زايد الزيد: أخاطب السياسيين وأصحاب «الطموحات الانتخابية»: لا تجعلوا بريق الكرسي يعميكم عن مصلحة الوطن .. وأخاطب الوزراء والقيادات الحكومية: لا تجعلوا شهوة السلطة تفقدكم الإحساس بأنفسكم
زاوية الكتابكتب زايد الزيد يناير 13, 2020, 10:13 م 749 مشاهدات 0
في غضون دقائق فقط وبلا مقدمات، قُرعت طبول الحرب قبل أيام عقب قيام القوات الأميركية باغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بطائرة مسيرة أحدثت صدمة لدى القيادات الإيرانية التي لم تكن تتوقع أن يتم اغتيال سليماني بهذه الطريقة وبهذه السهولة.
ووجدت الكويت، هذا البلد الصغير الذي يقع بين ثلاث «محيطات» جغرافية وعسكرية كبرى، في عين العاصفة وفي وسط مسرح الأحداث الملتهب، حيث إنه أحد أهم بلدان المنطقة التي تضم قواعد أميركية، إضافة إلى وقوعه في موقع جغرافي بالغ الحرج والأهمية بالنسبة للدول المتصارعة في المنطقة.
المطلوب في خضم هذه الأحداث الإقليمية المتتالية والعاصفة هو توحيد الصف داخل الكويت، ووقف «المشاغبات الهامشية» التي يقوم بها البعض لكسب زخم جماهيري مؤقت، مقابل تعريض البلاد للخطر والمساس بوحدتها الوطنية ونسيجها المجتمعي، وأول خطوة ينبغي اتخاذها هو إيقاف المشككين بفئات معينة داخل الكويت، وعدم «التخوين» ورمي التهم جزافاً ومن دون أدلة.
وندعو نواب مجلس الأمة، وأعضاء الحكومة، والناشطين السياسيين إلى التوقف عن مماحكاتهم السياسية ومعاركهم «الصغيرة الهامشية»، والالتفات إلى الأخطار الإقليمية، لأن هذه المعركة الإقليمية لو زحفت إلينا -لا سمح الله- فلن يبقى هناك مجلس أمة ولا صحف ولا ملتقيات سياسية ولا ثقافية، ولن يجد هؤلاء الذين يعيشون على شق الصف الوطني وتهييج فئات المجتمع مكاناً لهم لنشر دسائسهم ومؤامراتهم، لأننا بكل بساطة قد نفقد الوطن نتيجة التفاتنا للمعركة الصغيرة على حساب المعركة الأخيرة.
الحكومة اليوم مطالبة بالاجتماع بأعضاء مجلس الأمة، وشرح الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة، وشرح التطورات التي تحدث والتي توصلت الحكومة لنتائجها عبر قنواتها الدبلوماسية، ويقوم نواب مجلس الأمة بدورهم بنقل المعطيات السياسية الإقليمية التي توصلت لها الحكومة إلى قواعدهم الانتخابية، وبذلك يتحقق فعلاً مصطلح «تمثيل الشعب» بدلاً من «التمثيل عليه» بمعارك «رؤساء الأقسام في الوزارات» كما أفضل تسميتها.
ختاماً، أثبت الشعب الكويتي وعيه السياسي، وصلابته الوطنية، وأثبت اتحاده وحرصه على مصالحه، لذلك فإنني أخاطب السياسيين وأصحاب «الطموحات الانتخابية»: لا تجعلوا بريق الكرسي يعميكم عن مصلحة الوطن، وأخاطب الوزراء والقيادات الحكومية: لا تجعلوا شهوة السلطة تفقدكم الإحساس بأنفسكم وتنجروا لمعارك تحرق الوطن من أجل مناصبكم، وأخاطب الإعلاميين وأقول لهم: الوطن أهم من كل شيء، أما الشعب الكويتي فلا خطاب له، لأنه هو من يعلمنا في هذه الأحداث.
تعليقات