رئيس الوزراء صباح الخالد : خلال فترة عضويتها في مجلس الأمن حرصت دولة الكویت على التعامل مع القضایا والملفات الدولیة وفق نھج سوي ومتزن یصبو للحفاظ على الاستقرار والسلم والامن الدولیین.
محليات وبرلمانالآن يناير 27, 2020, 1:45 م 735 مشاهدات 0
تحت رعایة وحضور سمو الشیخ صباح خالد الحمد الصباح رئیس مجلس الوزراء أقیمت الیوم في معھد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي بوزارة الخارجیة ندوة بعنوان (التجربة الثانیة للكویت في مجلس الأمن 2019/2018.
( وألقى سمو الشیخ صباح خالد الحمد الصباح في بدایة الندوة كلمة تضمنت الإشادة بدور دولة الكویت خلال فترة عضویتھا في مجلس الامن مؤكدا أنھا كانت محل فخر واعتزاز لنا جمیعا بقیادة وتوجیھات حضرة صاحب السمو أمیر البلاد الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظھ الله ورعاه ورسمھ لسیاسة دولة الكویت الخارجیة. ونوه سموه بالجھود الحثیثة لمعالي وزیر الخارجیة الشیخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح ومعالي نائب وزیر الخارجیة السفیر خالد سلیمان الجار الله والمندوب الدائم لوفد دولة الكویت لدى الأمم المتحدة منصور عیاد العتیبي وفریقھ الممیز والفریق المعني بوزارة الخارجیة لما بذلوه من عمل دؤوب ساھم في نجاح مھمة دولة الكویت في مجلس الأمن وساعد في تعزیز رصیدھا الدبلوماسي المنسجم أساسا مع أھداف ومقاصد میثاق الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن الكویت نجحت خلال فترة عضویتھا بالتركیز على أربع أولویات وھي تبني القضایا العربیة وعلى وجھ الخصوص القضیة الفلسطینیة وكذلك القضایا الإنسانیة ثم منع نشوب النزاعات والدبلوماسیة الوقائیة والوساطة وأیضا تحسین أسالیب عمل مجلس الامن .
وفیما یلي نص كلمة سمو رئیس مجلس الوزراء:
"أصحاب المعالي والسعادة الاخوة والاخوات الحضور السلام علیكم ورحمة الله وبركاتھ یطیب لي بدایة أن أعرب لكم عن فائق سعادتي وتقدیري لرعایة ھذه الندوة الھامة والتي تتناول فترة عضویة دولة الكویت كعضو غیر دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال الفترة من 2018 - 2019.
كما یسرني أن أشید بالجھود الحثیثة لمعالي وزیر الخارجیة الأخ الشیخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح حفظھ الله ومعالي نائب وزیر الخارجیة الأخ السفیر خالد سلیمان الجارالله وسعادة السفیر منصور العتیبي المندوب الدائم لوفد دولة الكویت لدى الأمم المتحدة وفریقھ الممیز والفریق المعني بوزارة الخارجیة على ما بذلوه من عمل دؤوب ساھم في نجاح مھمة دولة الكویت في مجلس الأمن وساعد في تعزیز رصیدھا الدبلوماسي والمنسجم أساسا مع أھداف ومقاصد میثاق الأمم المتحدة المبنیة على احترام سیادة الدول وعدم التدخل في شؤونھا الداخلیة ودعم الجھود الدولیة في سبیل صیانة الأمن والسلم الدولیین.
لقد اتسمت فترة عضویة دولة الكویت في مجلس الأمن بالحساسیة والصعوبة وذلك لكثرة الملفات الدولیة الشائكة التي طرحت على مجلس الامن ولكن بفضل من الله عز وجل وبسبب قیادة وتوجیھات سیدي حضرة صاحب السمو أمیر البلاد الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح - حفظھ الله ورعاه - ورسمھ لسیاسة دولة الكویت الخارجیة فقد كانت فترة عضویة دولة الكویت محل فخر واعتزاز لنا جمیعا.
إن سیاسة دولة الكویت المتزنة تاریخیا كانت ھي أحد الأسباب الرئیسیة في نیل دولة الكویت ثقة 188 دولة عضو في الأمم المتحدة لتكون عضوا غیر دائم في مجلس الأمن ولقد حرصت دولة الكویت خلال عضویتھا في مجلس الأمن على التعامل مع القضایا والملفات الدولیة وفق نھج سوي ومتزن یصبو للحفاظ على الاستقرار والسلم والامن الدولیین.
فمنذ الیوم الأول للعضویة حرصت دولة الكویت على تمثیل المجامیع السیاسیة والإقلیمیة التي تنتمي لھا ونقل مشاغلھا والتعبیر عن تطلعاتھا بما یساھم ویؤدي إلى تحقیق الأمن والاستقرار الإقلیمي والعالمي ومتابعة تنفیذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالنزاعات في المنطقة والمساھمة بدعم الجھود الرامیة لاتخاذ ما یلزم من تدابیر لوضعھا موضع التنفیذ ّ الأمر الذي شكل قیمة مضافة بالنسبة للسیاسة ّ الخارجیة الكویتیة وعزز من مكاسبھا الدولیة فقد كانت العضویة تجربة ثریة إزاء كیفیة التعامل مع الأزمات المتسارعة في المنطقة والعالم واحتواء آثارھا.
إن ما تحقق من نجاحات خلال فترة العضویة لا یمكن وصفھ إلا بأنھ قطف لثمار ذلك النھج المتوازن والطرح العقلاني لدولة الكویت إزاء مختلف القضایا المطروحة على الساحة الدولیة ومبدئھا في الحفاظ على علاقات متمیزة مع كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
فقد نجحت دولة الكویت خلال فترة عضویتھا بالتركیز على أولویاتھا الأربع في المجلس وھي:
- تبني القضایا العربیة وعلى وجھ الخصوص القضیة الفلسطینیة.
- القضایا الإنسانیة.
- منع نشوب النزاعات الدبلوماسیة الوقائیة والوساطة.
- تحسین أسالیب عمل مجلس الأمن.
كما أود أن استذكر بكثیر من الاعتزاز رئاسة دولة الكویت لأعمال مجلس الأمن خلال شھرین الأولى في فبرایر 2018 والثانیة في یونیو 2019 وما حظیت بھ تلك الرئاستان من اھتمام دولي كبیر نظرا لعدد الاجتماعات وأھمیتھا في الفترتین وتنوع نطاقھا الجغرافي بما في ذلك تطورات الأحداث في منطقة الخلیج.
كما كانت الرئاسة الكویتیة في یونیو 2019 ھي الأعلى كثافة ونشاطا في ذلك العام الذي شھد 12 رئاسة مختلفة وذلك من حیث عدد الاجتماعات لمجلس الأمن وعدد ساعات العمل فیھ (65 ساعة).
لقد أدركت دولة الكویت أن رئاسة مجلس الأمن تعد من أھم الفترات التي تمر على الدولة العضو ومن خلالھا یمكن إبراز أولویات الدولة بشكل ملحوظ وذلك من خلال التحضیر الجید سواء فیما یتعلق بالجلسات التي یتم عقدھا والعمل على إصدار أي منتج یتعلق بأھداف الدولة والتحضیر لھ بشكل مسبق بفترة طویلة.
إن بذل منتسبي ومنتسبات وزارة الخارجیة في كل من الكویت ونیویورك جھودا حثیثة ساھمت في نجاح الدبلوماسیة الكویتیة خلال فترة عضویتھا وما أسفر عنھ من استصدار عدد من المخرجات الھامة من مجلس الأمن سواء على شكل قرارات أو بیانات رئاسیة أو بیانات صحفیة أو مذكرات رئاسیة تناولت عددا من القضایا والمسائل الھامة والحساسة المطروحة على جدول أعمال مجلس الأمن مثل الملف الإنساني السوري - تحسین أسالیب عمل مجلس الأمن - علاقة مجلس الأمن بجامعة الدول العربیة وتقدیم أول قرار یتناول مسألة المفقودین في النزاعات المسلحة وھو القرار 2474) 2019.(
الأخوات والأخوة الحضور مع انتھاء عضویة دولة الكویت في مجلس الأمن نكون قد طوینا صفحة مھمة من تاریخ الدبلوماسیة الكویتیة ونؤكد ھنا على أھمیة تقییم ھذه التجربة بشكل شامل والاستفادة منھا بما یساھم في تعزیز مكانة دولة الكویت في الساحة الدولیة واستثمار ھذا الرصید الزاخر نحو تأكید دورھا كعضو فاعل في مختلف المنظمات الإقلیمیة والدولیة والمساھمة في الجھود الرامیة إلى تعزیز الأمن والسلم الدولیین.
ختاما یطیب لي أن أجدد تقدیري الكبیر لإخواني وأخواتي منتسبي وزارة الخارجیة وأعضاء الوفد الدائم في نیویورك على ما بذلوه من جھود كبیرة وحثیثة في تمثیل دولة الكویت خیر تمثیل خلال فترة عضویة دولة الكویت غیر الدائمة في مجلس الأمن.
والسلام علیكم ورحمة الله وبركاتھ".
تعليقات