'الأعمال الكاملة لإنسان آلي' في طبعة سورية جديدة عن دار 'تالة'
منوعاتيونيو 18, 2009, منتصف الليل 737 مشاهدات 0
أصدرت دار 'تالة' السورية للنشر والتوزيع مؤخرًا طبعة جديدة من ديوان 'الأعمال الكاملة لإنسان آلي' (الجزء الأول)، للشاعر المصري شريف الشافعي.
يقع الكتاب في 235 صفحة من القطع الكبير، ويحمل عنوان 'البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية'، متبوعًا بعنوان فرعي آخر: (200 محاولة عنكبوتيه لإصدار كائن منقرض).
كانت الطبعة الأولى من هذا الجزء قد صدرت في القاهرة الصيف الماضي، وتعتزم دار 'تالة' نشر أجزاء جديدة من 'إنسان آلي' للمرة الأولى، منها 'غازات ضاحكة'، و'رسائل لن تصل إليها.. لأنها دائمًا أوف لاين'، حسبما صرحت الكاتبة السورية ماجدولين الرفاعي، صاحبة الدار.
وأفادت ماجدولين بأن الطبعة الجديدة من 'البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية' يجري توزيعها حاليًا عن طريق مؤسسة المطبوعات في كافة المحافظات السورية، وتم حفظ نسخ من الكتاب في مكتبة الأسد الوطنية، وعقدت دار 'تالة' اتفاقيات لتوزيع الديوان في الأردن ولبنان مع مكتبة 'زمزم' الأردنية، ودور نشر ومكتبات أخرى.
وقالت الكاتبة السورية إن مشروع 'الأعمال الكاملة لإنسان آلي' يتميز بمحتوىً مختلف في الروح والإطار، في المضمون والشكل والإخراج، فهو عمل مبتكر وكبير، ولذلك حظي باهتمام نقدي واسع في أقطار عربية عديدة، ووصفه البعض بأنه 'انقلاب أبيض في شعر العرب'، و'قفزة حيوية لقصيدة النثر العربية'، و'حالة حراك في المشهد الثقافي الراهن'.
وأوضحت أن تحمس دار 'تالة' لنشر جميع أجزاء الكتاب قد جاء رهانًا على النتاج الأدبي الجديد والأصيل في الوقت نفسه، وينعقد الرهان هنا على مستقبل قصيدة النثر بالتحديد، التي يفتح لها هذا الديوان أفقًا غير مطروق في عصر التكنولوجيا والإنترنت، حيث تجسد التجربة أول بوح إفضائي للآلة، وفيها يرتاد الروبوت منطقة إبداعية بكرًا، يتقاطع فيها الإبداع الورقي مع الإبداع الرقمي، ويتجلى 'الإنسان الآلي' متحدثًا عن ذاته بلغة رائقة شفيفة، خالية من المجازات والكليشيهات التعبيرية، تفيض حرية وإنسانية:
'الأهمّ لماكينة ميتة
من الكهرباءِ وبرنامج التشغيلِ
أن تصبحَ قادرةً على الْحَشْرَجِةِ
وقتما تشاءُ'.
من جهته، أعرب الشاعر شريف الشافعي عن سعادته بصديقه 'الروبوت'، باعتباره 'المؤلف الحقيقي للنص'، الطامح إلى التعبير عن نفسه وعصره بلغته المنفردة، فهو 'لا يكتب قصيدة نمطية، بل يطلق (فيروسات) جمالية متمردة، تعمل على قهر الثوابت، وخلخلة (أنظمة التشغيل) الإدراكية المتعارف عليها'.
وأشار الشاعر إلى أن ما خطه 'الروبوت' قد تجاوز الحدود الضيقة في التعبير والتلقي، حيث إن المحلية أو الإقليمية في الكتابة قد باتت فكرة متهالكة، فالقضية الأم التي تعني الإنسان في أي مكان في هذا العصر الجاف هي وجوده ومصيره وملامح إنسانيته الذابلة، بينما قل التركيز على ما هو سياسي أو اجتماعي عارض.
يذكر أن دار 'فراديس' البحرينية قد حصلت في وقت سابق على حق توزيع الطبعة الأولى من الكتاب في دول الخليج العربي، بالتعاون مع 'المكتبة الوطنية'، ومكتبة الأيام 'الكشكول' بالعاصمة البحرينية.
--------------
مقاطع متفرقة من: 'الأعمال الكاملة لإنسان آلي (1)
أقودُ سيارتي منذ عشر سنواتٍ
ببراعةٍ حَسَدَتْنِي عليها الطُّرقُ
المفاجأةُ التي عانَقَتْنِي
أنني فشلْتُ في اختبار القيادةِ،
الذي خَضعْتُ له خارج الوطنِ
الضابطُ أخبرني
أنني أطلْتُ النظرَ إلى المرآة
صَارحْتُهُ بأنني معذورٌ في الحقيقةِ
كانت نيرمانا جالسةً في المقعدِ الخلفيِّ!
رغم عدم حصولي على الرُّخْصَةِ
شَعرْتُ بسعادةٍ لا تُوصَفُ
لأنني تَمَرَّنْتُ على قيادة ذاتي
في المشاوير الاستثنائيّةِ
* * *
لستُ بحاجةٍ إلى ارتيادِ الفضاءِ
بعد أن امْتَلَكْتُ أكثرَ من ألفِ فضائيّةٍ
في حجرة نومي
(ربما هذه الفضائياتُ هي التي امْتَلَكَتْنِي
وَأَسَرَتْ آدميَّتي بصورها المتلاحقةِ)
لا أزالُ بحاجةٍ إلى ارتيادِ 'نونا'
والغوصِ في أنسجتها ببذلةِ الفضاءِ
بعد فشلِ الطَّبَقِ والدّيكودر
في التعامل مع إشاراتِها القريبةِ والقويّةِ
* * *
تتمنّى ساعةُ القلبِ
لو تُخْطِئُ التوقيتَ مرةً واحدةً
فتدقّ دقّتينِ مثلاً
في تمامِ الواحدة!
هذا ليس معناهُ أنني أرغبُ في امرأتينِ
- حاشا -
الله يشهدُ أنني مصابٌ بالتُّخمَةِ من النّسَاءِ
كلّ ما في الأمر،
أنني أودُّ طَمْأَنَةَ نيرمانا
أن كواكبَ المجرّةِ، وإلكتروناتِ الذّرّةِ
من الممكنِ ألا تنتظمَ في دورانِها
تعليقات