مظفر عبدالله: تراجع ترتيب دولة الكويت في مؤشر منظمة الشفافية الدولية نتيجة طبيعية لحالة الانفلات العامة في الإدارة الحكومية
زاوية الكتابكتب مظفر عبدالله يناير 25, 2020, 10:32 م 666 مشاهدات 0
أول العمود:
تراجع ترتيب دولة الكويت في مؤشر منظمة الشفافية الدولية نتيجة طبيعية لحالة الانفلات العامة في الإدارة الحكومية.
***
كل ما يلتصق بذاكرتنا الجمعية عن المدرسة مناسبتان لا ثالث لهما: الأولى بداية العام الدراسي والاستعدادات الناقصة له وبدء ازدحام الشوارع بجرعة سيارات زائدة، والثانية في إعلان النتائج النهائية للعام الدراسي حيث تستعرض الصحف آمال الفائقين وشكرهم للوالدين، وهكذا تنتهي قصة التعليم كل عام.
السؤال هنا: ماذا تعني المدرسة في بلدنا؟ هل هي شيء أو ذكرى حزينة عند الطلبة اليوم بسبب تصحرها من الأنشطة الإنسانية الفنية والذوقية والإبداعية؟ وهل أصبحت فكرة لتكبيل الطلبة ساعات من اليوم لتلقينهم معلومات من مناهج مهترئة؟
هناك شكوى مُرَّة من ضعف معدلات القراءة، وضعف في الإبداع، وعدم قدرة على الكتابة بشكل صحيح، واختفاء النشاطات الفنية، وأمور أخرى كثيرة لا تتواءم مع كم الصرف المالي على التعليم في البلد. (٢ مليار دينار للميزانية الحالية!).
المسرح المدرسي والأنشطة الفنية والرياضية انتهت تماماً من برامج المدارس وبتعمد، وهذا ما يساهم بشكل رئيس في إضعاف المشهد الثقافي الكويتي على عكس ما كان يحدث سابقاً، وأقصد بـ"سابقاً"، فترة ما قبل النفط وبعده بعقدين من الزمن حتى حلول القوى المتشددة وسيطرتها– برضا السلطة- على مفاصل التعليم في ثمانينيات القرن الماضي بشكل أدى إلى تصحر العملية التعليمية من هذه الأنشطة المهمة جداً للروح والعقل، وخصوصاً في سنوات الصبا والشباب المبكر، فالمعروف والموثق تاريخياً اهتمام راسم السياسة التعليمية في تلك الحقب التاريخية بالمسرح والرياضة والفنون والأشغال اليدوية، كانت مدارس ما قبل حقبة النفط وما بعده وحتى الثمانينيات شعلة نشاط تعليمي وثقافي وفني ورياضي.
المدرسة رافد للمجتمع من الطاقات البشرية في العلم والثقافة والرياضة والفنون، لكن الوضع الراهن بات عكس ذلك، بل يتسبب في إنتاج جهلة في القراءة والكتابة والثقافة العامة والمهارات الذاتية وانعدام الثقة بالنفس، وكل الجهود التي تبذلها مؤسسات التحضر في البلاد مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والمعاهد العليا للموسيقى والمسرح أصبحت مقطوعة الصلة بالأنشطة المدرسية التي من المفترض أن تكون الحاضن لجهود ومهام تلك المؤسسات الثقافية، وهذا أسس لوضع ثقافي مؤسف لايزال مُتسيَّداً وضاراً بمصلحة المجتمع، وساهم في تغيير هويتة المتسامحة والمحبة للفن والثقافة.
من يطلع على المشهد الثقافي الممتد من عام ١٩١١ (إنشاء المدرسة المباركية) حتى بداية الثمانينيات يعرف تمام المعرفة سر العلاقة بين المدرسة والمجتمع ومؤسسات الدولة الثقافية. اليوم نحن في حِل من ذلك بسبب خراب التعليم.
تعليقات