داهم القحطاني: كثير من الأكاديميين والأكاديميات أصبحوا يركبون الموجة فلعل وعسى أن يحصلوا على شيء من عطايا السلطة
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني فبراير 11, 2020, 10:18 م 838 مشاهدات 0
يبدأ أو تبدأ عملها في الشأن العام في تبني القضايا العامة التي تتعلق بالمواطنين بشكل مباشر، فتتم مغازلة عواطف الناس في سلسلة من فعاليات «المقصة» إلى أن يتحقق الهدف الرئيسي وهو إثارة انتباه السلطة، فيتم التعيين بمنصب وزاري، أو «كلش كلش» بمنصب قيادي، لتبدأ رحلة جديدة من الوقوف ضد كل ما هو شعبي.
هذه الكائنات الطفيلية في عالم السياسة المحلية كثرت بشكل غريب خلال السنوات الأخيرة، وبدلاً من أن تنحصر في مجموعة من السياسيين النفعيين ممن ليس لديهم تعليم عال أو رؤية عصرية، نجد كثيرا من الأكاديميين والأكاديميات أصبحوا يركبون الموجة، فلعل وعسى أن يحصلوا على شيء من عطايا السلطة.
هذه ظاهرة غريبة فعلاً، فما الذي يجعل هؤلاء المثقفين يسعون ليكونوا مجرد خدم لسلطة ما أو لمتنفذ بدلاً من أن يكونوا هم السلطة التي تقوم بالتغيير؟
هل هؤلاء في دواخلهم ناقمون على المجتمع ويشعرون أن المجتمع لابد أن يتم التعامل معه بحزم؟ أم أنهم مجرد طلاب مال ومنفعة وكل ما يهمهم أن تمتلئ أرصدتهم بأموال تتيح لهم تقاعدا مريحا حين تلفظهم هذه السلطة؟
نحن هنا لا نتحدث عن السياسيين المحنكين الذين ينتهزون كل الفرص من أجل الحصول على النفوذ والمال، فهؤلاء يمكن مواجهتهم سياسياً لأن لديهم حدا أدنى من الانتهازية لا يمكنهم النزول عنه، كما أنهم حذرون في إعطاء كل أوراق اللعبة للسلطة.
بل نتحدث عن مجموعة من الطفيليين والطفيليات الذين يمارسون السياسة بلا قواعد ولا ضمير ولا وازع أخلاقي، فهم مستعدون لاتخاذ ما يستطيعون من أفعال ودسائس في سبيل تحقيق أهدافهم، وكل ذلك على وزن مقولة «أنا ومن بعدي الطوفان».
المؤلم في هذا كله انهم يحققون كل أهدافهم بسبب تغلب الطرح العاطفي في السياسة الكويتية على الطرح العقلي والمنطقي، فمعظم الناس يتأثر بالصوت العالي أو المعلومة المثيرة، وإن كانت مكذوبة، أما الطرح العقلي والمنطقي والذي يتطلب المشاركة في التفكير والقيام بالمسؤوليات، فلا يجد صدى واسعا للأسف.
ربما سبب كل ذلك أن الجزاء من جنس العمل، فبقدر البحث عن الإثارة والطرح السطحي يكون الجزاء بمجموعة من الطفيليين والطفيليات الذين يرفعون قضايانا الشعبية لتكون جسراً يوصلهم للنفوذ والمناصب القيادية، وحينها ندفع جميعا الثمن المر.
قليلاً من الوعي يا قوم، فالله خلق لنا العقل كي نستخدمه، وليس فقط لنضع عليه العُقل (بضم العين).
تعليقات