شاب إيراني يهدد عرش رئيس وزراء بريطانيا في دائرته الانتخابية

عربي و دولي

الآن - وكالات 741 مشاهدات 0


‫لم يكن علي ميلاني يتحدّث الإنكليزية عندما وصل إلى بريطانيا من إيران في سن الخامسة. وبعد عشرين عامًا، أصبح يشكّل أكبر تهديد لرئيس الوزراء بوريس جونسون في انتخابات الأسبوع الجاري.‬

‫ويحاول المرشح (25 عامًا) عن حزب العمال المعارض مواجهة رئيس الوزراء في دائرته الانتخابية في أوكسبريدج وساوث رويسلب غرب لندن.‬

‫وعادة ما يُمنح المرشحون السياسيون الشباب فرصة لاكتساب الخبرة في الأماكن حيث تكون فرصهم بالفوز ضئيلة للغاية. لكن ميلاني لم يختر خوض المنافسة من باب أداء الواجب فحسب.‬

‫ويحظى زعيم الحزب المحافظ جونسون بغالبية 5034 صوتا فقط، ما يجعل هذه الدائرة الانتخابية من المقاعد المتأرجحة الأساسية.‬

‫ولم يحصل رئيس وزراء في منصبه على غالبية ضئيلة لهذه الدرجة منذ العام 1924.‬

‫وتعد الهزيمة أمراً لا يمكن لجونسون تصوره.‬

‫ويدرك ميلاني الذي يقدّم نفسه على أنه "المرشح المحلي" ذلك. وخاض حملته الانتخابية بلا كلل لانتزاع أكبر قدر ممكن من الأصوات من خصمه.‬

‫وقلة هم المرشحون في هذه الانتخابات الغاية في الأهمية الذين يمكنهم أن يكونوا على وجهي نقيض كما هو حال أبرز المرشحَين في أوكسبريدج وساوث روسليب.‬

‫وإضافة إلى كونه شاب ومولود في إيران، نشأ ميلاني مع والدة عزباء في مسكن اجتماعي قرب ملعب ويمبلي في شمال غرب لندن.‬

‫أما جونسون، الذي يكبره بثلاثين عامًا، فكان رئيس بلدية لندن ووزير خارجية تلقى دروسه في "إيتون" العريقة وتعلّم اليونانية واللاتينية في جامعة "أوكسفورد".‬

‫وبحسب شقيقته، كان جونسون الذي يتمتع بالكاريزما وبشخصية إنكليزية تقليدية يطمح في طفولته بأن يصبح "ملك العالم".‬

‫وفي المقابل، تخرّج ميلاني من جامعة "برونيل" الحديثة في أوكسبريدج وهو مسلم يمارس تعاليم دينه وكان شخصية بارزة في الاتحاد الوطني للطلاب.‬

‫وبينما تجري الانتخابات الخميس على وقع بريكست، إلا أن الشؤون الداخلية لا تزال في الواجهة. ولوحظ غياب جونسون عن هذه الدائرة.‬

‫وقال مايكل فريتاس (42 عامًا) الذي يعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات "لطالما كانت المنطقة تصوت للمحافظين لكن الناس غير راضين عن المستشفى المحلي".‬

‫وأضاف متحدثًا في أوكسبريدج الواقعة على بعد نحو 30 كلم من وسط لندن أن "وضع الشباب غير جيد".‬


‫وبدا فريتاس، الذي قال إنه محتار بين ميلاني ومرشح الحزب الليبرالي الديموقراطي، منزعجا لعدم حضور جونسون إلى أوكسبريدج.‬

‫وقال "من الواضح أنه أهمل المجتمع المحلي".‬

‫وأكد ميلاني في مقال نشرته "ذي غارديان" الشهر الماضي "على الورق، لا يعد قلب غالبية بخمسة آلاف صوت لرئيس الوزراء الحالي تحديًا سهلاً".‬

‫وأضاف "لكن موجة الآراء تنقلب ضد جونسون، الذي رأى أن دوائره الانتخابية تعرقله وتعامل معها بازدراء".‬

‫وذكر ميلاني أنه شهد دعوات "لتصويت تكتيكي ضد جونسون" (عندما يتم التصويت لمرشح ما بهدف تجنب نتيجة معينة) وتعبئة غير مسبوقة للطلبة والشباب، الذين حضهم على التسجيل للتصويت وإيصال أصواتهم.‬

‫وكتب "أعتقد حقا أننا على حافة نصر تاريخي".‬

‫ويبدو أن حتى مركز أبحاث يميني يدعم نظريته. ففي نيسان/أبريل، رأى مركز "أونوارد" أن المحافظين "بخطر" في أوكسبريدج وساوث روسليب بسبب تركيبتها السكانية من الشباب.‬

‫وقالت الممثلة والكاتبة الثلاثينية كاثرينا نوكس إن ميلاني يتمتع بـ"اللمسة المحلية" وهو أقرب لطريقة تفكير الناخبين الشباب.‬

‫وتابعت نوكس "شعرت بالكثير من الكآبة بشأن الانتخابات. أنا قلقة من بريكست وحيال خدماتنا العامة والكثير من الأمور".‬

‫وأضافت "شعرت بالحاجة للقيام بشيء ما. اعتقدت أن محاولة الإطاحة ببوريس جونسون في دائرته الانتخابية ستكون جيدة. يبدو أن (ميلاني) يهتم بهذه المنطقة، إنه من هنا".‬

‫وأقرت نوكس أن فوز ميلاني أمر "غير مرجّح لكنه ممكن". لكن النظرة بأن جونسون من خارج المنطقة قد تصب في صالح ميلاني.‬

‫وقبل توليه منصب رئيس بلدية لندن، كان جونسون النائب المحافظ عن مقعد هينلي (قرب أوكسفورد).‬

‫لكن شارون جويس، وهي استاذة في مدرسة ابتدائية، أشارت إلى أن شخصية جونسون وولاء المنطقة التقليدي للمحافظين هو الأهم.‬

‫وقالت "الجميع يحبه هنا. بالتأكيد، لا يريدون العمال"، مشيرة إلى أنها تطالب بـ"مستشفيات جديدة" و"أحكام قضائية أشد" و"مراكز شرطة".‬

‫من جهة أخرى، قد يواجه ميلاني انتقادات على خلفية تغريدات نشرها في الماضي واعتبرت معادية للسامية. واعتذر مذاك مبرراً الأمر بصغر سنه.‬

‫وتوقع استطلاع أجرته مؤسسة "يوغوف" الشهر الماضي تقدم جونسون على ميلاني بـ50 بالمئة مقابل 37 بالمئة. لكن من غير المستبعد أن يفوز العمال بفارق ضئيل.‬

تعليقات

اكتب تعليقك