مظفر عبدالله: أتمنى على سمو رئيس مجلس الوزراء الاهتمام بمراجعة ما يتم تدريسه في كلية الشرطة بعد الحوادث المتكررة لموت محتجزين أو التعدي على مواطنين أثناء أداء الواجب المهني
زاوية الكتابكتب مظفر عبدالله ديسمبر 28, 2019, 10:40 م 1216 مشاهدات 0
ليس هناك من معنى في تسطير الكلمات المنمقة عن الروح الوطنية والتماسك الاجتماعي في خطب الافتتاحات والاحتفالات في ظل ممارسات سياسية واقتصادية تفرق الناس ولا تجمعهم.
أول العمود:
أتمنى على سمو رئيس مجلس الوزراء الاهتمام بمراجعة ما يتم تدريسه في كلية الشرطة بعد الحوادث المتكررة لموت محتجزين أو التعدي على مواطنين أثناء أداء الواجب المهني.
***
كثيراً ما نتحدث عن هويتنا الوطنية التي هي مجموعة من السمات التي نعيش من خلالها في هذا المجتمع، سمات سياسية (تشاور وديمقراطية الرأي)، واقتصادية (تكاتف ودعم)، واجتماعية (تآزر وفزعة)، وثقافية (تراث وفن).
عمر التجمع السكاني لمجتمع دولة الكويت يفوق الـ٣٠٠ عام، دارت خلاله أحداث رائعة وأخرى مأساوية، لكن في جميع الأحوال– وبفضل من الله عز وجل وتكاتف سكانها– كانت تنجو من عوامل البغض المحيطة بها.
أكتب هذه الكلمات المتواضعة استناداً لما يحدث بيننا اليوم في هذا المجتمع القلق، وتحديداً من سلوكيات تحاول بكل جهالة العبث في حقائق المجتمع الكويتي المهاجر، الهجين، المنفتح.
ما يجري اليوم ومنذ سنوات قليلة من جَر لمسألة الجنسية في وحل الفساد والبغض الاجتماعي يجب إيقافة بالسرعة الممكنة، لأن تزوير هذه الوثيقة، أو تصنيف المواطنين بموجبها، أو منحها بطرق غير قانونية له تأثير كبير على ما نحرص على تثبيته من هوية وطنية.
عدم تفعيل قانون الوحدة الوطنية تجاه المهاترات التصنيفية للبشر له تأثير سيئ على التماسك الاجتماعي، وعلى الحكومة دور كبير في وقف مثل هذه الممارسات لأنها المسؤولة عن أمننا الاجتماعي.
تنقيح مناهج وزارة التربية من بعض المواد التدريسية التي تصنف الناس على أساس مذهبي وديني لها فعل هادم في ذهن الأطفال والناشئة، ويجب إعادة النظر فيما يتم شحنهم فيه في مراحل الدراسة المبكرة.
التهاون في قضايا الفساد وعدم ردع مرتكبيها بالقانون يؤسس منذ عقود من الزمان حالة من الاستهتار لدى العامة من الناس، وقد طال ذلك أداؤهم في مكاتب الوظيفة العامة من خلال انتشار ظاهرتي التزوير والاختلاس.
ليس هناك من معنى في تسطير الكلمات المنمقة عن الروح الوطنية والتماسك الاجتماعي في خطب الافتتاحات والاحتفالات في ظل ممارسات سياسية واقتصادية تفرق الناس ولا تجمعهم.
الكويت كدولة ومجتمع، دائماً في خطر بسبب موقعها الجغرافي، وبسبب آخر في أيدينا، وهو «نحن في الداخل»، وكيف نعيش مع بعضنا، وشكل علاقتنا بالجهاز الإداري الرسمي، فأن يأتي خطر من الخارج فذلك مفهوم، لكن أن نتقاتل نحن في الداخل فهذا هو الهلاك.
تعليقات