا عاد للتو للكويت.

 اليوم أعلنت وزارة الصحة عن إصابة مواطنين كويتيين اثنين عادا للتو من مصر بفيروس كورونا، وهذا يعطي مؤشرا دقيقا على أن تفشي الفيروس في مصر ليس مجرد تكهنات أو مشاعر حقد كما يصورها البعض الساذج، بل هي حقيقة واقعة، فدول عدة أعلنت عن إصابات مماثلة لمسافرين عادوا من رحلات لمصر، كما أن مصر نفسها أعلنت هذا اليوم عن ارتفاع حالات الإصابة إلى 59 حالة مؤكدة. 

وفقا لذلك يعتبر السماح بدخول الوافدين من دول موبوءة من دون إجراء الفحص الجيني عن فيروس كورونا في بلدانهم عملا عدائيا يستهدف الشعب الكويتي. 

ولهذا فليتحمل رجال الدولة في مجلس الوزراء وفي مجلس الأمة ويصدروا قرارا حاسما يمنع دخول أي وافد للبلاد من دون إجراء فحص عن فيروس كورونا.