خالد الطراح: قمع الحريات وزيادة جرعات الضغط على الشباب ضمن عالم إعلامي جديد يؤديان إلى المزيد من الانعزال والغضب

زاوية الكتاب

كتب خالد الطراح 814 مشاهدات 0


بلغت بنا الحال إلى وضع يزداد تناقضا مفزعا مع حركة عقارب الساعة، فقد بلغنا حالا اختلطت فيها المفاهيم التي عرفناها تاريخيا بعد أن حلت على الساحة السياسية ظواهر شديدة الغرابة بقيادة متنفذين، وبعض نواب حكومة الظل في مجلس الأمة وأبواق موالية لكل الأطراف، بمباركة بعض الأطراف الحكومية وغيرها ضمن لعبة عبثية من الطارئين على العمل السياسي. 

نشهد اليوم كشعب على ممارسات شاذة لحفنة نيابية، شاءت الأقدار أن يكون لهم صوت في الشارع الكويتي، مع بروز مطبلين لهم في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، فحين تغيب الحكمة تسود الفوضى! 

أصحاب الصوت العالي هم الأضعف في خوض الجدال والدفاع عن مواقف تغلب عليها الهستيريا، لأنهم يتحركون بريموت كنترول تحقيقا لمصالح أطراف أخرى، حتى تكون المصلحة العامة في آخر قائمة الأولويات!

 في ظروف تاريخية، دخلت شعوب ضحايا لنظرية «دوامة الصمت» Spiral of Silence التي نشرتها الباحثة الألمانية في العلوم السياسية والإعلام الجماهيري إليزابيث نويل – نيومان Elisabeth Noelle –Neuman ضمن كتاب تمت ترجمته إلى 11 لغة من اللغة الألمانية. النظرية تناولت الخوف من العزلة الاجتماعية والتعبير عن الذات، بسبب ضغوط مفتعلة وظروف سياسية مصاحبة أو مهيمنة على الوضع العام السائد، خصوصاً العوامل المؤثرة في صياغة الرأي العام وما أكثرها. 

جاءت الصدمات الواحدة تلو الأخرى من مصادر مختلفة، فما أكثر الموالين للقرارات الحكومية حتى لو كانت مقيدة للحريات! لذا يلوذ، مرغما، بالصمت في بعض الدول من هو محبط حكوميا وبرلمانيا، فالخيارات محدودة للغاية إن لم تكن معدومة نهائيا، فالتشكيك بالولاء للوطن من الأدوات الإقصائية التي يمكن بسهولة اللجوء إليها أو انتزاع حتى الولاء والانتماء للوطن، خصوصاً لدى شريحة الشباب الذين اختارهم المنفى ولم يختاروه. 

الشعوب الحرة لا يمكن لها أن تعيش بمعزل عن مجتمع متفاعل مع التطورات السياسية وأي محاولة لتهميش أو طمس الحقيقة عادة ما تواجه بعدم القبول، خصوصاً لدى شريحة الشباب المفعم بالحماس والوطنية والعطاء، بينما مثل هذه المفاهيم باتت من المحظورات الاجتماعية والسياسية!   

لكل فئة عمرية أسلوب في التعبير حديثا ورسما وكتابة وفنا، وهو ما ينبغي على بعض الأنظمة، لا سيما التي تحتضن الديموقراطية، أن تتبنى هذه الأصوات الشابة تفاديا لتوسع «دائرة الصمت» التي قد تقود يوما إلى انفجار سياسي واجتماعي. 

قمع الحريات وزيادة جرعات الضغط على الشباب ضمن عالم إعلامي جديد يؤديان إلى المزيد من الانعزال والغضب، بينما الصواب هو في استيعاب التدفق الفكري لشريحة شابة تحنو إلى التعبير ضمن فضاء إلكتروني واسع لا تمكن السيطرة عليه بقوانين تقييد الحريات، وإنما بحكمة تعزيز الانتماء ومنح الأمان حتى في حال جنوح البعض للتفكير أو التعبير بلغة مختلفة أو غير مقبولة عند البعض الآخر. ليس من الصواب تكميم الأفواه وشل حركة التعبير، بل الأفضل هو العكس.

 *** 

لم أعلم أنه يجوز لجمعية تعاونية اشتراط المساومة بتجديد عقد الإيجار لفرع بنك محلي بمساهمة 70 ألف د.ك!

 ربما لأن السبب في تحول المنطقة إلى مدينة  بقرار «المختار» أي «رئيس المدينة» بحسب المسمى الجديد، وهو انفصال عن جغرافيا الدولة!


تعليقات

اكتب تعليقك