داهم القحطاني: حماية الطفولة ليست مجرد مجلس أعلى يتم إسناده لغير المختصين ممن لديهم علاقات مع متنفذين ونواب ووزراء وشيوخ وتيارات سياسية
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني ديسمبر 3, 2019, 10:51 م 749 مشاهدات 0
العالم يسير بشكل متسارع ولا يكاد يترك للفرد مجالا لأي توقف عن استخدام المخترعات والتكنولوجيا المذهلة.
قبل سنوات قليلة في الكويت كان مجرد حمل هاتف نقال حلما للجميع، أما اليوم فأحدث الهواتف الذكية تجعلك تبدو وكما لو كنت العميل رقم 7 في سلسلة أفلام جيمس بوند التي اشتهرت خلال حقبة السبعينيات من القرن الماضي.
السؤال الأهم يبرز: هل أولياء الأمور في الكويت مستعدون لمواجهة تحديات التكنولوجيا وتأثيرها على تربية الأبناء وتشكيل أنماط شخصياتهم، وهو تحد بدأ بالفعل؟
هل نترك الأجيال الجديدة من الشباب تكون مجرد ضحية لما يقدم في شبكات التواصل الاجتماعي، وفي وسائل الإعلام والترفيه من قيم فاسدة، ودفع مشبوه ليكون الشباب مجرد مستهلك كبير ومدمن لما تقدمه الشركات الغربية من سلع وخدمات وإن تسببت بالضرر، ومهدت لسلخهم عن محيطهم الكويتي والخليجي والعربي والإسلامي؟!
هل هناك مشروع وطني تتبناه الدولة، ويديره المختصون بشكل علمي ومهني، وعبر أجهزة حكومية ذات كفاءة عالية، وليس مجرد مناصب تسند لهذا أو تلك من المختصين الذين شاء سوء حظ الكويتيين أن يفرضوا عليهم لأسباب سياسية واجتماعية.
التكنولوجيا الحديثة تتيح تكوين قاعدة بيانات عن كل الكويتيين الذين يقعون تحت سن الرشد، ويمكن عن طريق ذلك متابعة الأوضاع التعليمية، والصحية، والنفسية لكل هؤلاء، من أجل رصد أي حالات تستدعي تدخل أجهزة الدولة لمعالجتها.
فمثلا حين تنخفض درجات أحد الأبناء، أو حين تتردى صحته بشكل متسارع، يمكن رصد ذلك عبر التكنولوجيا بشكل أسرع ومعالجة الأمر قبل أن يستفحل، ويقع هؤلاء الأبرياء ضحايا لعصابات المخدرات أو منظمات الارهاب، أو ضحايا للأمراض.
لمن سيقول ان هذه الأفكار عمليا غير قابلة للتطبيق، سيدهش حين يرى دولا كبرى كالولايات المتحدة تطبقها وبشكل ناجح وصارم.
حماية الطفولة والنشء ليست مجرد مجلس أعلى يتم إسناده لغير المختصين ممن لديهم علاقات قرابة وصداقة ونسب مع متنفذين ونواب ووزراء وشيوخ وتيارات سياسية.
الأمر أكبر من ذلك بكثير، فالحفاظ على الطفولة والنشء باستخدام النظم الإدارية والتقنية الحديثة أمر يتعلق بأصل وجود الدولة، فلا مستقبل ولا تنمية ولا تطوير ولا أمن ولا استقرار من دون خطة وطنية واضحة يشرف عليها رئيس الوزراء شخصيا للعناية بالنشء والطفولة
تعليقات