مظفر عبدالله: معرض الكويت الدولي للكتاب يجلب شيئاً من ذكريات حقبة الحراك الثقافي في الكويت نهاية خمسينيات القرن الماضي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 30, 2019, 10:45 م 819 مشاهدات 0
أول العمود:
وتتوالى فضائح الفساد بلا طائل، موضوعنا اليوم تعيين خبراء وزارة العدل، وماذا بعد؟
***
الحديث عن معرض الكويت الدولي للكتاب– الذي أنهى أعماله يوم أمس- يجلب شيئاً من ذكريات حقبة الحراك الثقافي في الكويت نهاية خمسينيات القرن الماضي حتى اللحظة، ومن جانب لا شيء يمكن إخفاؤه من نقد أو تصويب لمسيرة المعرض، ففي الوقت الذي يبشر به د.عيسى الأنصاري، وكيل قطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومساعديه المميزين، ومدير المعرض القيادي النشط سعد العنزي ورئيسة قسم الثقافة المحلية فوزية العلي وزملاءهم بأنشطة المعرض وعرسه الثقافي، نجد على الضفة الأخرى الفنان محمد شرف يقيم عمله الفني "مقبرة الكتب" في منصه (كاب)، هذه هي الكويت بأجوائها وأحاديث أهلها التي لا يغيب عنها نَفَس الحرية.
المعرض بنسخته الـ44 بدا بشكل مريح ورائع، استطاع كالعادة استقطاب جماهير غفيرة ومتنوعة، وبدا أيضاً أن حديث الرقابة على الكتب قد تنحى جانباً، ويظهر ذلك في اهتمام وسائل الإعلام المختلفة بتغطية فعاليات المعرض المصاحبة التي استطاع موظفو المجلس– قطاع الثقافة- جدولتها بإتقان من خلال اختيار مواضيع مهمة وحساسة في المشهد الثقافي كالملكية الفكرية، وتجارب الناشرين، وأزمة الثقافة، ورقمنة المحتوى العربي، ومواضيع أخرى فاق عددها الـ33 نشاطاً شملت الورش العملية أيضاً.
مهما كان النقد للمعرض قاسياً في السنوات الماضية فإنه يبقى "المهرجان" الذي يستحق الدفاع عنه والمشاركة فيه ضد كل صوت انعزالي وإقصائي لا يريد للبلد خيراً، ولا يفقه في محطات بناء هذا الإرث الثقافي شيئاً.
المعرض في تنامٍ متزايد من حيث عدد الدول ودور النشر والمكتبات والمؤسسات المشاركة، فنحن نتحدث عن 33 دولة، و488 دار نشر، وجناح للطفل و500 ألف عنوان بينها 13 ألف عنوان جديد، وضيف شرف وهو المملكة المتحدة بمناسبة مرور 120 عاما على العلاقات الثنائية مع الكويت، والتي سعى المجلس الوطني للثقافة للاحتفال بها من خلال فعاليات ثقافية وتاريخية رائعة، وقد كان للباحثين المميزين د. حسن أشكناني ود. عيسى دشتي جهودٌ طيبة في التعاون مع المجلس لعمل إصدارات توثق تلك العلاقة.
يُشار أيضا إلى التميز اللافت لدور لنشر الكويتية وعددها المتزايد الذي يعكس أجواء الحراك الثقافي في الكويت، والإنتاج اللافت الذي تنضح به دور النشر العربية والخليجية.
وأخيراً، وباختصار فإن معرض الكويت الدولي للكتاب تظاهرة يفرح لها الجميع، وتعكس حركة الزوار في صالاته المتعددة هذا الفرح الممزوج بعشق الورق، والأهم أيضاً أن فعاليات معرض الكتاب أصبحت ورشة حقيقية تعمل على مراكمة عدد من الموظفين الذين نراهم يعملون بصمت في صالات المعرض، وهؤلاء هم الثروة الحقيقية للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
تعليقات