زايد الزيد: الحل يكمن في خلق رقابة شعبية فعالة والتي تضغط على نواب الأمة لمراقبة الحكومة بشكل عام والمسؤولين بشكل خاص
زاوية الكتابكتب زايد الزيد فبراير 3, 2020, 10:47 م 604 مشاهدات 0
تتميز الكويت بعدد من المميزات أهمها النفط والبحر والدستور وأخيراً "الوعود الحكومية" التي تقوم الحكومة بتقديمها للمواطنين وإخلاف تطبيقها يوماً بعد يوم - وبدون أدنى شعور بالخجل - في ظل عدم وجود مراقبة شعبية حقيقية وسط تخلي الكثير من نواب مجلس الأمة عن أدوارهم الرقابية مع الأسف الشديد ، وانشغالهم بمهاترات لا طائل من ورائها سوى إرضاء قواعد انتخابية أو أقطاب معينة.
ما دعاني لقول كل هذا هو تصريح أصدرته وزيرة الأشغال العامة ووزيرة الدولة لشؤون الإسكان الدكتورة رنا الفارس قبل أيام ، بتقديمها سلسلة وعود لسكان مدينة صباح الأحمد السكنية بوجود خطة زمنية واضحة لإنهاء مشاكل سكان هذه المدينة ، الذين يعانون من سوء وانعدام البنية التحتية ، بعد أن قاموا بالموافقة على أخذ هذه البيوت بناء على وعود حكومية سابقة بتحويل هذه المدينة النائية التي تقع في أقصى جنوب البلاد إلى مدينة نموذجية تنافس أبهى المدن العالمية.
لكن ما حصل عليه سكان هذه المدينة المنكوبة من "الوعود" لم يكن سوى عواصف ترابية متواصلة في الصيف، وسيول مهولة في الشتاء أدت في العام الماضي إلى غرقها وتدخل الحرس الوطني – لأول مرة في تاريخ الكويت – لإنقاذ السكان !
هذه الوعود سبقتها وعود عديدة وكبيرة منذ ثمانينات القرن الماضي بافتتاح المدينة الجامعية ، وبتحويل البلاد لمركز مالي وثقل استثماري في المنطقة، وببناء مدينة الحرير شمال الكويت، ووعود صغيرة أطلقتها وزارة الأشغال العام الماضي بإنهاء كافة أعمال الطرق وصيانتها قبل عام ٢٠١٩ ، ومن ثم وعود بتحويل الشركات المتورطة في خراب البنية التحتية الذي أصاب البلاد نتيجة الأمطار أواخر العام الماضي إلى النيابة العامة .
كل هذه الوعود، لم يتم تطبيق أي شيء منها، بل على العكس لم تكتف الحكومة ولم يكتف وزراؤها بإخلافهم الوعود بل قاموا بعمل عكس ما وعدوا به، فالشركات المتورطة في دمار البنية التحتية برئت وعادت إلى عملها في المناقصات، والشوارع زادت خراباً فوق خرابها الأول، ومدينة صباح الأحمد السكنية ساءت خدماتها وفشلت كمشروع سكني بعيد عن المدينة.
إن الحل يكمن في خلق رقابة شعبية فعالة والتي تضغط على نواب الأمة لمراقبة الحكومة بشكل عام والمسؤولين بشكل خاص، وإذا لم ينفع كل هذا فإنني أشير على النابهين من شباب الوطن تأسيس موقع إلكتروني يتضمن الوعود التي يطلقها كل مسؤول وتاريخ تطبيق الوعد الذي يزعمه ووضع عداد إلكتروني ومراقبة هذا التصريح كي يعرف المسؤولون الحكوميون عواقب "إبر التخدير" التي يقومون بإطلاقها كل مرة بعد أن يتم فضحهم على الملأ .
تعليقات