ابن شاه إيران: الحل الوحيد تغيير النظام الإيراني

عربي و دولي

الآن - وكالات 520 مشاهدات 0


شهدت إيران منتصف الشهر الماضي (نوفمبر) احتجاجات حاشدة عمت معظم البلاد، إلا أن السلطات الإيرانية قمعتها بالعنف والقتل، بحسب ما أفادت مجلة نيوزويك الأميركية.


وتعليقاً على تلك الأحداث القمعية، قال ابن شاه إيران السابق، رضا بهلوي في مقابلة مطولة مع المجلة من واشنطن حيث يعيش، إن الاضطرابات دلت على غضب واسع النطاق ضد الحكومة في طهران، وأكدت أن الحل الوحيد هو الديمقراطية العلمانية.


وأضاف أن "التغيير هو المطلب الجوهري، فالاحتجاجات التي انطلقت الشهر الماضي كانت برغبة شعبية واسعة لاستبدال هذا النظام.


إلى ذلك، استدرك قائلاً: "لربما كانت زيادة نسبة 200% في أسعار الوقود هي السبب المباشر، لكنها لا تعكس جوهر أو تطلعات ما تصبو إليه الاحتجاجات. فتلك الاحتجاجات تعبر عن رغبة في إنهاء 40 عامًا من الاضطهاد في إيران".


وتابع "كل ما يجب على المرء فعله لفهم هذه الحقيقة هو الإصغاء لمطالب المواطنين الإيرانيين في الشوارع"، مضيفاً أن المحتجين لم يهتفوا للمطالبة بإصلاحات أو خفض أسعار الوقود، بل هتفوا "لا نريد الجمهورية الإسلامية" و"ارحل خامنئي".


إلى ذلك، أكد أن الشعب الإيراني أدرك منذ 40 عاما أن الأولويات الوحيدة للنظام هي حماية وتوسيع سلطته وسيطرته، والإثراء على حساب الشعب. ولا شك أن ارتكاب هذه المذابح خلال التظاهرات ليست بالأمر المفاجئ". 


ورأى أن "الرسالة التي يوصي أبناء الشعب الإيراني بإرسالها إلى العالم هي "نحن نستحق أفضل من هذا. لماذا تتخلون عنا؟".


جيل الشباب وتغيير النظام

أما عن رؤيته للكيان البديل الذي يمكن أن يحل محل النظام الحالي في إيران، فقال بهلوي: منذ 4 عقود دأبت باستمرار على الدعوة إلى إقامة نظام علماني ديمقراطي في إيران، ولم أقم بذلك فقط لأنه أفضل طريقة لضمان حقوق الإنسان ورفاه وسعادة الإيرانيين لكن لأنني أشعر أن هذه هي رغبة الأغلبية الساحقة من الشعب الإيراني.


كما اعتبر أن "جيل اليوم من الشباب الإيراني يدرك أكثر من أي وقت مضى، ما تعيشه الدول الأخرى في ظل مجتمعاتها الحرة، لذا يرغبون في الحصول على نفس الفرص وتقرير المصير".


وحول ما إذا كان يرغب في العودة إلى الوطن والمشاركة في عملية سياسية لإنشاء نظام حكم جديد، أجاب بهلوي أنه يرى أن دوره كمدافع عن حقوق الشعب الإيراني أهم في الوقت الحالي. كما أكد أنه لا يساوره أي طموح لتولي سلطة سياسية في إيران في المستقبل.


ممارسات عدائية

وفيما يتعلق بتقييمه لاستراتيجية "الضغوط القصوى" الأميركية الحالية على النظام الإيراني، قال بهلوي إنه من المؤسف للشعب الإيراني أن النظام الحالي، من خلال سلوكه الشنيع والمزعزع للاستقرار والعدائي إقليميا وعالميا، أثار غضب الكثير من جيرانه ودول العالم الحر على إيران، وأدى إلى فرض عقوبات قاسية تحد من موارد النظام، لكن الشعب الإيراني يتفهم هذا الوضع، فالإيرانيون يدركون أنهم أولاً وقبل كل شيء تحت أقصى ضغط اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا بسبب سلوك النظام الإسلامي نفسه.


الاتفاق النووي

وفي ما خص قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران، أشار بهلوي إلى أنه لا يتدخل في كيفية إدارة الأميركيين لسياسات بلادهم، وإنما ينصب تركيزه على إيران ومستقبلها.

إلا أنه اعتبر أن أي اتفاق أو تفاوض مع هذا النظام يعد تجاهلا لمطالب الشعب الإيراني، وبالتالي غير شرعي.


وأردف بهلوي موضحاً "كل من لا يزال لديه تطلعات بالتوصل إلى حل عن طريق التفاوض مع مثل هذا النظام، لا يلامس تطلعات الشعب الإيراني".


وحول جدوى المعاناة التي يتعرض لها الشعب الإيراني بسبب نهج ترمب الحاسم لكبح جماح النظام الإيراني، قال: إن التجربة الواقعية أثبتت أن الاحتواء والاسترضاء غير مجدٍ.


وفي حين كرر التعبير عن قناعته بأن الشعب الإيراني يتفهم ويثمن الموقف الأميركي الذي يهدف إلى منع النظام من استخدام الموارد لتمويل عمليات القمع في الداخل والخارج، أوضح في الوقت عينه أن العامل الحاسم في مستقبل إيران سيكون الشعب الإيراني وليس السياسات الخارجية.


إلى ذلك، تساءل بلهوي: "ألم يحن الوقت، بعد انقضاء 40 سنة من المحاولات الفاشلة لإرضاء هذا النظام غير القابل للإصلاح، لاتباع استراتيجية مختلفة؟".


كما رأى أنه يجب التخلي عن محاولات إشراك النظام الإيراني في أي حل، موضحاً أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ارتكبت هذا الخطأ الذي أدى إلى نتيجة كارثية للشعب الإيراني وللمنطقة ككل.

تعليقات

اكتب تعليقك