زايد الزيد: ‫هل رأيتم أي جدية في ترتيب الشوارع وتنظيمها وانهاء هذا المأزق الكبير الذي تعيشه الكويت نتيجة فساد بعض المسؤولين؟‬

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 646 مشاهدات 0


يبدو أن ما حذرنا منه طوال شهور قد حدث، فوزارة الأشغال بحسب الأخبار المتداولة في الصحف المحلية تستعد لمنح بعض الشركات التي كانت مسؤولة عن فضيحة الحصى المتطاير «براءة ذمة»، بعد تشكيل لجنة  تدعي الأشغال أنها «محايدة» لبحث القرارات وتبرئة هذه الشركات من مسؤوليتها والتي تسببت في نهاية الأمر بخسائر بشرية ومادية كبيرة واهانة لصورة البلاد وتدمير لشبكة الطرق وتعطيل للأعمال لمدة أسبوع كامل تقريباً في أواخر عام 2018.
وبحسب الأخبار المتداولة فان اللجنة «المحايدة» سوف تعطي الشركات المتورطة بالتسبب في غرق الشوارع بالأمطار وتطاير الحصى براءة ذمة - بعد اصلاح الأضرار - في العقود التي عوقبت هذه الشركات من أجلها، وهنا نريد توجيه رسالة للمواطنين الكويتيين الذين يجوبون الشوارع كل يوم ويرون رأي العين مقدار الكوارث التي حلت ولا تزال تحل بها مع كل رشة أمطار خفيفة، هل أصلحت الحكومة شيئاً؟ أم أن كثيراً من الطرق لا يزال الحصى يتطاير منها؟ وهل رأيتم أي جدية في ترتيب الشوارع وتنظيمها وانهاء هذا المأزق الكبير الذي تعيشه الكويت نتيجة فساد بعض المسؤولين؟
ان مشكلة دمار الشوارع وخراب البنية التحتية وخسارة أحد العائلات لمعيلها بسبب غرقه بمياه الأمطار، ناتجة عن بعض السياسات الحكومية المهادنة للمفسدين والتي تفشل في الوقوف بوجههم والتعامل معهم والحزم تجاههم.
ان السياسات الحكومية لحل أي مشكلة أو مصيبة تصيب الوطن بفعل فساد الفاسدين وتراخي المسؤولين لا تزال نفس السياسات، فيبدأ المسؤول بانكار مسؤوليته عن الفساد، ثم يعترف بعدها ليحاول امتصاص غضب المواطنين الذي غالباً ما يكون غضباً وقتياً مع الأسف الشديد، ثم يحاول التعويل على نسيان المواطنين ليعيد انتاج نفس المشكلة التي يستفيد منها الفاسدون، وهكذا فاننا ندور داخل حلقة مفرغة تكرر نفسها كل مرة على شكل مهزلة، ولا يمكن كسر هذه الحلقة الا بوجود رؤية «حازمة» وارادة حقيقية لدى الحكومة وهي غير موجودة ما دام بعض أقطاب الفساد على رأس مناصبهم مع الأسف.

تعليقات

اكتب تعليقك