‫خالد الطراح: موضوع «الهدر» اختبارا جديدا لرئيس الوزراء لترجمة اقواله حول الاصلاح وانتشال الدولة من مستنقعات الفساد‬

زاوية الكتاب

كتب خالد الطراح 658 مشاهدات 0


‫تناولت على مدى سنوات ما يروج له مهندس ما يسمى بالتنمية المستدامة، خالد مهدي، الامين العام للمجلس الاعلى للتخطيط، من دون اي صدى من الحكومات السابقة، ومن المستبعد ان يتغير الحال ضمن الحكومة العليلة!  ‬
‫نشرت القبس، في 22 ديسمبر 2019، خبرا حول الهدر في الإنفاق الاعلامي عبر نافذة تسويق خطة التنمية، حيث كشف الخبر عن «هدر وقلة شفافية وأهداف إعلامية لا يتحقق منها شيء يذكر»، فقد تأكد الهدر بالأرقام التي كسرت حاجز ملايين الدنانير الكويتية. ‬

‫قفز حجم الهدر من المال العام للدولة من «10 ملايين الى 20 مليون دينار ضمن السنوات الخمس الماضية تحت غطاء تسويق الخطة الانمائية الثانية»، وهو خبر ليس مستغربا اطلاقا، حين تغيب الرقابة! ‬

‫فقد انطلق الامين العام للتنمية بتصريح صحافي سابق حول تسويق كويت جديدة على اساس انها «براند»، اي علامة، وهو مصطلح كما بينته في السابق ينطبق على التسويق التجاري وليس التنموي، وخصوصا على مستوى دولة.. ثمة فرق بين التسويق لعلامة تجارية وأهداف تنموية، ولكن تبين فيما بعد ان الفكرة التي وقع ضحيتها مهندس التنمية خالد مهدي، هي شركة إعلامية أجنبية استعان بها الامين العام للتنمية لتسويق أفكار غير تنموية، كالحل الذي قدمه حول معالجة التركيبة السكانية من خلال «التكاثر»! ‬

‫«تسونامي التكاثر»، كان عنوان مقالي في 22 ابريل 2019، بعد سلسلة من المقالات عن تصريحات عشوائية لأمين عام المجلس الاعلى للتخطيط، الذي ضمن التجديد له بمنصبه الرسمي أخيرا، دون مساءلة سياسية تذكر ضمن حكومة ذات نهج حنون على قياداتها، التي تحلق بالعمل بفضاء خيالي بعيدا عن قواعد قياس مؤشرات الاداء! ‬

‫مثل هذه التصريحات والهدر مؤشرات تؤكد التخبط والاجتهاد الفردي، او بالأحرى انعدام الرؤية لدى الحكومات السابقة، ولكن يظل موضوع «الهدر» اختبارا جديدا للأخ الفاضل سمو الشيخ صباح الخالد، رئيس الوزراء، لترجمة اقواله حول الاصلاح وانتشال الدولة من مستنقعات الفساد. ‬

‫الفساد ليس في سرقات المال العام وحدها، وانما ايضا في الانفاق غير المبرر، الذي يتكبده المال العام سنويا من أجهزة الدولة بحجج مختلفة، منها عباءة التنمية، فثمة عقود لا مبرر عمليا ومنطقيا لها تستنزف ثروة الدولة من دون محاسبة ومساءلة! ‬

‫الى ذلك، أزف خبرا للشيخ صباح الخالد لتقصي مدى سلامته حجم استغلال امين عام التخطيط، خالد مهدي، لبرنامج الامم المتحدة الانمائي UNDP، وعدد فريق «العصف الغذائي» التابع لمهندس التنمية، الذي يلتقي صباحا في سوق المباركية على مائدة «الكبدة والكلاوي». ‬

‫للأسف، انني لم أقبل دعوة مهدي للعصف الغذائي، لتوثيق صورة سيلفي مع الامين العام وفريقه الاستشاري، فهذا الابتكار غير العلمي قد ينفع دولا فقيرة وشعوبا جائعة تحلم بتنمية «غذائية». ‬

‫بانتظار قرار رئيس الحكومة العليلة أو تعليق مركز التواصل الحكومي الخامل، إن سمحت ظروف الحكومة بالإثقال عليها بالطلب، ترشيدا للإنفاق والشفافية، إن سمحت أحلام «كويت جديدة» بذلك.‬

تعليقات

اكتب تعليقك