زايد الزيد: الأداء السياسي السيء وجر ملفات حساسة مثل ملف العفو الشامل إلى منطقة حساسة ومتفجرة مثل الطائفية سيؤدي بلا شك إلى أزمة سياسية كبرى
زاوية الكتابكتب زايد الزيد يناير 26, 2020, 12:22 ص 790 مشاهدات 0
قامت اللجنة التشريعية البرلمانية في مجلس الأمة قبل أيام بما يمكن تسميته "صب الزيت على النار" عبر دمجها لثلاث اقتراحات بالعفو الشامل وهي اقتراح العفو عن المدانين في قضية دخول مجلس الأمة ، واقتراح العفو عن أحد النواب المتواجدين خارج الكويت ، واقتراح العفو عن المدانين بـ"خلية العبدلي" في اقتراح واحد ، بعد تصويت نائبين هما خليل أبل وخالد الشطي (الذي حسم التصويت بسبب رئاسته للجنة) ورفض نائبين هما فيصل الكندري وأحمد نبيل الفضل وانسحاب نائبين وهما خالد مونس العتيبي ومحمد الدلال.
هذا الدمج أو ما يمكن تسميته "خلط" مشاريع قوانين العفو العام مع بعضها البعض هو "خلط" يعبر عن الأداء السيء لمجلس الأمة وعدم رؤية الجوانب الخطرة لهذه الفعلة التي تهدف بالطبع لبذر الفتنة وإسقاط قانون العفو الشامل واستخدام الورقة الخطيرة التي حرقت البلدان ودمرت الأوطان من حولنا وهي ورقة الطائفية لأجل مناكفات برلمانية عابرة.
إن هذا الأداء السياسي السيء، وجر ملفات حساسة مثل ملف العفو الشامل إلى منطقة حساسة ومتفجرة مثل الطائفية ، سيؤدي بلا شك إلى أزمة سياسية كبرى حينما يناقش مجلس الأمة تقرير اللجنة التشريعية البرلمانية، وسيخرج النواب من الطرفان لاستعراض العضلات "الطائفية" أمام قواعدهم الانتخابية وستبدأ المعارك الكلامية والتراشقات اللسانية في مواقع التواصل الاجتماعي ، ولن يدفع أحد ثمن هذه الخطيئة السياسية الهوجاء سوى الشعب الكويتي والحياة البرلمانية فيه.
إن استدعاء حالة النقاش الطائفي في لحظات حرجة مثل هذه اللحظة لن تؤدي إلا إلى تفجر فتنة طائفية في ظروف إقليمية ملتهبة قد تدفع ربما إلى حل مجلس الأمة .
لكن ما يحز في النفس، هو عدم وضع أعضاء مجلس الأمة أدنى اعتبار للحالة الحرجة التي تمر بها المنطقة وصراع القوى الإقليمية والدولية في مياه الخليج العربي، مما يذكرني بحديث للدكتور عبد الله النفيسي وهو يستحضر بحسرة تجربته البرلمانية في منتصف ثمانينيات القرن الماضي منتقداً إياها بشجاعة ، وقائلاً إن دوي مدافع الحرب الإيرانية – العراقية كان يُسمع في مجلس الأمة بينما الأعضاء والوزراء منشغلون بمناكفاتهم السياسية وحفرهم الحفر لبعضهم البعض، ألا يذكرنا حديث الدكتور النفيسي بشيء يحدث اليوم؟
إننا أمام فتنة طائفية عسى الله أن يقينا شرها ، اللهم هل بلغت ؟ اللهم فأشهد ..
تعليقات