داهم القحطاني: لو ملكنا القدرة على قراءة تعابير وجه وصوت فيروس #كورونا لوجدناه يقهقه من شدة الضحك الساخر على قيام بعضنا بتحويل هجومه الفيروسي على #الكويت إلى مادة انتخابية
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني مارس 1, 2020, 10:03 م 423 مشاهدات 0
عندما دخل فيروس كورونا إلى الكويت لم يهتم هذا الكائن الفيروسي الصغير بنوع الجسد الذي سيفتك به، فلم يطلب أن يكون المريض مواطنا أو وافدا، أو من المناطق الداخلية أو الخارجية، ولم يصر على أن يكون المصاب بدويا أو حضريا أو شيعيا أو سنيا.. فكل ما يهم هذا الفيروس الخطير أن يجد جسدا ليستوطن به «والسلام».
ربما لو ملكنا القدرة على قراءة تعابير وجه وصوت فيروس كورونا لوجدناه يقهقه من شدة الضحك الساخر على قيام بعضنا بتحويل هجومه الفيروسي على الكويت إلى مادة انتخابية لا تترك شيئا من «منيو» الطرح الطائفي المذهبي إلا وعرضته على موائد «الطفطف» و«المذمذ»، وهي مفردات ساخرة أتمنى أن تنتشر للسخرية من كل هؤلاء المغموسين بالطرح التأجيجي.
قال بعضهم إن الحجر الصحي يجب أن يطبق أيضا على كل المتاجرين باستقرار الكويت من أشباه السياسيين الذين يحلقون هذه الأيام عاليا في سماء تويتر، وفي حفر وكهوف الـ«واتس أب» من أجل أن يشعلوا الحرائق في نسيج هذا الوطن الوديع أولا، ثم يعرضوا أنفسهم كحماة الحمى.
نحن في جزيرة العرب، وتشكل الرجولة جزءا مهما من تكويننا، ولهذا لا نجد من الرجولة أن يقوم البعض بالندب والصياح، وكأنه أرملة ثكلى، من أجل أن يجمع من حوله عشاق الطرح الطائفي والمذهبي التأجيجي ليجعلهم جسرا يوصله إلى المقعد الأخضر الوثير في مجلس الأمة.
الطفطفيون والمذمذيون يعيشون في عصرهم الذهبي، فلا يوجد هناك مشروع وطني يلتف حوله الجميع لترسيخ قيم الدولة، فالسلطة والقوى السياسية تعيش صراع أفيال يحطم كل ما تبقى من مشروع الدولة الكويتية، والكتاب والصحافيون يتعرضون لحروب لم تتوقف من الحكومات ومجالس الأمة المتعاقبة من أجل تقييد حرية النقد الهادف.
ولهذا، وفي ظل غياب مشروع وطني يرسِّخ قيم الدولة الوطنية، وفي ظل خنق حرية التعبير، يكون المجال متاحا لقوى التأجيج الطائفي والمذهبي لتفتك بهذا المجتمع، وتتخطفه، كأنه غنائم.
حربنا الحقيقية ليست ضد فيروس خطير كـ«كورونا» سيتلاشى قريبا بإذن الله بجهود ما تبقى من المؤمنين بقيم الدولة من الأطباء والمسؤولين الصحيين، ومن الكتاب العقلانيين، وبجهود أبناء وبنات الكويت الذين يخوضون حربا لا تتوقف لإنقاذ الرأي العام الكويتي من الاختطاف، ليبقى كما كان دائما السلطة الحقيقية التي تواجه الفساد، وتتصدى لمشاريع الكانتونات المذهبية والطائفية.
تعليقات