محمد الوشيحي: لو كنت أنا نتنياهو كنت سأحرص على قمع الديمقراطية في الدول العربية وتأليه الحكام وبالتالي يسهل علي ابتزازهم ما لم ينفذوا مطالبي ويقمعوا شعوبهم
زاوية الكتابكتب محمد الوشيحي فبراير 12, 2020, 9:42 م 561 مشاهدات 0
أتخيل لو أنني كنت في مكان هذا النتنياهو، لو كنت في ثيابه، ما الذي سأطلبه من السلطات العربية؟ أو بالأحرى ما الذي سأجبر السلطات العربية على فعله؟ ما الذي سأعمل على أن تفعله السلطات العربية في شعوبها التي تكرهني؟ كيف أضمن أمن الكيان المحتل المحاط بهذه الشعوب الكارهة لي؟
أولاً أريد أن تفقد الشعوب العربية ثقتها بنفسها. أن تعيش الشعوب العربية وهي تخشى سلطات بلدانها أكثر من أي شيء آخر. أريد الشعوب العربية بلا كرامة، ولا ديمقراطية، ولا يجرؤ أحد منها على رفع صوته المعارض. ولأن الذليل لا ينتقم لكرامته، لذلك أريد أن تسبح الشعوب العربية في بحور الذل أمام حكامها. أريد أن تتسابق الشعوب العربية لتقبيل أيدي وأكتاف حكامها. سأحارب، عن طريق السلطات العربية التابعة لي، أي عمل إبداعي، فالإبداع يتطلب حرية التفكير، لذلك سأقمع، عبر السلطات العربية، كل عقل قبل أن يفكر.
لو كنت مكانه كنت سأحارب التطوير الصناعي، وأجعل الشعوب تستسهل الحصول على الرزق عبر الثناء على الحكام والنفاق لهم، فتنهمر الثروات على المنافقين، فيُحبَط الباحثون والعلماء الذين تم تجاهلهم، فيسقط التطور.
لو كنت مكان نتنياهو كنت سأجبر السلطات العربية، عبر مخابراتي ومخابرات أميركا التي تنفذ خططي، على محاربة المعارضين والمثقفين الذين يجرؤون على قول "لا". لو كنت مكانه كنت سأنبه السلطات العربية على تقريب اللصوص والسفلة والدجالين الخونة من البلاط الحاكم، كي تطغى رائحة الفساد في الدول العربية وتنشغل عني.
لو كنت مكان نتنياهو كنت سأجبر السلطات العربية على أن تستخدم الفن والفنانين للتذلل للحكام، وأقمع حرية الرأي، ووو...
باختصار لو كنت أنا نتنياهو كنت سأحرص على قمع الديمقراطية في الدول العربية، وتأليه الحكام، وبالتالي يسهل علي ابتزازهم، ما لم ينفذوا مطالبي، ويقمعوا شعوبهم، ويكفوني عناء ردعهم. على أن أسمح لهم بتمثيل دور المناصر لقضية فلسطين.
تعليقات