الخروج من طهران لدى سيد اختلاق الأزمات الخارجية

عربي و دولي

وعد موسوي بوقف مساعدة حزب الله وحماس لأن شعبه أولى بها، لكنها أوراق نجاد الخارجية

1152 مشاهدات 0


 

  من شروط الدراسات الاستشرافية ثبات الحالة المدروسة بدرجة معقولة، ولم يكن ذلك متوفرا في حالة الانتخابات الإيرانية التي جرت يوم الجمعة الماضي 14يونيو2009م بل انه في غياب وكالات استطلاع الرأي المحايدة و النزيهة  التي يعتمد عليها في طهران ، وفي غياب هيئات دولية محايدة للإشراف على الانتخابات، فقد توقع العالم الغربي أن تتحقق أمنياته في غياب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن مسرح الإحداث؛ أو على الأقل الدخول في جولةانتخابية ثانية مع الإصلاحي رئيس الوزراء السابق  مير حسين موسوي. لقد كانت ردة فعل الغرب  على نجاح نجاد هي الصدمة و التشكيك في نزاهة الانتخابات،ثم شحن الشارع  الإيراني القابل للاشتعال مسبقا، مما أدى إلى الصدامات التي أعقبت إعلان النتائج  .

لقد أشارت جريدة الالكترونية عشية الانتخابات الإيرانية رغم غياب الكثير من شروط الدراسات الاستشرافية إلى إمكانية حدوث الرفض لمخرجات الانتخابات من قبل الإطراف المتنافسة في تحليل كان تحت عنوان 'هل تضعف تبعات الانتخابات الحالية النظام الإيراني؟' في 13 يونيو 2009م،حيث كان رأينا مبني على تعارض الأحلام مع الواقع .

                                   http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=34791&cid=46

 

المشهد الإيراني الحالي يضع الرئيس محمود أحمدي نجاد أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما تكليف مجلس صيانة الدستور بإعادة فرز أصوات الناخبين فى الانتخابات الرئاسية، والدخول في جولة ثانية سيخسرها نجاد  بعد اصطفاف الإصلاحيين بقوة خلف موسوي . وإما بجعل الإيرانيين يصطفون خلفه عنوة أو طواعية،وذلك هو الأقرب إلى الحدوث مع رجل جاء من الصفوف الخلفية وذاق حلاوة التربع على عرش الطاووس  .

 

يجيد الإيرانيون فن إدارة اختلاق الأزمات الخارجية، ويبدو أن واشنطن قد وعت ذلك مبكرا هذه المرة ففي يوم أمس، 15 من يونيو 2009م طلبت من القوات الأميركية المتمركزة في الشرق الأوسط الحذر وضبط النفس حال حدوث احتكاك مع الجيش الإيراني، ولم يكن ذلك إلا قراءة صحيحة لعقلية زعيم من زعماء العالم الثالث الذين لا يترددون في اختلاق أزمة خارجية لتجاوز أزمة داخلية. نقول ذلك رغم تصوير المصدر الأميركي للتحذير بشكل مغاير لسببه ، حيث يؤكد  قلق الجيش الأميركي البالغ تجاه الوضع في الجمهورية وحدوث قلاقل قد تؤدي إلى مواجهة ((غير متعمدة)) بين الجانبين.

 

لقد كان من ضمن طروحات المرشح موسوي قطع الدعم المادي والمعنوي عن حماس وحزب الله بحجة أن  الشعب الإيراني أولى بهذه الأموال . لكن نجاد هو الذي فاز في الانتخابات وحزب الله وحماس هما الذراع الطويل للسياسة الخارجية الإيرانية في قضية الشرق الأوسط ، ولدي الطرفان قائمة طويلة من العمليات التي تنتظر الإشارة من سيد طهران  لتخلط الأوراق في الشرق الأوسط مجددا بدرجة تشغل الولايات المتحدة وإسرائيل والشارع الإيراني لفترة طويلة. فتريث حزب الله للأخذ بثأر عماد مغنية استحقاق  قائم تعرفه تل أبيب وواشنطن- هذا إن سلّمنا أن إسرائيل وراء اغتياله، كما أن العرض الأخير لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيال قيام الدولتين، وعدم قيام دول الاعتدال العربية بإجراء يساوي تضحيات اجتياح غزة ، أو يدعم وعود الرئيس الاميركي باراك اوباما  قد أغلق الباب أمام أية بارقة أمل لحماس . 

 

من تتبع سنوات حكمه، نجد أن الرئيس محمود أحمدي نجاد  يعتقد أن جلوسه على عرش الطاووس يمكن أن يتحقق فقط عن طريق اختلاق الأزمات الخارجية المتتابعة، وإتباع سياسة حافة الهاوية والتهرب من المسئوليات.فما الذي سوف يثنيه عن ممارسة سياسته تلك في وقت هو في اشد الحاجة لها  حتى يكسب تهليل الشارع الإيراني ويعيد اصطفافه خلفه ؟ فهل سفره الى  مؤتمر منظمة شنغهاي للتعاون إفساح للمجال أمام رجاله للقيام بواجباتهم ؟

 لقد تعمدنا أن يكون التماس الإيراني الأميركي أو التماس الإيراني الإسرائيلي على رأس قائمة الأعمال الممكنة الأربعة فما هما العملين الآخرين  ؟

 

عسى أن يدوم أمن الخليج العربي ودوله كافة، وأن يحل الاستقرار للعراق المثخن بالجراح...

 

 

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك