أميركا وطالبان توقعان اتفاق سلام تاريخيا بالدوحة
عربي و دوليالآن - وكالات فبراير 29, 2020, 5:54 م 346 مشاهدات 0
وقعت الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية اليوم السبت في الدوحة اتفاق سلام تاريخيا، بحضور شخصيات من دول عدة، وسط آمال كبيرة بانتهاء أطول حروب الولايات المتحدة وبدء إعادة الإعمار في أفغانستان.
وخلال مراسم التوقيع، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان هو الخطوة الأولى لإقامة السلام الشامل في أفغانستان، داعيا المجتمع الدولي لمواجهة تحديات السلام في أفغانستان.
وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن بلاده كانت مدركة لعدم جدوى أي حل عسكري للأزمة في أفغانستان، ولذلك بذلت جهودها لتقريب وجهات النظر بين مختلف أطراف الأزمة سياسياً، تمهيداً لاتفاق سلام شامل.
وزير الخارجية القطري: الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان هو الخطوة الأولى لإقامة السلام الشامل في أفغانستان (رويترز)
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال الحفل إن الولايات المتحدة وطالبان واجها عقودا من العمل العدواني وغياب الثقة، مؤكدا أن حركة طالبان أثبتت أنه بإمكانها تحقيق السلام عندما تقرر ذلك.
وقال بومبيو أمام ممثلين عن الحركة "التزموا بوعودكم حيال قطع العلاقات مع القاعدة والتنظيمات الإرهابية الاخرى وواصلوا محاربة تنظيم الدولة الاسلامية حتى الانتصار عليه".
وأضاف "توصلنا إلى سلسلة من التفاهمات وكلنا ثقة أن الحكومة الأفغانية وطالبان يدركان أهمية الالتزم بها.. هذه لحظة تاريخية ونود أن نتأكد أنه لن تكون هناك هجمات إرهابية مستقبلا انطلاقا من أفغانستان".
لكن الوزير الأميركي حذر أيضا من أنه في حال لم تنفذ طالبان التزاماتها فلن تتردد بلاده في اتخاذ ما يلزم من قرارات، موضحا أن الولايات المتحدة ستحدد مستوى انسحابها من أفغانستان بناء على تنفيذ طالبان التزاماتها في الاتفاق الموقع اليوم.
وقدم بومبيو الشكر للدول المجاورة لأفغانستان، وعلى وجه الخصوص باكستان، لما بذلوه من جهود حتى تنعم أفغانستان بالسلام. كما ثمّن "دور قطر في دعم هذا الاتفاق التاريخي".
واعتبر بومبيو أن بلاده ساهمت في تحسين حياة الشعب الأفغاني وهو أمر تفتخر به، وقال "نحن لدينا احترام للشعب الأفغاني ونعرف أنه جاهز لتقرير مصيره".
أما الملا عبد الغني برادر نائب الشؤون السياسية لحركة طالبان فقال في كلمته، "أهنئ الجميع بهذا الإنجاز ونحن ملتزمون بتنفيذ الاتفاق"، معتبرا أن الشعب الأفغاني يعاني منذ أربعة عقود ويأمل في حياة جديدة يسودها الرخاء.
وأضاف برادر أن طالبان تدخل مرحلة العمل السياسي وتفتح صفحة جديدة مع المجتمع الدولي وتتعهد بتنفيذ كافة بنود الاتفاقية، معتبرا أن ما يحدث اليوم هو "إنجاز تاريخي".
وأصدرت حكومتا الولايات المتحدة وأفغانستان بيانا مشتركا اليوم أفاد بأن "التحالف سيكمل سحب باقي القوات من أفغانستان خلال 14 شهرا بعد نشر هذا الإعلان المشترك والاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان... شريطة أن تفي طالبان بالتزاماتها بموجب الاتفاق".
وستقوم الولايات المتحدة مبدئيا بخفض قواتها في أفغانستان إلى 8600 خلال 135 يوما من الاتفاق مع طالبان.
وشارك في حفل التوقيع مسؤولون عن 18 دولة أبرزهم بومبيو، ووزيرا خارجية باكستان شاه محمود قريشي، وتركيا مولود جاويش أوغلو، إضافة إلى مشاركة أربع منظمات دولية.
ولم تكن حكومة كابل ممثّلة في حفل التوقيع بالدوحة، لكنها أرسلت فريقا مؤلّفا من ستة أشخاص لفتح قناة اتصال مع المكتب السياسي لحركة طالبان الذي تأسّس في الدوحة عام 2013.
وقبيل بدء حفل التوقيع في الدوحة، عقد الرئيس الأفغاني أشرف غني في كابل مؤتمرا صحفيا مشتركا مع وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر والأمين العام لحلف النيتو ينس ستولتنبرغ، حيث قال غني "نرحب بالمفاوضات بين واشنطن وطالبان وهناك نقاط سنعمل عليها عبر مفاوضات مباشرة مع طالبان".
وأضاف الرئيس الأفغاني أن الوصول للسلام تطلب تضحيات من الأطراف المعنية والتوافق بينها على ضرورة وقف الحرب، مؤكدا أن السلام جزء من خطة حكومته وهدف للمجتمع من أجل إعادة بناء البلاد.
أما وزير الدفاع الأميركي فقال محذرا إنه "في حال عدم احترام طالبان التزاماتهم فسوف يخسرون فرصتهم للجلوس مع مواطنيهم الأفغان ومناقشة مستقبل بلادهم"، مضيفا "كما أن الولايات المتحدة لن تتردد في إلغاء الاتفاق".
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه إذا التزمت حركة طالبان والحكومة الأفغانية بالاتفاق، فإن ذلك سيكون طريقا لإنهاء الحرب وإعادة القوات الأميركية إلى الولايات المتحدة.
وأضاف ترامب -في بيان للبيت الأبيض- أن الاتفاق مع طالبان ثمرة جهود شاقة بذلها من قاتلوا بشدة في أفغانستان لصالح الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الاتفاق خطوة مهمة لإحلال سلام دائم في أفغانستان جديدة، خالية من تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، وأي جماعة إرهابية تسعى لإلحاق الأذى بالولايات المتحدة، وفق تعبيره.
من جهة أخرى، قال عضو لجنة المفاوضات في طالبان أمير خان متقي للجزيرة، "نشعر ببالغ السرور لأننا أنجزنا هذا الاتفاق التاريخي، إذ سيسمح بانسحاب جميع القوات الأميركية.. وسيجلب السلام والاستقرار لأفغانستان والجميع أقر به".
وأضاف أن طالبان قدمت ضمانات بعدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد الآخرين، مؤكدا أن الحركة منفتحة على جميع أطياف المجتمع الأفغاني، وأنها لم تقرر بعد أين ستتفاوض مع الحكومة.
وتزامنا مع عملية انسحاب القوات، من المفترض أن تبدأ مفاوضات سلام مباشرة غير مسبوقة بين حركة طالبان وسلطات كابول، وأن يتم إطلاق سراح "نحو خمسة آلاف سجين (من طالبان)... وحوالي ألف سجين من الطرف الآخر (القوات الأفغانية) بحلول العاشر من مارس/آذار" المقبل.
تعليقات