مبارك الدويلة: أستغرب ممن يدّعي أن إيران ومن يمثلها أخرجت «داعش» وهزمته ونحن نعلم جيدًا أن «داعش» وإيران وجهان لعملة واحدة فكلاهما أضرا بالإسلام الحقيقي
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة يناير 6, 2020, 10:20 م 658 مشاهدات 0
أستغرب ممن يدّعي أن إيران، ومن يمثلها، أخرجت «داعش» وهزمته (!)، ونحن نعلم جيدًا أن «داعش» وإيران وجهان لعملة واحدة، فكلاهما أضرا بالإسلام الحقيقي.. الغريب في الأمر، وهو أيضًا من المضحكات المبكيات، أن «داعش»، كما ذكرت لكم في أكثر من مقالة، هو صنيعة أميركية برعاية صهيونية وتنسيق إيراني، وقد أكد ذلك الرئيس ترامب في خطابه وقال إن الذي أوجد «داعش» وصنعها هو الرئيس أوباما ونائبته هيلاري كلينتون!
ولعلنا نذكر كيف أن كلينتون أكدت ذلك في إحدى مقالاتها، فكيف يأتي اليوم من يريدنا أن نصدق أن سليماني هزم «داعش»؟! ما حدث يا سادة هو أن وظيفة «داعش» انتهت، فقد جرى تشويه الإسلام بما يكفي، وتمت شيطنة أكبر فصيل إسلامي وملاحقته في كل بقاع العالم، وجرى تحجيم عمل الدعاة والمصلحين في معظم الدول الإسلامية، وأصبح العمل الخيري التابع للجمعيات الخيرية السنية مكان شبهة، وجرى تقييده بالكثير من الإجراءات، ولا يجرؤ أحد أن يتابع أو يراقب الأعمال الخيرية الأخرى المنتمية إلى الإسلام أو لديانات أخرى، بمعنى آخر لقد حقق «داعش» مهمته بنجاح، لذلك حان وقت التخلص منه، فأنهاه من أوجده، وقتلوا البغدادي الذي لم نرَه إلا في الصور مع الصهاينة!
وعندما تخلصوا من «داعش» كان لا بد من التخلُّص من العنصر الآخر الذي يعرف خبايا اللعبة وأسرارها وأطرافها المتورطين فيها، فجاء قرار التخلص من سليماني، الذي كان حلقة الوصل بين الأميركان وإيران. وقد جاء قرار ترامب بالتخلص من سليماني بعد بدء محاكمته في أميركا لعزله وخيانته للقسم، وقد شاهدنا مسيرات ضخمة في كثير من المدن الأميركية تطالب بعزل ترامب، فكان لا بد من حركة تعيد لترامب شيئًا من شعبيته، فجاء هذا القرار الخطير.
اليوم أميركا بقيادة ترامب تعربد كما تشاء، فتقتل من تشاء وتنتصر لمن تشاء، كل ذلك من أجل المحافظة على وضع الرئيس وحزبه، فلم يبقَ على الانتخابات الرئاسية إلا أشهر معدودة، وإلا فإن ما يقوم به الكيان الصهيوني من عربدة وقتل وتدمير وتهجير للفلسطينيين لا يقل عما قامت به إيران في الكثير من مناطق الإقليم، لكن مصلحة البيت الأبيض هنا تختلف عنها هناك، وهنا بيت القصيد!
يعقوب حياتي في ذمة الله
انتقل إلى رحمة الله تعالى، بإذن الله، النائب الأسبق يعقوب حياتي، وقد زاملته في أكثر من دورة برلمانية، وكان مرجعنا في الفقه الدستوري، وكان متوازنًا في معارضته للتوجه الحكومي، وكان داعمًا للقضايا الوطنية التي تطرح تحت قبة البرلمان بغض النظر عمن طرحها، فلم يكن طائفيًا ولا عنصريًا، بل كان كويتيًا فقط، رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان.
تعليقات