محمد المطر عن مغالطات عبدالله النفيسي بحق الرئيس محمد مرسي: لماذا تشوه صورته رغم أنه حقق انجازات في ظل ظروف صعبة جداً قاد العسكر فيها حربًا عليه ؟

زاوية الكتاب

كتب الآن 990 مشاهدات 0


كتبت منذ فترة بسيطة عن الفاضل د. عبدالله النفيسي أثني عليه لعلمه وقامته التاريخية، ومدى تأثيره واستفادة الناس من تحليلات وكتاباته، وبينت وجوب التعامل المتوازن معه ومع غيره، دون غرام في حبه، أو فجور في خصومته، وما زلت على هذا الرأي بفضل من الله من قبل ومن بعد، وقد تابعت حلقاته التي تحدث بها عن جماعة الإخوان المسلمين في الكويت أو مصر، فقد وجه لها مجموعة انتقادات، فأنا وغيري من شباب الحركة الإسلامية نقبل بعضها وننتقد بعضها الآخر وهكذا هو النقد البشري، وأظن الفاضل (أبومهند) من أرسى دعائم النقد والنقد الذاتي لن يمانع بإذن الله من نقدي لبعض ما أطرحه.

تحدث الفاضل د. النفيسي عن الرئيس السابق محمد مرسي رحمه الله وعن تجربة رئاسة الإخوان المسلمين، وبعيداً عن قرار خوض الرئاسة الذي نتفق أو نختلف عليه، إلا أن ما يهمني حقيقة الصورة السلبية والظالمة برأيي التي رسم بها د. النفيسي الرئيس مرسي رحمه الله، بوصفه بالبساطة والجهل السياسي، وعدم وجود رصيد سياسي له أو تنظيمي مع الإخوان، وعدم مواكبة التطورات والبيئة، وفي ذلك عندي عدة ردود:

١- تكلم النفيسي في مغالطة عن مرسي رحمه الله بأنه متخصص بالجيلوجيا ولا يفقه بالسياسة، والسؤال ماهي علاقة التخصص بالجيلوجيا مع عدم فهم السياسة! فأين التلازم بينهما!، فهل يعتقد الدكتور النفيسي أن السياسي يجب أن يكون متخصصاً بالعلوم السياسية!، فهذا غير ممكن ومن النادر أن نرى رئيساً متخصصاً من الناحية الأكاديمية، إلا إذا كان للنفيسي مقصد آخر.

٢- تاريخه السياسي:
أ- عمل عضوًا بالقسم السياسي بالجماعة منذ نشأته عام 1992‪

ب- و ترشح لانتخابات مجلس الشعب 1995، وانتخابات 2000 ونجح فيها وانتخب عضوًا بمجلس الشعب المصري عن جماعة الإخوان وشغل موقع المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان.

ج-وفي انتخابات مجلس الشعب 2005 حصل على أعلى الأصوات وبفارق كبير عن أقرب منافسه، ولكن تم إجراء جولة إعادة أعلن بعدها فوز منافسه، كان من أنشط أعضاء مجلس الشعب وصاحب أشهر استجواب في مجلس الشعب عن حادثة قطار الصعيد، وأدان الحكومة وخرجت الصحف الحكومية في اليوم التالي تشيد باستجوابه.

د. وقد اختير د. مرسي عضوًا بلجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية، كما اختير عضوًا بالمؤتمر الدولي للأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية، وهو عضو مؤسس باللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني، شارك في تأسيس الجبهة الوطنية للتغيير مع د. عزيز صدقي عام 2004؛ كما شارك في تأسيس التحالف الديمقراطي من أجل مصر والذي ضم 40 حزبًا وتيارًا سياسيًا 2011.

ه- انتخبه مجلس شورى الإخوان في 30 أبريل 2011 رئيسًا لحزب الحرية والعدالة الذي أنشأته الجماعة بجانب انتخاب عصام العريان نائبًا له ومحمد سعد الكتاتني أمينًا عامًّا للحزب.

٣- كان الرئيس منفتحاً على الآخر متفهماً للحالة والبيئة في بلده، لذلك جعل بعض الشخصيات من مختلف الأحزاب والتوجهات في مكتبه وبين الوزراء، وعرض على حمدين صباحي (القومي العربي) وكان خصماً منافساً له منصب نائب الرئيس ولكنه رفض بشهادته، تواصل مع الأقباط والقوى المختلفة حتى ذهب إلى الفنانين وغيرهم من الجهات، فلم يكن حزبياً في رئاسته كما يصفه خصومه بل تساهل مع بعضهم.

٤- ذهب إلى دول الخليج مبيناً حرصه عليهم وتعاون معهم وقال لهم (أمن الخليج خط أحمر)، وذهب إلى إيران مترضياً على الصحابة لأول مرة عندهم من مسؤول، كما توازن بعدم اهمالهم في التواصل كدولة مهمة بالمنطقة، دافع عن سوريا وغزة وكثير من قضايا المسلمين، وغيرها من المواقف.

٥ - من إنجازات الرئيس رحمه الله شملت تطورات كبيرة وملموسة على المستوى الاقتصادي والكهرباء والدخل والغذاء وغيرها، خلال عام واحد فقط مع كل العوائق والكيد الداخلي والخارجي. راجع تقرير إنجازات الرئيس في مجلة المجتمع:https://mugtama.com/reports/item/88844-2019-07-06-11-53-39.html

٦- إذا افترضنا أن الإخوان المسلمين والرئيس مرسي لم يوفقوا في قرار انتخابات الرئاسة فما هو مصير كل من قرر منافسة العسكر (ابوالفتوح، عنان، صباحي، عمرو موسى) الخ، فالواقع اثبت ان من عارض النظام العسكري تمت محاربته، فيعني أن مصير كل معارض للعسكر هو سوء المصير فلا يقف الأمر على الإخوان وحدهم فكل بديل عن العسكر فهذا مصيره.

٦- الرئيس تعامل مع الواقع الموجود فالنظام العسكري مسيطر بسبب حكم ٥٠ سنة سواء من خلال السيسي أو غيره فما هو البديل عن السيسي؟!

٧- قارن النفيسي بين تجربة تونس ومصر، والغريب انه كان يذم تجربة تونس ايضاَ مع برنامج المديفر! ، ولكن لا أعلم لماذا تغير الآن فيثني على تونس ويذم مصر! ، فهل كان يثني على تونس لضرب مصر!؟، فالإخوان المسلمون تعاملوا مع العسكر ببداية الثورة ولم يصادموهم كما فعلت حركة النهضة في تونس بل مشى مورو وراء جنازة السبسي وهو من رجالات النظام القديم فما هو الفرق!؟

٨- الدكتور النفيسي انزعج من عدم مقاومة رجال الأمن في ديوانية القطامي لشخص أراد وقف ندوة، ولم يؤيد مقاومة شعب للانقلاب الذي حدث في مصر، وكثيراً ما يصف الشعوب الأوروبية بالحرة لأنها تقاوم فما هو الفرق!

٩- يطرح النفيسي عن قيادات الإخوان بأنها بعيدة عن الواقع بسبب الملاحقات والسجون، والسؤال ماهو المانع أن يعمل المسجون لاحقاَ في السياسة!، فهذا مانديلا كان مسجوناَ وأوردغان كان كذلك وغيرهم، فما هي الحجة بالضبط!

١٠- لم يتطرق الدكتور النفيسي عن الدور السلبي الذي قامت به كثير من الدول العربية والخليجية في دورها ضد الربيع العربي وحكم الرئيس مرسي، فدورها مهم لفهم السياق التاريخي.

لم أكن أنوي الرد حقيقة ولاعتبارات كثيرة، ولكن لم احب أن يتم تشويه صورة الشهيد الرئيس محمد مرسي بهذه الطريقة من التصغير، واحب ان أؤكد أنني لا أقدس الرئيس ولا الجماعة وقراراتها، وعندي عليها انتقادات كثيرة بعضها منشور في التويتر والمقالات، وأنا بالأساس لم أكن مقتنعاً بالنزول للرئاسة وهذا الرأي يعرفه بعض الخاصة كما تحدثت به مع اخوة من مصر بعام ٢٠١١م، وهناك نقاط أخرى سيتم الكلام حولها لاحقاً

والله المستعان

تعليقات

اكتب تعليقك