العالم يحتفل غدا بـ'اليوم العالمى للتوعية بمرض الزهايمر'
عربي و دوليأغسطس 20, 2007, 3:59 م 338 مشاهدات 0
اليوم يحتفل العالم بمرض وافد جديد علينا يضرب ذاكرة المسنين فى مقتل فيصيبها
بالفشل المخى, وربما يطال متوسطى العمر إلى غير رجعة، إنه ألزهايمر أو الفشل المخى
أو خرف الشيخوخة أو العته، فكلها مسميات لمرض واحد، فنحن ـ كما يقول الدكتور
عبدالمنعم عاشور أستاذ الطب النفسى وطب المسنين ورئيس جمعية 'ألزهايمر مصر' ـ
أمام خلايا مخ تصل إلى نهاية عمرها الذى حدده الله لها، فتسقط من شبكة المعلومات
والفعل فى المخ، فتقل كفاءة هذا المخ الذى هو القلب واللب من الحياة الجسدية
والفكرية فتضعف قبضته على منظومة الوظائف الفكرية والجسدية والسلوكية والاجتماعية،
وينخفض الأداء الكلى لهذا الإنسان العاقل إلى 'شبح إنسان' به شيبة وضعفا، كما
وصفه القرآن'..ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم من بعد علم شيئا'..ومثل
هؤلاء من حقهم الرعاية ورد الجميل..لذا عقدت الجمعية أمس احتفالية بهذا اليوم تحت
شعار'الزهايمر يتحدث عن نفسه.
وعدد مرضى الزهايمر ـ الذى اكتشفه عالم ألمانى عام 1906 ويحمل المرض اسمه ـ آخذ فى
التصاعد عالميا، فمن المتوقع أن يرتفع عددهم من 24 مليون حاليا إلى نحو 150 مليون
شخص خلال عام 2020، منهم مليون مصرى، وهو يصيب 5% من الناس فوق سن الـ 65، و20% فوق
سن الثمانين، و50% فى سن التسعين، كما أن المرض يستمر بين 8 إلى 10 سنوات، بالرغم
من أن بعض المصابين به، قد يموتون في مرحلة مبكرة، أو قد يعيشون لفترة 20 عاما.
ولكن لا يمكن الشفاء من المرض، فالطب لم يجد له حتى الآن علاجا إلا بواسطة بعض
العقاقير كعلاج مؤقت لضعف الذاكرة أو النسيان فى حين أن النتائج أو العلاج الحاسم
مازال بعيد المنال.
ويقول الدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية العالمية للطب النفسى أن الأبحاث الجديدة عن
مرض الزهايمر وجدت ان ارتفاع الكولسترول والضغط واضطرابات القلب التى لم تعالج تكون
أحد العوامل التى تفجر وتبدأ بالزهايمر، ولذلك فان علاج تلك الأمراض يمكن أن يساعد
على تأجيل أو تقليل وطأة وتدهور مرض الزهايمر، ويصيب المرض السيدات ضعف الرجال،
ويأخذ منذ اكتشافه حتى الوفاة حوالى 9 سنوات، وتقسم إلى 4 مراحل الأولى تكون قرارات
المريض المنطقية وقدرته على حل المشاكل أقل من الطبيعى، ويلاحظ من حوله أن قدرته
على التحكم فى الأمور قد تأثرت سلبا، وفى هذا التوقيت يواكب المريض حالة من
الاكتئاب فيما نسبته 50% من المرضى، وللأسف أن الاكتئاب يؤثر بدوره على الذاكرة
سلبا، خاصة على الأحداث القريبة، والطبيب لابد أن يعرف ما إذا كان التدهور الفكرى
والعقلى والذاكرة بسبب الاكتئاب أم الزهايمر، وهناك أساليب للتفرقة والكشف عن ذلك
عن طريق اختبارات إكلينيكية ونفسية وإشاعات، كما ظهر ما يعرف بتصوير المخ الحديث،
وحوالى 80% من مرض الزهايمر يمكن اكتشافهم قبل أن يستفحل المرض، ورغم أنه لا يوجد
حتى الان علاج شافى للمرض إلا أنه يمكن تأجيل التدهور الشديد للحالة.
أسباب المرض
بعض الأبحاث أكدت ان الزهايمر سببه ترسيب ماده تدعى الاماينويد وأخرى تدعى تاون،
فهل يمكن إعطاء دواء يمنع ترسيبهم، وهناك علاقة كبيرة وواضحة بين تدهور المرض ونقص
كمية الاسيتايل كولين بالمخ وكل الأدوية حتى عام تعمل على تكسر الأنزيم المسئول عن
تكسير الاسيتايل كولين بالمخ ليظل بكميات كبيرة فى المخ، ثم ظهر علاج جديد يعمل على
مادة جلوتاميد فى المخ حيث أن زيادة هذه المادة فى المخ تعمل على موت الخلايا
وازدياد الزهايمر وبالتالى العلاج الجديد يكون مضاد للجلوتاميد ولذلك فهو مختلف بعض
الشىء .
وتقول الدكتورة تماضر طه عبد الرحمن مدرس طب وصحة مسنين بجامعة عين شمس إن معدل
انتشار ضعف القدرة المعرفية لدى المسنين الأصحاء نسبته كبيرة ومنهم يعانوا من ضعف
بسيط فى القدرات المعرفية ولكنها لا تؤثر على حياتهم اليومية ولكنها تشكل مرحلة
تمهيدية للإصابة بالزهايمر، ولأن الزهايمر مرض يتطور للاسوء والأدوية لا يمكنها فعل
شىء الا تقليل سرعة هذا التطور دون معالجة ما أتلفه المرض بالمخ من ناحية القدرة
المعرفية، ولذلك الأفضل هو السيطرة على مرض الزهايمر بمنع حدوثه عن طريق اكتشافه فى
المرحلة التمهيدية والتى تستمر حوالى 15 عام. وقد اكتشف أنه كل عام يتحول 15% من
الأشخاص الذين لديهم ضعف فى القدرة المعرفية إلى مرضى زهايمر.
المؤشرات المبكرة للزهايمر
المؤشرات المبكرة للزهايمر مبهمة، لكن عادة يبدأ الناس للوهلة الأولى ملاحظة وجود
مشكلة فى الذاكرة لاسيما تذكر أحداث طرأت مؤخرا، وهناك أعراض أخرى شائعة وتشمل
التشويش والاضطراب وتغيير فى الشخصية واللامبالاة والانزواء وفقدان القدرة على
تأدية المهام اليومية.
ومن مؤشرات الإنذار فقدان ذاكرة يؤثر على الوظائف اليومية، وصعوبة فى أداء المهام
المألوفة، والتشويش حول الوقت والمكان، ومصاعب تتعلق باللغة، ومصاعب تتعلق بالتفكير
المجرد، وصعوبة أو تدنى القدرة على التقدير، ومصاعب تتمحور حول وضع الأشياء فى غير
موضعها، وتغيير يطرأ على الشخصية أو السلوك، وفقدان روح المبادرة.
أهمية الاكتشاف المبكر
اكتشاف المرض مبكرا ضرورة لأربعة أسباب، لإعطاء العلاج مبكرا حتى لا يحدث التدهور
سريعا، ثانيا لتستعد الأسرة لاستقبال المرض لان مريضهم بعد 4 سنوات سيفقد القدرة
على التحكم فى البول ولن يعرف أولاده ويحتاج إلى عناية شديدة، فلم يعد يمكنه العيش
بمفرده، ثالثا أن المرضى فى أول أيامهم يمكن لهم أن يتصرفوا فى أموالهم وأملاكهم أو
كتابة مذكراتهم أو وصيتهم وغير ذلك من التصرفات قبل أن تتلاشى ذاكرتهم تماما،
المرحلة الرابعة المريض لا يستطيع القيام بأى شيء بمفرده فى كل المجالات ويصبح
محتاج إلى مساعدة كاملة ولصيقة.
دليل الأسرة لرعاية مريض الزهايمر
إن اعرض المرض عادة تبدأ بتناقص في الذاكرة مع عدم القدرة على القيام بالوظائف
اليومية ثم اضطراب في الحكم على الأشياء و أحيانا التوهان وأيضا بعض التغيرات في
الكلام وفي الشخصية وهذه التغيرات تختلف في سرعتها من شخص لأخر وفي الغالب تأخذ
سنوات.
فيما يلي بعض الإرشادات التي يجب مراعاتها دائما عند التعامل مع مريض الخرف:
* عندما تتكلم مع مريض الخرف يجب أن تتكلم بهدوء وبصوت واضح مستخدم كلمات بسيطة
وجمل قصيرة
* حاول أن يكون للمريض روتين يومي مستمر يبدأ من الصباح وينتهي بالمساء ولا يتفاوت
من يوم ليوم مما يساعد في تهدئة المريض.
* يجب أن يشاركك آخرون في رعاية المريض من أفراد العائلة من الأصدقاء ومن الجيران
فلا تفرض الوحدة على نفسك بسبب هذا المريض.
* يفضل في بداية التشخيص أن يعرف كل فرد من افرد العائلة معنى كلمة الزهايمر وانه
سوف يتقدم كل سنه وان المريض قد يفقد قواه لعقلية بتدريج مثل الذاكرة و الحكم على
الأشياء و أحيانا الكلام والتوهان كما يجب تنبيههم أن الحالة النفسية للمريض تتغير
بما فيها من الاكتئاب أو هيجان في بعض الأحيان.
* ينصح بان يزار المريض ويقابل أولاده والأصدقاء المقربين، ولا ينصح بكثرة زيارة
الأشخاص الذين لا يعرفهم جيدا، وينصح بزيارة الأطفال الصغار لمريض الزهايمر لأنه
يحب رؤية الأطفال ويمازحهم ولكن يجب تنبيه الأطفال على عدم الضحك على كبير السن أو
من تصرفاته وتنبيههم بحالة المريض.
* يفضل أن تكون الزيارات من قبل الأقارب قصيرة حتى لا يتعب المريض ذهنيا.
* الابتعاد عن كثرت الملهيات التي تزعج المريض مثل التليفون المحمول والتلفزيون
والراديو وغيرها ووضع ما يحبه المريض مثلا أن كان يحب الراديو يوضع له راديو فقط.
ملاحظات مهمة
يؤثر مرض الزهايمر على منطقة التخاطب بالدماغ فيواجه المريض في البداية صعوبات في
إكمال الجملة، العثور على الكلمة المناسبة، وأحيانا صعوبة في فهم الكلمات التي تلقى
عليه كما انه قد يعيد السؤال عدة مرات أو يخطئ في استخدام بعض الكلمات. سوف تلاحظ
أن طلاقة المريض وقدرته على التخاطب تتغير من فتره لأخرى ففي بعض الأيام تكون جيده
وفي بعض الأيام متردية وهذا كثير ما يحدث في السنوات الأولى من مرض الزهايمر يفضل
استخدام لغة الإشارة البسيطة مثل الابتسامة وهزة الرأس والتخاطب بالعين فهذا يسهل
على المريض فهم المراد. عندما يتكلم مريض الخرف أو يحكي حكاية حتى لو كانت مكرره
عشرات المرات يفضل الاستماع له والإنصات والابتسام له فهذا يساعد على تحسن نفسيته.
مشاهير الزهايمر
الإصابة بمرض الزهايمر لم تقتصر علي الأشخاص العاديين فقط بل طالت عدداً كبيراً من
مشاهير العالم نذكر منهم الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان، بالإضافة إلى إصابة
الممثلة الراحلة ريتا هيوارث.
القاهرة:
الآن
تعليقات