رائدة فضاء أمريكية من أصل عراقي تنشر صورة لبغداد.. والقيادة المركزية الأمريكية تعيد تغريد الصورة

منوعات

الآن - وكالات 581 مشاهدات 0


تناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة للعاصمة بغداد ملتقطة من المحطة الفضائية الدولية، التقطتها رائدة الفضاء الأمريكية جيسيكا مير من المحطة الفضائية الدولية مسقط رأس والدها وهو عراقي من الطائفة اليهودية.


وكتبت جيسيكا عبارة مع الصور "تصبحين على خير يا بغداد".


فلم تجد رائدة الفضاء الأميركية وسيلة سوى نشر صورة للعاصمة العراقية بغداد من الفضاء، كي تعرب عن محبتها ربما لتلك المدينة، التي انطلقت منها رحلة والدها على ما يبدوا.


فما كان من القيادة المركزية الأميركية إلا أن أعادت الجمعة تغريد الصورة وتعليق جيسيكا عليها مترجما باللغة العربية.

 

وحظيت صورة بغداد ليلاً بآلاف الإعجابات على تويتر، لا سيما وأن العاصمة التي تبدوا هادئة في الصورة تعيش منذ الأول من أكتوبر الماضي، تظاهرات حاشدة، تخللتها أعمال عنف، فضلاً عن عمليات اعتقال وخطف طالت ناشطين وصحافيين.


ولدت مير في ولاية مين الأميركية في عام 1977 لأم سويدية عملت ممرضة، وأب عراقي يهودي عمل طبيبا.


رحلة والد مير إلى الولايات المتحدة بدأت من العراق، فقد ولد في بغداد، ثم انتقل خلال طفولته إلى إسرائيل. وبحسب تغريدة أخرى للعالمة الأميركية، فقد تلقى دراسة سنواته الأولى في الطب في بيروت.


وفي فترة لاحقة، هاجر إلى السويد حيث التقى والدتها المسيحية، ثم انتقلا للعيش معا في ولاية مين شمال شرقي الولايات المتحدة، حيث رزقا بها.


حصلت مير على إجازة في علم الأحياء من جامعة براون العريقة في ولاية رود آيلند، ثم شهادة الماجستير في دراسات علوم الفضاء من جامعة الفضاء الدولية في فرنسا، والدكتوراه في علم الأحياء البحرية من معهد سكريبس لعلوم المحيطات التابع لجامعة كاليفورنيا في سان دييغو.


عملت ما بين عامي 2000 و2003 في دعم أبحاث فيزيولوجيا الإنسان في منشأة الأبحاث الإنسانية التابعة لشركة لوكهيد مارتن المتخصصة في صناعات الدفاع والأمن والتكنولوجيا المتقدمة.


وخلال تلك الفترة شاركت في رحلات بحثية على متن طائرات وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) منخفضة الجاذبية وعملت رائدة في بيئة تحت الماء، ويطلق على هؤلاء اسم Aquanaut، لصالح مشروع "ناسا إكستريم إنفايرنمنت مِشن أوبيريشنز" (/NASA Extreme Environment Mission Operations NEEMO).


وذلك المشروع عبارة عن اختبارات ميدانية في مواقع في قعر البحر تتشابه مع بيئات الفضاء. وترسل ناسا مجموعات من رواد الفضاء والمهندسين والعلماء للعيش في أكواريوس، وهي محطة الأبحاث البحرية الوحيدة في العالم، لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع.

وفي يونيو 2013، اختارت ناسا فريقا جديدا من رواد الفضاء يتكون من ثمانية أفراد بينهم مير، التي كانت في الـ35 من عمرها وتعمل مساعدة أستاذ تخدير في كلية الطب بجامعة هارفرد. ووقع الاختيار على هؤلاء من بين أكثر من 6100 مرشح.


وكشفت ناسا حينها أن رواد الفضاء الجدد سيتقاضون ما بين 64 ألف دولار و141 ألف دولار سنويا.


وقال مدير ناسا آنذاك، تشارلز بولدن، إن رواد الفضاء هؤلاء سيكونون جزءا من الفريق الذي يضع الأساس لبعثات ناسا إلى كويكب في عشرينيات القرن الجاري، وإلى المريخ في ثلاثينياته. وأضاف "ستكون هذه الفئة الجديدة من بين أولئك الذين لديهم الفرصة لتخطيط وتنفيذ هذه المهام المثيرة".


وتعمل مير حاليا في محطة الفضاء الدولية في أول رحلة لها إلى الفضاء، ضمن مهمة البعثة 61 و62.


وفي 18 أكتوبر، صنعت مع زميلتها كريستينا كوتش، التاريخ عندما خرجتا من محطة الفضاء الدولية في أول سير نسائي بالكامل في الفضاء.


وكانت تلك أول مرة تقوم فيها مير بالسير في الفضاء، وأصبحت الشخص رقم 228 في العالم والمرأة الـ15 الذين أنجزوا ذلك. أما كوتش فكانت تلك رابع مرة تقوم فيها برحلة سير من هذا القبيل.


وأعلنت ناسا في مقطع مصور حي للعملية أن مير وكتش خرجتا بالملابس البيضاء من المحطة الواقعة على ارتفاع 408 كيلومترات فوق الأرض، لاستبدال وحدة طاقة معطوبة مصممة للمساعدة في تكييف الطاقة المخزنة من الألواح الشمسية للمحطة.


واستمرت العملية نحو خمس ساعات، وتمت بعد محاولة أولى لأول سير نسائي بالكامل في الفضاء في مارس، تاجلت لعدم توفر بدلات فضائية نسائية ذات مقاس مناسب للرائدات.


وبعد المهمة التاريخية الناجحة، تحدثت مير وزميلتها من محطة الفضاء. وقالت مير بكل تواضع "بالنسبة لنا، هذا السير في الفضاء جزء من عملنا. فقد كنا الطاقم الذي طلب منه القيام بهذه المهمة".


وتابعت "في الوقت ذاته، نعترف بأن هذا إنجاز تاريخي، ونريد بالطبع منح امتناننا لجميع أولئك الذين سبقونا. فقد كان هناك العديد من العالمات والمستكشفات والمهندسات ورائدات الفضاء، ونحن تتبعنا خطواتهن إلى أن وصلنا إلى موقعنا اليوم".


ووجهت التحية لبغداد، في تعليق أرفقته بصورة للمدينة من الفضاء، وكتبت "رحلة والدي بدأت هنا من بغداد، مكان ولادته ووطن عائلتنا لسنوات عديدة، تصبحين على خير يا بغداد".


يذكر أن أكثر من 500 شهيد سقطوا في العراق بحسب إحصاءات غير رسمية، منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في بغداد منذ أكثر من شهرين، لتمتد إلى محافظات الجنوب، مطالبة برحيل الطبقة السياسية الحاكمة، وتشكيل حكومة تنهي الفساد والمحاصصة.

تعليقات

اكتب تعليقك