مبارك الدويلة: النفيسي و«الإخوان» (2 - 2)
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة ديسمبر 9, 2019, 11:35 م 1345 مشاهدات 0
كتبنا بالأمس تعليقاً على وصف د. عبدالله النفيسي في برنامج الصندوق الأسود لقيادة جماعة الإخوان المسلمين في الكويت بأنهم بسطاء ولا يعون من واقعهم السياسي شيئاً! وبيّنا كيف أن هؤلاء البسطاء قادوا التيار إلى أن أصبح أكبر قوة سياسية واجتماعية مؤثرة في الكويت، حيث سيطر المنتمون إليه على معظم مجالس إدارات الجمعيات التعاونية، كما هيمنوا على جمعية المعلمين عقوداً من الزمن، وهاهم للعام الأربعين يديرون اتحاد طلبة الجامعة ولم يتركوا لمنافسيهم إلا المسرح والغناء والكرة. اليوم سأعلّق على سبب خروجه من الجماعة، لكن لا بد من القول إن فترة التزام الدكتور النفيسي بالجماعة كانت محدودة ولم تدم طويلاً، وأنا شخصياً لم أعرفه إلا في النصف الأول من الثمانينيات بعد عودته من السعودية. يذكر في مقابلته أن سبب خروجه كان اعتراضاً على إصدار بيان يندد بالتفجيرات التي تعرضت لها بعض المرافق في الكويت بفعل حزب الدعوة العراقي! وأنه كان يرى ضرورة وجود ثمن تقدمه الحكومة للجماعة كي تصدر مثل هذا البيان (!) الأمر الذي رفضته الجماعة بحجة أن هذا موقف وطني، مما اضطره إلى الخروج، ثم يعلّق بقوله: فسقطوا سقوطاً مريعاً، وكانوا يتعاونون مع السلطة! ولا أدري كيف كان السقوط ومتى؟! فالمعروف أنه خرج عام 1987، ويشهد التاريخ أن التيار كان يسلك مسلك المعارضة السياسية، حيث شارك في استجواب وزير العدل (مجلس 1985)، والتزم بخط المعارضة بعد حل مجلس الأمة، وكان ممثلوه عناصر أساسية في تنظيم دواوين الاثنين في نهاية الثمانينيات، وعارضوا إنشاء المجلس الوطني، فكيف يتقوّل النفيسي على الجماعة بأنها سقطت سقوطاً مريعاً بعد خروجه؟! لقد كان الدكتور عضواً في اللجنة السياسية للجماعة، ثم حدث ذات يوم أن تسرب خبر من داخل اللجنة، مما حدا بالقيادة إلى تشكيل لجنة للتحقيق في مصدر التسريب، مما أزعج الدكتور النفيسي وعدداً من الأعضاء الذين اعترضوا على هذا الإجراء وخرجوا من الجماعة! هذا هو السبب الرئيسي لخروجه وليس كما قال، ولعل الذاكرة خانته! مغالطاته ذكر في المقابلة أنه طلب من الجماعة في الكويت الانفصال عن التنظيم في مصر، وهذا لم يحدث طوال وجوده معنا، فكيف وهو خارج الصف؟ ويقول بعد ذلك إنه طالب بحل الجماعة في الكويت، وأقول له إن الجماعة بعد رفض نصيحتك أصبحت أكبر فصيل سياسي ودعوي في الكويت بفضل الله، ثم يقول إنه صدر تعميم من الإخوان في مصر يطالب بعدم قراءة أحد كتبه، لكنه يرجع ويقول إن كتابه هذا يتم تدريسه من قبل أساتذة الجامعة المنتمين إلى «الإخوان»! ومع شدة انتقاده للجماعة ومنهجها ورؤيتها إلا أنه يثني على قادة الجماعة الذين شاركوه كتابة مقالات في رسالة «الحركة الإسلامية رؤية من الداخل»، لدرجة أن مقدم البرنامج لم يخفِ استغرابه من هذه التناقضات! يتحدث الدكتور كثيراً عن عيوب الجماعة وأنها تعيش واقعاً مريضاً، وعندما تنظر إلى فترة انتمائه إلى «الإخوان» تستغرب كيف سمح لنفسه بانتقاد هذا التاريخ العريق من العمل المؤسسي وهو لم يتعايش معهم إلا فترة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة من السنوات! اتهم النفيسي الجماعة بأنها لا تؤمن بالرأي الآخر ولا تعرف كيف تتعايش معه! وليته جاء بدليل على ذلك بدلاً من كيل التهم جزافاً. يتهم العمل الخيري الكويتي بالتحيز لـ«الإخوان»! ويقول «أنا شايف بعيوني» أن من يدعم التنظيم يحصل على الدعم! ولا أقول إلا «لا حول ولا قوة إلا بالله»، ليته ترك تشويه العمل الخيري لخصوم التيار الإسلامي، ألا يكفيك يا دكتور شهادة البنك المركزي الكويتي وشهادة وزارة الشؤون لهذا العمل الجبار؟! ألم تقرأ تقارير وزارة الخزانة الأميركية عنه؟! هلا تركت إخوانك في حالهم يتفرغون لخصومهم بدلاً من التفرغ للرد عليك؟!
تعليقات