‫مبارك الدويلة: ‫لا تعينوا الشيطان على أبنائكم بعد أن أعنتموه على إخوانكم «البدون» الذين ساهموا معكم في الدفاع عن البلد وترابه عندما غزاه طاغوت العراق‬

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 717 مشاهدات 0


‫تقدمت مجموعة من المواطنين بطعن أمام المحكمة الدستورية في عدم دستورية بعض قوانين الجنسية، التي صدرت في سنوات سابقة، وملخص هذه القوانين أنها تعطي لأبناء الكويتيين الذين يحملون الجنسية الكويتية بالتجنس الحق في الانتخاب والترشح. ‬

‫وجاء هذا الطعن مطالبًا بإلغاء هذه القوانين بحجة معارضتها للمادة الأولى من قانون الجنسية، الذي انبنى عليه مفهوم المواطنة، وهو أن الكويتي هو من توطن في الكويت قبل عام 1920. وعليه، فلا يجوز أن يشارك من لم يحز هذا الشرط للتجنس في إدارة البلد وقيادته وبنائه! ‬

‫وبما أنني أحد فرسان هذا القانون المطعون فيه، ومن المدافعين عنه بقوة حتى تم إقراره بمجلس الأمة في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، لذلك أريد أن أوضح خطورة هذا الطعن اللادستوري الذي سيكون طعنًا وخنجرًا في خاصرة الوطن ووحدته الوطنية. ‬

‫عاش الكويتيون حالة عدم الاستقرار منذ نشأتها بسبب طمع الجيران فيها، وزادت هذه الظاهرة بعد حكم مبارك الصباح إلى اليوم، وتحول المجتمع الكويتي إلى كويتيين وغير كويتيين، أما الكويتيون فكانوا كويتيين بالأصالة والتأسيس، وكويتيين بالتجنس. وأما غير الكويتيين فكانوا وافدين و«بدون». ‬

‫وأصبحت نسبة الكويتيين لغيرهم في حدود الربع (%25)، مما استوجب على المشرع - آنذاك - أن يساهم في تشريع القوانين التي تزيد من اللحمة الوطنية وتشعر الكويتي أنه يعيش في بلده الذي يقدره ويؤويه ويستحق منه التفاني في بنائه والوفاء له والتضحية من أجله، فجاءت هذه القوانين التي تزيد من اللحمة الوطنية وتلغي الفوارق الطبقية وتساوي بين الكويتيين في الحقوق والواجبات. ‬

‫بعد مئة عام من بناء السور الثالث (1920) يأتيني اليوم من يقول إن الكويتي الذي يستحق تقلد المناصب القيادية هو فقط من له تواجد قبل مئة عام (!!) ‬

‫أليس أولى في هذه الحالة أن تقول إن من يفترض عليه الدفاع عن تراب الوطن وحدوده هو الكويتي الذي له تواجد قبل مئة عام؟! انظر إلى الجيش والشرطة وابحث عن الكويتي بالتأسيس، ستجد لأبناء المتجنسين و«البدون» الحظ الأوفر! ‬

‫هل فعلاً الكويتي الأصلي هو بالضرورة من يخاف على البلد ويحافظ على ثرواته أكثر من المتجنس؟! ابحث في أروقة المحاكم واقرأ جيداً أحكام التمييز تجد أن أكثر المتورطين في قضايا المال العام ونهب البلد هم أبناء بطنه كما يقولون! ‬

‫هذا الطعن هو طعن في وحدة البلد وتماسك أبنائه، وجاء في وقت طعن المجتمع الكويتي في مقتل! ‬

‫نعم، اليوم تحيط بالبلد ظروف استثنائية من الناحية الأمنية، اليوم نحن بحاجة ماسة إلى التكاتف والتعاضد واللحمة الوطنية، اليوم يجب أن نضرب بيد من حديد كل محاولة لزعزعة الشعور بالانتماء والولاء، لا تعينوا الشيطان على أبنائكم، بعد أن أعنتموه على إخوانكم «البدون» الذين ساهموا معكم في الدفاع عن البلد وترابه عندما غزاه طاغوت العراق. ‬

‫والغريب أن أغلب هذه المجموعة التي تقدمت بالطعن هم أنفسهم الذين رفعوا راية طرد «البدون»، وكأنهم مسلطون على استقرار البلد ويغيظهم تماسك أهله وترابطهم! ‬

‫النائب البطل منسق المجموعة إياها التي تقدمت بالطعن أطلق لقب النائب البطل على أحد نواب مجلس الأمة الحالي! ‬

‫المشكلة التي لم ينتبه إليها الأخ الكريم أن نائبه البطل هو أول المتضررين من هذا الطعن! ‬

‫فهو ابن لعائلة كريمة لم يكن لها تواجد قبل الخمسينيات، لذلك لا يمكن أن تكون جنسيته بالتأسيس، وإن وجدت، فقد تكون بالتزوير! ‬

‫أو كما نتوقع ويتوقع كل من يعرفه أنه ابن متجنّس واستفاد من التعديلات التي أجريناها على قوانين الجنسية، فتكون جنسيته وفق المادة السابعة الفقرة الثالثة بصفة أصلية (!!) وهذا حق لا ينازعه عليه أحد.‬

تعليقات

اكتب تعليقك