اليوم ذكرى مرور 14 عاما على وفاة أمير القلوب الشيخ جابر الحمد

محليات وبرلمان

الآن 739 مشاهدات 0


"ان عمر جابر الاحمد مھما طال الزمن ھو عمر انسان یطول او یقصر.. ولكن الابقى ھو عمر الكویت والاھم ھو بقاء الكویت والاعظم ھو سلامة الكویت". 

بھذه الكلمات الموجزة والمعبرة في معناھا اختزل (امیر القلوب) الشیخ جابر الاحمد الجابر الصباح امیر البلاد الراحل طیب الله ثراه عشقھ لھذا الوطن وخوفھ علیھ. 

وفي ذكرى رحیلھ ال14 نستحضر روح كلماتھ فنستلھم منھا القوة والثبات على حب ھذه الارض والتفاني في خدمتھا. 

فقد فجع اھل الكویت في 15 ینایر عام 2006 بخبر ألیم اعتصر قلوبھم كبارا وصغارا حیث فقدوا رجلا لطالما احبھم وعمل من اجل رفعة وطنھم فبادلوه الحب والعمل حتى غدت الكویت "عروسا للخلیج".

 وتولى المغفور لھ الشیخ جابر الاحمد مقالید الحكم في البلاد في 31 دیسمبر عام 1977 بعد وفاة سلفھ الشیخ صباح السالم الصباح الابن الثالث للشیخ احمد الجابر الصباح والحاكم ال13 للكویت منذ تأسیسھا قبل اكثر من قرنین من الزمان.

 وقد بزغ نجم الشیخ جابر الاحمد طیب الله ثراه منذ تولیھ اولى مھامھ الاداریة والسیاسیة في البلاد عام 1949 عندما عینھ والده حاكم الكویت آنذاك الشیخ احمد الجابر الصباح نائبا لھ في مدینة الاحمدي حیث برزت جھوده وعقلیتھ المنظمة في الاھتمام بالتخطیط العمراني الممیز للمدینة الى جانب اھتمامھ بحفظ الامن وبناء علاقات ممیزة مع شركات النفط.

 وعلى مدى عشر سنوات من العمل في محافظة الاحمدي تبلورت لدى المغفور لھ الشیخ جابر الاحمد رؤیة اقتصادیة شاملة لنھضة الكویت ظل یعمل على تحقیقھا طوال حیاتھ الزاخرة.

 وقد ادرك حكام الكویت ممن سبقوه تمیز فكر ھذا الشاب لاسیما في المجال الاقتصادي ونظرتھ المستقبلیة للامور التي تنبع من حبھ للكویت واھلھا وحرصھ الدائم على توفیر سبل العیش الكریم لھم. 

وعھد الى الامیر الراحل بمھمة ادارة دائرة المال والاملاك العامة للدولة اضافة الى مسؤولیتھ عن مكتب شؤون النفط والاسكان عام 1959 اذ بدأ في عملیة تثمین البیوت بأعلى الاثمان لیستفید المواطن ولتبدأ الكویت نھضة عمرانیة شاملة.

 وفي العام نفسھ 1959 عین المغفور لھ الشیخ جابر الاحمد ایضا رئیسا لمجلس النقد الكویتي حیث عمل جاھدا على صدور اول عملة كویتیة بعد الاستقلال والتي صدرت في 1 ابریل 1961 لتحمل صورة امیر البلاد آنذاك الشیخ عبدالله السالم الصباح وتوقیع سمو الشیخ جابر الاحمد الصباح رحمھما الله.

 وفي اول تشكیل وزاري في كویت ما بعد الاستقلال الذي شكل في 28 ینایر 1963 عین الشیخ جابر الاحمد نائبا لرئیس مجلس الوزراء ووزیرا للمالیة والصناعة لتبدأ البلاد منذ ذلك الیوم عھدا جدیدا من التطور والازدھار السریع في مختلف المیادین لاسیما الاقتصادیة بفضل ارادتھ واصراره على بناء كویت حدیثة یشار لھا بالبنان.

 وقد عمل رحمھ الله خلال تلك المرحلة على انجاز العدید من المشاریع المھمة كتأسیس میناء الشویخ وانشاء محطة تكریر میاه البحر وتأسیس شركة البترول الوطنیة الكویتیة. 

كما كان سموه مھندس الاستثمار الكویتي حیث اسھم بنظرتھ الثاقبة في وضع مبادئ الاستثمار الاساسیة لفوائض البلاد النقدیة من مبیعات النفط ساعیا الى توسیع القاعدة الاقتصادیة الضیقة للكویت باعتماد موارد اخرى غیر النفط.

 ومن ھذا المنطلق جاء انشاء مكتب الاستثمار الكویتي عام 1950 الذي تطور على یده من مكتب صغیر یعمل فیھ 11 موظفا عام 1965 الى ھیئة عامة للاستثمار تشرف على صندوق الاحتیاطي العام وصندوق احتیاطي الاجیال وجمیع الاستثمارات الكویتیة الھائلة في الخارج. 

ولعل انشاء دیوان المحاسبة یعد من ابرز انجازات الامیر الراحل التي ما زالت صرحا شامخا الى الیوم فقد حرص طیب الله ثراه منذ اللحظات الاولى لانشاء دیوان المحاسبة عام 1964 على متابعة كل ما یقع تحت مسؤولیاتھ من مھام وفقا لما حدده الدستور والقانون لاسیما ما یتعلق بالاستثمارات الكویتیة في الخارج.

 وواصل الامیر الراحل العمل في منصبھ وزیرا للمالیة حتى 30 نوفمبر 1965 حینما اختاره الشیخ صباح السالم الصباح حاكم الكویت آنذاك لیكون رئیسا لمجلس الوزراء وفي 31 مایو 1966 بویع من مجلس الامة ولیا للعھد بعد تزكیة الامیر لھ.

 ولم تتوقف طموحات المغفور لھ الشیخ جابر الاحمد وانجازاتھ بعد تولیھ تلك المسؤولیة الجسیمة بل زاده ذلك اصرارا وعزیمة على تحقیق المزید من النجاحات في مسیرة التقدم الاقتصادي للكویت. 

ومن ابرز انجازاتھ رحمھ الله خلال فترة ولایتھ للعھد التي لن ینساھا الكویتیون جیلا بعد جیل تلك الفكرة العظیمة والرائدة على مستوى الوطن العربي ككل بإنشاء صندوق احتیاطي الاجیال القادمة.

 وبناء على ذلك فقد صدر عام 1976 المرسوم بقانون (رقم 106 (في شأن احتیاطي الاجیال القادمة الذي قرر اقتطاع نسبة 10 في المئة من الدخل العام للبلاد سنویا واستثمارھا في محافظ استثماریة عالمیة تحت اشراف نخبة من الخبراء الاقتصادیین محلیا واجنبیا على ان تودع عائداتھا لمصلحة صندوق احتیاطي الاجیال القادمة. 

ولقد برھنت الاحداث على مدى صواب ھذه الفكرة العظیمة وبعد نظره رحمھ الله حیث شكلت اموال صندوق احتیاطي الاجیال الركیزة الاساسیة التي مكنت القیادة السیاسیة الكویتیة خلال فترة الاحتلال العراقي الغاشم عام 1990 من دعم ابناء الكویت في الداخل والخارج والمساھمة الفعالة في تحریر الكویت واعادة الاعمار. 

وكان للاسرة الكویتیة نصیب كبیر في اھتمامات المغفور لھ فقد صدر القانون (رقم 61 لسنة 1976 (الذي نظم عملیة التأمینات الاجتماعیة في البلاد وكفل معاشا تقاعدیا لجمیع العاملین في القطاعین الحكومي والخاص والقطاع النفطي بمختلف فئاتھم وحالاتھم محققا بذلك حالة عامة من الشعور بالاستقرار والامان للموظف الكویتي.

 وكان انشاء بنك مركزي في الكویت احد تطلعات الامیر الراحل الشیخ جابر الاحمد منذ ان كان وزیرا للمالیة لیقوم بمھمة تنظیم سیاسة النقد الكویتي الذي تحقق بافتتاح المقر الجدید للبنك في ابریل 1977 لتبدأ الكویت مرحلة جدیدة في بناء اقتصاد راسخ وثابت.

 وبعد وفاة الامیر الراحل الشیخ صباح السالم الصباح رحمھ الله اصبح الشیخ جابر الاحمد الجابر الصباح أمیرا للبلاد في 31 دیسمبر 1977 حیث شھدت الكویت في عھده نقلة كبیرة على مختلف الصعد. وعلى المستوى الخلیجي فقد كان الشیخ جابر الأحمد مھندس فكرة انشاء منظومة مجلس التعاون الخلیجي عام 1981 النابعة من قناعتھ بأن العصر المقبل ھو عصر التكتلات السیاسیة والاقتصادیة. 

ورغبة منھ في ان تكون قرارات دول مجلس التعاون منسجمة مع تطلعات شعوبھا اقترح في قمة الدوحة عام 1996 فكرة انشاء مجلس استشاري من 30 عضوا من مواطني الدول الست الاعضاء توكل إلیھ مھمة تقدیم النصح والمشورة والرأي للمجلس الاعلى الذي یعتبر السلطة العلیا في مجلس التعاون. 

اما على الصعید العربي فقد كانت القضایا العربیة بمختلف ابعادھا السیاسیة والاقتصادیة الشغل الشاغل للامیر الراحل منذ اللحظات الاولى لاستقلال الكویت فكان صاحب فكرة انشاء الصندوق الكویتي للتنمیة الاقتصادیة العربیة في 31 دیسمبر 1961. 

وتولى الشیخ جابر الاحمد رئاسة اول مجلس لادارة الصندوق الكویتي لتنمیة الاقتصادیة العربیة لتصبح الكویت في طلیعة الدول التي تقدم المساعدات في مجال التنمیة للدول الاخرى حتى وصل حجم تلك المساعدات الى اكثر من 8 في المئة من الناتج القومي الاجمالي للكویت. 

ولن ینسى العالم مبادرة الامیر الراحل عام 1988 من على منصة الامم المتحدة عندما وقف مخاطبا دول العالم بأن تسقط فوائد الدیون المستحقة على الدول الفقیرة وتخفیض اصل الدین على الدول الاشد فقرا في ھدف سام لتقریب الفجوة بین الاغنیاء والفقراء.

 ولم تثنھ اشد الازمات التي مرت علیھ وعلى اھل الكویت من ان ینسى شعوب العالم الفقیره فوقف الشیخ جابر الاحمد مرة اخرى على منصة الامم المتحدة في 27 سبتمبر 1990 في عز كارثة الاحتلال العراقي الغاشم للكویت لیعلن ان الكویت قررت الغاء جمیع الفوائد على قروضھا كما ستبحث اصول القروض مع الدول الاشد فقرا وذلك من اجل تخفیف عبء الدیون التي تقع على كاھل تلك الدول.

تعليقات

اكتب تعليقك