‫وائل الحساوي: خطأ رئيس السلطة الفلسطينية هو في تصريحه بأن القدس الشرقية عاصمة فلسطين بينما القدس الغربية عاصمة إسرائيل وهو يعلم أنه ليس من حقه إهداء أرض المسلمين لليهود‬

زاوية الكتاب

كتب وائل الحساوي 771 مشاهدات 0


قال أحد روّاد الديوانية بتهكم: أنتم تتعبون أنفسكم بالحديث عن فلسطين وحقوق أهلها، بينما الفلسطينيون قد هجروها وباعونا لليهود!
ردّ عليه بومحمد بقوة: أنت لا تفقه من الواقع شيئاً، فالفلسطينيون لم يبيعوا أرضهم لليهود، وإنما صمدوا فيها وقاتلوا من أجلها منذ عام 48 وحتى اليوم، ولو لم يفعلوا ذلك لانتهت قضيتهم ولصادر اليهود أراضيهم!
بل إن هنالك آلاف الفلسطينيين المرابطين يومياً في المسجد الأقصى لمنع اليهود من احتلاله، وتراهم يتناوبون على الإقامة فيه، فمن أين أتيتم بقصة فرار الفلسطينيين من ديارهم؟!
بالطبع فإن الكثير من الفلسطينيين قد تم تشريده من أرضه ومنه من سكن في الخارج، ولكن هل نلوم الكويتيين الذين فروا من الغزو العراقي الآثم على دولة الكويت، وننفي بأن نسبة كبيرة منهم قد رابطت في البلد وقاومت الاحتلال؟!
شعرت بالسعادة لموقف محمود عباس - رئيس السلطة الفلسطينية - من رفض «صفقة القرن» المزعومة، وتصديه لتحركات ترامب وكوشنر واللوبي الصهيوني، ثم تحوله إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار أممي يدين تلك الصفقة، رغم علمه بالموقف الأميركي المتحيز ضد فلسطين، وتهديده بالتحول إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة!
والحقيقة هي أن المهزلة الكبرى تكمن في تمكين خمس دول استعمارية من التحكم في مصير العالم عن طريق نظام الفيتو الظالم، وهو نظام وضعه هؤلاء لتغطية مخازيهم الفظيعة خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد أن دمروا العالم وقتلوا عشرات الملايين، ثم كافأوا أنفسهم بتقسيم العالم بينهم، بينما تركوا الشعوب المغلوبة على أمرها تتخبط وتزداد انحطاطاً!
خطأ رئيس السلطة الفلسطينية هو في تصريحه بأن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين المقبلة، بينما القدس الغربية هي عاصمة إسرائيل، وهو يعلم أنه ليس من حقه إهداء أرض المسلمين لليهود، كما أن ذلك التنازل الذليل لن يرضيهم، بل هم يريدون فلسطين جميعها لهم وهذا هو عنوان خطة ترامب!
لقد استمعت إلى مقابلة الصهيوني كوشنر مع إحدى القنوات العربية والتي ملأها بالكذب والوعود الكاذبة، وأوهم المشاهد أن خطته جديدة وغير مسبوقة، تعطي الفلسطينيين واليهود حقوقاً متساوية وتفتح لهم آفاقاً من الحرية والمساواة، وفوقها 50 مليار دولار مكافأة!
وإذا أردنا معرفة حقيقة تلك الوعود الإسرائيلية، فما علينا إلا أن ننظر إلى أوضاع الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية اليوم لنعرف حقيقة تلك الوعود.

تعليقات

اكتب تعليقك