مبارك الدويلة: اليوم الكويت تعيش وضعا أمنيا استثنائيا العراق يشتعل وإيران غير مستقرة والتهديدات الإقليمية في تصاعد والعلاقات الخليجية في تراجع
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة فبراير 10, 2020, 9:42 م 579 مشاهدات 0
المجتمع الكويتي مجتمع صغير في عدده وفي حجمه. وفي زمن الإنترنت أصبحت المعلومة تنتقل في جميع أوساط هذا المجتمع الصغير بسرعة مذهلة، خصوصا كلمة السوء سرعان ما تتلقفها الألسن وتتبادلها مواقع التواصل الاجتماعي! لهذا الواقع نجد مشاكلنا الاجتماعية كثيرة، وكل يوم نُصدَم بقضية وفضيحة، ولعل آخر القضايا التي دخلنا فيها هي تزوير الجناسي (!)
نعم... تزوير أربعمئة ألف جنسية كويتية! وللتدليل على صحة ادعائهم يضرب لك مثلا بحالة أو حالتين أو عشر حالات لتزوير الجنسية! وليت الأمر توقف عند ذلك، لا... بل تتم المطالبة بالتحقيق في جناسي نصف الكويتيين (!)
طيب تخيل أنه تبين أن هذا العدد مزور جناسيه، وأننا قررنا سحب جناسيهم وما يتبع ذلك من سحب بيوتهم الحكومية ورخصهم التجارية وإلغاء بعثات أولادهم وإنهاء خدمات الموظفين منهم وطرد أطفالهم من المدارس الحكومية و.. و.. و.. و.. و.. إلى آخره من مشاكل لا تتحملها الدولة ولا يطيقها هذا المجتمع الصغير، ترى كيف سيكون حالنا؟
إذا نحن عجزنا عن حل مشكلة أربعة سحبنا جناسيهم وصارت قضية رأي عام ولم تهدأ الديرة إلا بعد أن رجعنا تلك الجناسي المسحوبة، فكيف لك أن تتخيل حالنا بعد سحب جناسي هذه الأعداد الكبيرة؟
ثم لماذا في هذا الوقت بالذات نثير مثل هذا الأمر؟ لماذا تشكك كل واحد في نفسه وتجعل مئات الآلاف من الكويتيين في قلق، خصوصا الذين كانوا في الستينيات صغارا ولا يعرفون إن كان آباؤهم من ضمن هؤلاء أم لا؟! أربعمئة ألف مزور..! يا ساتر، من تركت ما زور؟ طيب، هل لدينا القدرة على محاسبة الشيخ أو الوزير أو اللجنة التي وافقت على منحهم الجنسية؟
إذا كان حرامية المال العام مو عارفين نصيدهم، وإن صدناهم وديناهم للمستشفى، فكيف سنتعامل مع الشيخ أو الوزير الذي تسبب في تفاقم هذه المشكلة حتى وصل العدد إلى ما وصل إليه؟
اليوم الكويت تعيش وضعا أمنيا استثنائيا؛ العراق يشتعل، وإيران غير مستقرة، والتهديدات الإقليمية في تصاعد، والعلاقات الخليجية في تراجع، وأميركا في زمن ترامب ما يعتمد عليها، ومع هذا نيجي نختلق مشكلة من الخيال!
نعم من الخيال، لأننا صدنا لنا كم حالة وعممناها على الكل!
وبصراحة حتى لو نصف الشعب الكويتي لا تنطبق عليه شروط الكويتي، أعتقد اليوم يجب أن نتعامل مع الواقع، خصوصا أن معظم الكويتيين الذين نعرفهم ويتعايشون معنا متواجدون قبل ستين عاما على الأقل، وما دام - مثلا - تم قبول التعامل مع نائب مزور لجنسيته فمن باب أولى أن نغض الطرف عن أربعمئة ألف كويتي متواجدين منذ ستينيات القرن الماضي.
صفقة القرن
ما دام ننتقد الأخ رئيس مجلس الأمة في حديثه عن تزوير الجناسي، فمن باب الإنصاف أن نرفع له العقال في موقفه من فضيحة القرن المراد تسويقها من قبل بعض الأنظمة العربية والكيان الصهيوني.
صحيح أن الكويت دولة صغيرة في حجمها، لكنها كبيرة بمبادئها وقيمها، لذلك كان موقف رئيس مجلس الأمة معبرا بحق وحقيق عن موقف الشعب الصغير من هذه الصفقة الباطلة والمرفوضة!
تعليقات