هكذا كان يتوضأ المصلون في الكويت قديما

منوعات

الآن - كونا 755 مشاهدات 0


كان للمساجد القديمة في الكويت أسلوب بناء بسيط وفريد من نوعه يتماشى مع بساطة حياة الكويتيين قديما حيث كانوا يقومون باجتهادات فردية استمدوها من عناصر بيئتهم البسيطة لتسخير الخدمات والاحتياجات للمصلين داخل مرافق المسجد فكان (القرو) وهو المكان المخصص للوضوء والذي يعد من أهم مرافق المسجد. وفي هذا السياق قال الباحث في التراث الكويتي صالح المذن في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس ان (القرو) الذي يعني لغة (حوض الماء) هو عبارة عن حوض مبني من صخر البحر او (الصاروج) وهو الاسم القديم الذي كان يطلقه الكويتيون على مادة الاسمنت حيث يخصص للوضوء فقط في المساجد وفيه حواجز فاصلة تمنع وصول الماء الى الاحواض الاخرى.
وأضاف أن (القرو) كان يوجد في كل دول الخليج ولاسيما في نجد موضحا ان بعض المساجد في قرى المملكة العربية السعودية لا سيما القديمة منها مازالت الى اليوم تحتوي على (القرو).
وأوضح أن (الأستاذ) هو من كان يقوم بمهمة الاشراف على بناء (القرو) في المساجد حيث كان يضع في مقدمته (سجاجة) أي صنبور الماء الذي يقوم بفتح مجرى الماء وغلقه وكان عبارة عن فتحة صغيرة يسدونها بقطعة خشبية تغطى (بخرجة) اي (خرقة) أي قطعة قماش وتلف بخيط حتى لا تسقط في مياه المجاري مبينا انه بعد مدة من الزمن ظهر(النل) أي صنابير المياه النحاسية التي جاءت من الهند واستخدمت بديلا عن (السجاجة).
وذكر انه في كل مسجد قديما كان يوجد (القرو) حيث كانت الخطوة الأولى عند تشييد وبناء المسجد هي حفر جليب الماء (بئر الماء) داخل دورة المياه وهذا الجليب يكون مفتوحا لكل المصلين فمن يأتي ويجد حوض الماء العلوي في القرو فارغ نوعا ما من الماء (يزعب) أي يسحب الماء ويملأ الحوض.
وأفاد المذن بان ماء (الجليب) دافىء في الشتاء وبارد في الصيف مشيرا الى أن الناس كانوا يستخدمون الدلو (للزعاب) من الجليب باستخدام (المحالة) وهي البكرة التي تسحب (الرشا) أي الحبل المربوط بالدلو وذلك الى جانب وجود (السليفة) وهي مجرى ماء للمسبح كأنها (مرزام) طويل مرتفع نسبيا ويستخدم للاستحمام حيث كان الرجال في السابق اذا رجعوا من البحر يستحمون في المسجد على الرغم من ان الماء فيها (ماء خريج) أي ماء مالح.
وبين ان عمليات صيانة المسجد ومرافقه بما فيها (القرو) وملحقاته تكون على حساب وقف المسجد على سبيل المثال ريع الدكان الملاصق للمسجد.
وافاد بان المصلين كانوا يتسابقون لتنظيف وتعطير وتبخير الفرش داخل المسجد كما كان الفتية الصغار يتفقدون منسوب المياه في (القرو) ويقومون ب (الزعب من الجليب) وتزويد (القرو) بالماء اللازم وأيضا تنظيف (الحوش) أي فناء المسجد في حين كان المصلون ينظفون ايضا دورات المياه في مسجد الحي.
وأضاف المذن أن (القرو) كان موجودا أيضا في مساجد مدارس البنين بحيث يبنى بشكل صفين من الامام والخلف وبالتأكيد لم تكن هناك أنابيب تمديد للمياه بل كان يوضع (بيب) او (درام) كبير الحجم وهو عبارة عن - برميل كبير من النحاس - وفيه ما يسمى ب (النل) أي صنبور يضعونه بالقرب منهم ويملؤون (التبوب) ومفردها (تب) اي الدلو او جردل الماء ويسمونها (غسول) أي ماء للغسل مبينا أن الشكل العام ل(القرو) في المدارس قديما نراه واضحا بكل تفاصيله في لوحات الفنان الراحل أيوب حسين الايوب رحمه الله التي تتناول تفاصيل البيئة الكويتية القديمة.
وقال المذن "ان الحكومة في الماضي قررت بناء (القرو) المزود بالماء في المناطق الصحراوية وبالأخص في أماكن رعي الأغنام والابل بحيث تبنى عند (القلبان) الكبيرة -أي الآبار- وذلك قبل ظهور أحواض الماء الحديدية التي ظهرت بعد ذلك فسهلت على الناس وأصحاب الحلال والرعي وجود الماء"

تعليقات

اكتب تعليقك