د.وائل الحساوي: ترسيم الحدود بين السعودية والكويت، والوضوح في النقاط الخلافية أهم بكثير من قضية توزيع الحصص بين الجارتين

زاوية الكتاب

كتب وائل الحساوي 734 مشاهدات 0



لئن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي، هذا ما ينطبق على اتفاقية ترسيم الحدود السعودية - الكويتية التي حسمت أخيراً قبل أسبوعين بناء على رغبة سمو أمير البلاد وإصراره بعد خلاف دام خمس سنوات، توقف فيه إنتاج النفط في المنطقة المقسومة الحدودية في حقلي الخفجي والوفرة، مما ضيع على كلتا الدولتين مليارات الدولارات، حيث كان إنتاج المنطقة المحايدة يعادل 500 ألف برميل يومياً!

وكانت اتفاقية العقير التي تمت عام 1960 ودخلت حيز التنفيذ عام 1966، قد قسمت المنطقة المحايدة المجاورة لأراضي كل دولة، أما اتفاقية 24 ديسمبر 2019 فقد شملت تقسيم المحايدة والمنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة، وقد أعطى الاتفاق لكل دولة سلطة الإدارة والقضاء والدفاع لكل دولة في المنطقة التي تضمها.

كما أعطى الاتفاق حقوقاً متساوية لكل دولة، بما في ذلك المنطقة المقسومة البحرية إلى مسافة ستة أميال بحرية من الشاطئ، كما منع الازدواج الضريبي وتسهيل نقل الأفراد العاملين في تطوير الثروات الطبيعية من القسمين.

لا شك أن ترسيم الحدود بين السعودية والكويت، والوضوح في النقاط الخلافية أهم بكثير من قضية توزيع الحصص بين الجارتين، فلا شك أن ما يجمع البلدين من علاقة أخوية ومصالح مشتركة أهم بكثير من قضية توزيع الإنتاج وحصص كل بلد.

بالطبع فإنه لا أحد يرضى بالظلم من طرف على الطرف الآخر، ولكن يجب الحرص أولاً على حسن الجوار والتفاهم المشترك ونبذ الخلاف بين الأطراف، فالخير الذي أودعه الله في أراضينا أكبر بكثير من حاجتنا، ويكفينا لمئات السنين.

مسرحيات إيران المفضوحة!
جرّب النظام الإيراني إنشاء ميليشيات مسلحة داخل لبنان وشجعها في التمرد على الشرعية، إلى أن جعل من حزب الله الإيراني القوة المهيمنة على الأمور وخاض الحزب حروباً وهمية - في أغلبها - ضد الولايات المتحدة، لكسب الشعبية والانتشار!
بعدها كرر النظام الإيراني التجربة ذاتها في العراق، فأنشأ له عصابات متطرفة باسم الحشد الشعبي وعصائب الحق وحزب الله العراقي، وتدخلت تلك العصابات في إعاثة الفساد وقتل الشعب العراقي وإثارة الفوضى، إلى أن تدخلت الولايات المتحدة الأميركية عسكرياً، لتلقنهم درساً قاسياً وتقتل العشرات من قياداتهم!
في الأمس شاهدنا تمثيلية محاصرة السفارة الأميركية في بغداد، وحرق أبوابها ثم الانسحاب المنظم منها، ليزداد رصيد تلك العصابات، ولتستمر في الكذب على الناس، والله المستعان!

تعليقات

اكتب تعليقك