محمد الوشيحي: العكس... يا سمو الرئيس!

زاوية الكتاب

كتب محمد الوشيحي 457 مشاهدات 0


تعامل الناس مع تصريح سمو رئيس الحكومة، الذي قال فيه: "أدعو المجتمع المدني والمواطنين إلى المساهمة بمحاربة الفساد وتقديم بلاغات عن أي تعدٍّ على المال العام إلى الأجهزة المختصة، وخاصة نزاهة"... أقول تعامل الناس مع هذا التصريح بمزيج من الحذر والدهشة وعدم التصديق بجدية الحكومة في محاربة الفساد.

اتضح ذلك من خلال ردود أفعال الناس في "تويتر" ورسائل الـ "واتساب"، وكأنّ هناك اتفاقاً شعبياً عاماً، غير مكتوب، على أن هذا التصريح لا يصلح للاستهلاك الآدمي، ولا يمكن هضمه ولو بحمولة خزان ماء. لذا جاءت ردود الأفعال ساخرة غاضبة، ضاربة كفّاً بكفّ، كشيء من اليأس من تغيير الوضع للأفضل.

بل يرى كثير من المواطنين أن الحكومة المقبلة، رغم نظافة يد رئيسها، قد تكون أسوأ بمراحل من سابقاتها، باعتبار أن الحكومات السابقة كانت تؤسس الفساد وتزرع بذوره وتسقي جذوره، في حين أن الحكومة المقبلة ستولد في حقل الفساد، بعد أن اشتد عود زرعه وطرحَ ثماره وامتدت جذوره في أعماق تربة الدولة.

وأعتقد أنه من اللغو ومن مُضيّعات الوقت الحديث عن وجود الفساد، وبالتالي البحث عنه، وكان الأجدر أن يصرح سمو رئيس الحكومة: "أدعو المواطنين للإبلاغ عن أي مؤسسة صالحة ما زالت تكافح أخطبوط الفساد، كي نقبّل رؤوس مسؤوليها، ونلتقط معهم الصور، ونكتب أسماءهم في لوحة الشرف تحت عنوان: بقايا الكويت الجميلة".

تعليقات

اكتب تعليقك