هل صنع فيروس كورونا القاتل بالهندسة الوراثية بمختبر صيني؟
عربي و دوليالآن - وكالات فبراير 17, 2020, 8:01 م 380 مشاهدات 0
تزامنا مع ظهور فيروس كورونا، تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي العديد من الشائعات، من بينها أن هذا الفيروس صنع في مختبر أحد المعاهد الصينية، مع تصريح لضابط استخبارات إسرائيلي في اتجاه هذا الزعم، فما مدى صحته؟
وفي تقريره الذي نشره موقع "نيوز ري" الروسي، قال الكاتب دميتري ألكسيف إن هذا الزعم يفتقر إلى المصداقية والبيانات التي تؤكد صحته، وذلك حسب ما أعلنه أحد أبرز الخبراء في العالم المتخصص في تتبع تفشي هذا الوباء، تريفور بيدفورد، خلال مؤتمر عقد في الولايات المتحدة الأميركية.
وحسب ما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" عن بيدفورد في مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان في سياتل بولاية واشنطن، فإنه "لا يوجد دليل يشير إلى أن فيروس كورونا تمت هندسته وراثيا، كما أنه لدينا بعض الأدلة على أن الطفرات في الفيروس تتوافق مع التطور الطبيعي".
ووفقا لبيدفورد، فإن السيناريوهات الأكثر ترجيحا لانتشار هذا المرض تتمثل في نقل الخفافيش الحاملة لهذا الفيروس العدوى إلى حيوان ثديي غير معروف قبل بضعة عقود. وعن طريق هذا الحيوان المجهول، وصل الفيروس إلى شخص في ووهان في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.
وفي وقت سابق، تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خبرا مفاده أنه أجريت في معهد ووهان لعلم الفيروسات في عام 2018 دراسات على الخفافيش التي قد تكون حاملة فيروسات لفترة طويلة.
وفي تصريح له لصحيفة "واشنطن تايمز"، ذكر ضابط الاستخبارات الإسرائيلي داني شوهام في دفاعه عن إلصاق التهمة بالولايات المتحدة أن بعض المختبرات في معهد ووهان لعلم الفيروسات قد تكون ضالعة في تطوير أسلحة بيولوجية، على الأقل بشكل غير مباشر.
ورغم أنه لم يقدم أي دليل على وجود برنامج لتطوير الأسلحة البيولوجية في الصين، فإن العديد من وسائل الإعلام الأميركية والمدونين هللوا لهذا التصريح.
طرق انتقال العدوى
في الأيام الأخيرة، نشر علماء أوبئة يابانيون تحليلا للعشرات من عينات العدوى بالفيروس التاجي الجديد، ووجدوا أنه ينتشر بشكل أسرع من فترة حضانة المرض، أي الوقت الفاصل بين الإصابة وبداية ظهور الأعراض الأولى للمرض، مما يفضي إلى أن الفيروس ينتقل حتى قبل نهاية فترة الحضانة.
وفي هذا الإطار، أفاد باحثون طبيون بأنهم قاسوا الفترة الزمنية بين ظهور الأعراض الأولى للعدوى لدى المريض وإصابة الأشخاص به. وأظهرت حساباتهم أن نسبة كبيرة من حالات انتقال الفيروس حدثت قبل أن يصاب المرضى بأول أعراض الالتهاب الرئوي.
كما أعلن أحد المسؤولين في الإدارة الوطنية للصحة في الصين أن فيروس كورونا الجديد، الذي تفشى في الصين والعديد من البلدان الأخرى، يمكن أن ينتقل من شخص لآخر حتى قبل ظهور الأعراض الأولى للمرض. وقد أثارت هذه التصريحات الكثير من الجدل بين الأطباء والعلماء، بما في ذلك خبراء المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
تدابير
أورد الكاتب أن منظمة الصحة العالمية اعترفت بتفشي فيروس كورونا الجديد باعتباره حالة طارئة تثير قلقا دوليا. وقد أودى هذا الفيروس بحياة أكثر من 1700 شخص.
ونقل الكاتب عن أحد أعضاء لجنة مجلس الاتحاد للسياسة الاجتماعية في روسيا، فلاديمير كروغلي، قوله إن "الإجراءات التي اتخذت في الصين للسيطرة على انتشار فيروس كورونا الذي ظهر في ووهان فعالة للغاية، مما قلص معدل انتشار الفيروس في مناطق أخرى من الصين".
ويضيف "في الحقيقة، رغم وعود السلطات بإيقاف الرحلات الجوية من الصين إلى روسيا والعكس، فإنها لم تف بذلك. وفي الوقت نفسه، فإن تدابير الرقابة في المطارات التي اتخذت ضد المتوجهين نحو روسيا ليست فعالة للغاية".
ويوضح كروغلي أنه لا يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق الطرود، لأن مدة حياته على الأرجح لا تتعدى يوما واحدا. ووفقا لما ذكره كروغلي، ينبغي اتخاذ تدابير أكثر جدية في المطارات الروسية مثل الحجر الصحي، وينبغي أن يخضع كل عائد من الصين إلى إشراف المتخصصين لبعض الوقت.
ويشير كروغلي إلى ضرورة السيطرة الكاملة على الوضع والحد من عدد الرحلات الجوية، لا سيما في ظل دق ناقوس الخطر من قبل العديد من الجهات الدولية.
تعليقات