أول لاعبة هندية محجبة تشارك في منافسات رياضة عالمية

منوعات

الآن - وكالات 621 مشاهدات 0


فازت مجيزيا بهانو، جراحة الأسنان من ولاية كيرالا الهندية، مؤخراً بميدالية ذهبية في الفئة المفتوحة للسيدات وزن 56 كجم في بطولة العالم لرفع الأثقال التي أقيمت في روسيا للعام الثاني على التوالي.
باتت لاعبة رفع الأثقال مصدراً للقوة والإلهام بزيها الأسود ذي الأكمام الطويلة والحجاب الذي يغطي عنقها. فمع وجود مجموعة رائعة من الميداليات أسفل حزامها كشهادة ودليل على تفوقها، كسرت الفتاة البالغة من العمر 25 عاماً الصور النمطية لقريناتها الرياضيات.
اهتمت مجيزيا بالرياضة منذ صغرها حيث شاركت في ألعاب القوى قبل أن تتجه بجدية إلى رياضة الملاكمة في السنة الثانية من دراستها الجامعية والتي كانت نقطة تحول في مسيرتها. «في ذلك الوقت، استلهمت منجزات المرأة الرياضية من بطلات مثل سيرينا ويليامز وماري كوم. كان مدربي آنذاك هو الذي دفعني للاتجاه إلى رياضة رفع الأثقال».
أدركت مجيزيا منذ طفولتها أنها مختلفة عن غيرها، فقد نشأت في أسرة ضمت البنين والبنات وأدركت أنها تستطيع بسهولة أداء مختلف الأنشطة التي يمارسها الرجال. لكن انعدام المرافق ومراكز التدريب في مسقط رأسها وقف حائلاً دون تحقيق حلمها. وعندما بلغت من العمر ما يؤهلها للسفر بمفردها، ذهبت إلى مدينة «كوزيكود» وتلقت نصائح وإرشادات رياضة رفع الأثقال.
«إن مشاركتي في الألعاب الرياضية شهادة على ولع بلدي باللياقة البدنية. ساعدتني هذه الأمور كثيراً ولطالما كنت قادرة على التعلم وتحقيق الكثير في أقصر وقت ممكن».
فازت مجيزيا بلقب «السيدة القوية في ولاية كيرالا» ثلاث مرات منذ عام 2016. وفازت كذلك بميدالية فضية في بطولة آسيا لرفع الأثقال التي أقيمت في مايو (أيار) 2017 في إندونيسيا؛ وحصلت على الميدالية الفضية في بطولة «آسيان كلاسيك» لرفع الأثقال في ديسمبر (كانون الأول) 2017 وحصلت على لقب «بطلة كيرالا للياقة البدنية» عام 2018.
حصلت مجيزيا أيضاً على جائزة «أفضل لاعبة رفع أثقال» عام 2018، وفازت بميدالية ذهبية في بطولة National Arm Wrestling Championship في مايو (أيار) 2018، مما أهلها للمشاركة في بطولة العالم في تركيا. بالإضافة إلى ذلك، فازت مجيزيا بالعديد من الميداليات على مستوى المقاطعة والولاية في فئات رفع الأثقال وفي مصارعة الذراعين.
نظراً لانتسابها إلى عائلة مسلمة محافظة في مقاطعة «مالابار» بولاية «كيرالا»، لم يكن من السهل عليها كسر الصورة النمطية رغم أن والدها عبد المجيد ووالدتها راسيا مجيد، دعماها وفعلا كل ما في وسعهما لمساعدتها على تحقيق أحلامها لكن كان عليها أن تقاتل المجتمع المتحفظ.
«أنا مسلمة من مالابار في ولاية كيرالا، وهي منطقة محافظة للغاية، لذلك كان من الصعب بالنسبة لي أن أمارس الرياضة. في عائلتي، لا تذهب الفتيات إلى الكلية، لذلك فإن الحصول على شيء يجعلني محط أنظار من حولي قوبل بمعارضة شديدة، لذا فإن تحقيق هذه الإنجازات لم يخلُ من مواجهة التحديات... في البداية، عندما تدربت على رفع الأثقال كان الكثير من الناس مندهشين ومتشككين عندما رأوا امرأة ترتدي الحجاب وظنوا أنها لن تستطيع حمل ثقل كهذا. لكنني تمكنت تدريجياً بفضل التفاني في التدريب وإنجازاتي المتتالية من اكتساب احترامهم وإعجابهم».
تقول مجيزيا: «إنني أستمد إلهامي من والدتي التي أحاول تحقيق أحلامها». ولأن تركيزها منصب على رياضة رفع الأثقال، بحسب مجيزيا، فإن حلمها هو المزيد من التدريب للفوز بميدالية أولمبية.
فازت مجيزيا أيضاً بسابقة «مستر كيرالا» لكمال الأجسام للسيدات، بعد أن أدرجت كمال الأجسام في خططها مؤخراً. في البداية، كانت تتشكك في جدوى الفكرة لكنها شرعت في تحقيقها بتشجيع من خطيبها نور أحمد الذي حفزها على المشاركة في المسابقة.
«لأنني نشيطة وقوية في رفع الأثقال، فلم أفكر مطلقاً في رياضة كمال الأجسام أو اللياقة البدنية»، وفق مجيزيا، لكن نور الذي يعيش بعيداً عني في أفغانستان حثني على المشاركة. فقد أعطاني إرشادات حول طريقة التدريب التي يجب علي اتباعها على المسرح». ورغم أن هيئة المرأة المحجبة في كمال الأجسام قد يبدو غريباً، فإنه لم يخفِ القوة العضلية.
كانت مجيزيا ترتدي الحجاب في كل مكان، سواء في التدريبات أو المسابقات والتي جرى من خلالها تسليط الضوء عليها في وسائل الإعلام لأنها ربما كانت أول امرأة رياضية هندية مسلمة تقوم بذلك.
من الواضح أن مجيزيا تحافظ على التوازن بين قوتها العقلية والبدنية. فعندما سئلت عما إذا كان الحجاب يمثل عائقاً لها، قالت مجيزيا من دون تردد: «أنا رياضية وأنا أرتدي الحجاب منذ الطفولة. أقوم بجميع أنشطتي الرياضية بالحجاب. لذلك لم يمثل عقبة لي يوماً. في الحقيقة، الحجاب يجعلني أكثر راحة كما أنه يعطيني إحساساً بالطمأنينة بأن جزاء من جسدي لن ينكشف أو أن أحد لن يراه خلال ممارستي للعبة».
رغم أنها لم تواجه أي عقبات بسبب الحجاب خلال مسابقات رفع القوة، تقول مجيزيا إن هناك مناسبات اضطرت فيها «للقتال» من أجل المشاركة في مسابقات كمال الأجسام. «إذا نظرت إلى المسابقات الدولية، فسوف ترى المشاركات وقد اصطففن بلباس البحر (البكيني) لإظهار أكبر قدر ممكن من الجسم والعضلات. ولكن ما يبحث عنه العديد من القضاة هنا هو اللياقة البدنية للمتسابقات، وليس عرضاً لشكل العضلات». أصرت مجيزيا منذ البداية على أنها لن تتنافس دون ارتداء الحجاب، ولحسن الحظ لم تجد اعتراضا أو تعارضا مع اللوائح في طريقها.
«أريد فقط أن أقول للعالم إن الحجاب لا يشكل عقبة أمام المرأة التي تتمتع بشغف وطموح كبيرين. أردت أن أثبت أن الحجاب ليس مجرد قطعة قماش، إنها القوة والكرامة ولا يجب أن يكون عذراً لعدم ممارسة الرياضة. كونك فتاة أو مسلمة لا يهم، فكل الديانات والثقافات محترمه ولها قدسيتها». تشعر مجيزيا أن غالبية الناس وأفراد المجتمع الذين يدعمونها الآن ما كانوا ليدعمونها لو أنها قررت التخلي عن الحجاب في مرحلة ما.
«الآن ليس لديهم ما يعارضونه. فنحن المسلمات يجب أن نخشى المجتمع. فلأنني أرتدي الحجاب فليس هناك مشكلة، لكنني على يقين أنني حال قررت التخلي عن الحجاب فسوف أخسر 75 في المائة على الأقل من الدعم الذي ألقاه الآن».
تقول مجيزيا إن أهدافها في اللياقة البدنية لا تتعارض مع شهر رمضان عندما تحرص على الصوم. وتقول: «في البداية، كنت أشعر بقلق بشأن الطريقة التي سأعمل بها وما إذا كنت سأتمكن من الحفاظ على طاقتي. ولكن على عكس المفاهيم الشائعة، فقد تبددت شكوكي. إنني أشعر بأن أحد أفضل الأوقات لممارسة التمارين الرياضية هي فترة بعد الإفطار في مساء رمضان. الصيام يساعد على إزالة السموم من جسدي وتنقية عقلي».
تقول الفتاة صاحبة الإرادة الحديدية إنها تتعامل مع الانتقادات باعتبارها تحديات، مضيفة: «أسأل نفسي هذا السؤال: إذا لم أحقق شيئاً، فهل كان لأحد أن يزعجني؟ هذا يجعلني أذهب. فإزعاج وتعليقات الآخرين سببه نجاحي».
يسعد مجيزيا أن تتحدث عن حلمها في بناء أكاديمية رياضية في مسقط رأسها. وتقول: «أريد أن تشمل هذه الأكاديمية فنون القتال، ورفع الأثقال، والمصارعة، وما إلى ذلك حتى يتسنى للعديد من الشباب، خاصة الفتيات، فرصة استكشاف مواهبهم وقدراتهم».

تعليقات

اكتب تعليقك