مأساة إنسانية في إدلب.. موجات نزوح ضخمة والنظام يكثف هجومه بدعم جوي روسي

عربي و دولي

الآن - وكالات 450 مشاهدات 0


تشهد مدينة إدلب مأساة إنسانية تعد الأشد منذ الحرب السورية التي راح ضحيتها آلاف الأشخاص، والتي تسببت بنزوح أكثر من ربع مليون شخص خلال الأسابيع القليلة الماضية بسبب تكثيف الهجمات عليها من قبل النظام السوري مدعوما بطائرات روسية.


العديد من السوريين قتلوا أو جرحوا ونزحوا من قراهم بسبب القصف ولكن أهالي إدلب شهدوا خمس معارك أساسية حوصرت فيها المدينة منذ 2011، وفق تقرير نشرته واشنطن بوست.


ويتعرض ريف إدلب الجنوبي منذ أسبوعين لقصف تشنه طائرات سورية وأخرى روسية، يتزامن مع تقدم لقوات النظام على الأرض في مواجهة الفصائل المقاتلة، على رأسها ما تسمى هيئة تحرير الشام، وتحديدا في محيط مدينة معرة النعمان، التي تعد ثاني أكبر مدن محافظة إدلب.


وتسببت المعارك التي تدور رحالها في المدينة بموجات نزوح ضخمة حيث اكتظت الطرق المؤدية إلى شمال المحافظة بشاحنات وسيارات محملة بالنازحين وحاجياتهم المنزلية.


وتقدر الأمم المتحدة أعداد النازحين من المنطقة بـ أكثر من 250 ألف شخص، ما ترك عدد من المناطق خالية تماما، خاصة تلك القريبة من معرة النعمان.


ويأتي النزوح الجماعي في وقت تتساقط أمطار غزيرة في المنطقة وتتسبب بفيضانات في مخيمات النازحين.


ويقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن التنقلات في "الشتاء تفاقم الوضع الضعيف" الذي يعاني منه "البعض خصوصا النساء والأطفال والمسنين". وندد أيضا بتعليق بعض المنظمات غير الحكومية مساعداتها جراء المعارك.


وفي 20 من ديسمبر، استخدمت روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن ضد مشروع قرار لتمديد الترخيص الممنوح للأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى أربعة ملايين سوري بينهم سكان إدلب.


وتؤوي محافظة إدلب ومناطق محاذية لها في محافظات مجاورة نحو ثلاثة ملايين نسمة نصفهم من النازحين من مناطق أخرى.


وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب وتنشط فيها أيضا فصائل إسلامية ومعارضة أقل نفوذا.


ومنذ سيطرة الفصائل المتشددة والمقاتلة على كامل المحافظة في العام 2015، تصعد قوات النظام بدعم روسي قصفها للمحافظة أو تشن هجمات برية تحقق فيها تقدما وتنتهي عادة بالتوصل إلى اتفاقات هدنة ترعاها روسيا وتركيا.


وسيطرت قوات النظام خلال هجوم استمر أربعة أشهر وانتهى بهدنة في نهاية أغسطس على مناطق واسعة في ريف المحافظة الجنوبي، أبرزها بلدة خان شيخون الواقعة على الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.


ويتركز التصعيد العسكري اليوم على مدينة معرة النعمان ومحيطها شمال خان شيخون، والواقعة أيضا على هذا الطريق الاستراتيجي، وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس.


وحققت قوات النظام تقدما ملحوظا خلال الأيام الماضية بسيطرتها على عشرات القرى والبلدات في الريف الجنوبي، كما حاصرت نقطة مراقبة تركية شرق معرة النعمان.


وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة باستمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام من جهة وهيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى من جهة ثانية شرق معرة النعمان، تزامنا مع قصف مدفعي يستهدف قرى وبلدات في محيط المدينة


ويتوجه الفارون بشكل أساسي إلى مدن أبعد شمالا مثل إدلب وأريحا وسراقب أو إلى مخيمات النازحين المكتظة بمحاذاة الحدود مع تركيا، ومنهم من يذهب إلى مناطق سيطرة الفصائل الموالية لأنقرة شمال حلب.


وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن بعض النازحين ممن فروا إلى منطقة سراقب شمالا اضطروا إلى النزوح مرة أخرى تفاديا للتصعيد الذي قد يطاولها أيضاً.


وأشار متحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية هو ديفيد سوانسون الجمعة إلى أن أكثر من 80 في المئة من الذين فروا من جنوب محافظة إدلب في ديسمبر هم نساء وأطفال، وفق فرانس برس.


وأسفر الهجوم السوري الروسي خلال أربعة أشهر عن مقتل نحو 1000 مدني، وفق المرصد السوري، كما وثقت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 400 ألف شخص خلال تلك الفترة إلى مناطق أكثر أمنا في المحافظة، وتحديدا قرب الحدود التركية.


والثلاثاء، أعلنت أنقرة إجراء محادثات مع روسيا في محاولة للتوصل الى وقف جديد لإطلاق النار في محافظة إدلب، داعية إلى وقف القصف فورا.


وأثار تكثيف الهجوم على إدلب موجة تنديد.


فقد دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس النظام السوري وحليفتيه روسيا وإيران إلى وقف "المجزرة" بحق المدنيين في إدلب.


وفي وقت سابق، طالبت فرنسا بـ "خفض تصعيد فوري" متهمة دمشق وحليفتيها بـ "مفاقمة الأزمة الإنسانية".

تعليقات

اكتب تعليقك