مسلمون يعيشون في مخيمات مهملة في غرب بورما

عربي و دولي

الآن - وكالات 410 مشاهدات 0


بعدما هددتهم عصابات نهبت بيوتهم، قامت الشرطة بتجميع سكان تشاوبيو المسلمين في غرب بورما ونقلهم إلى مخيم "لضمان سلامتهم" كما قالت لهم مؤكدة أن الوضع لن يستمر أكثر من بضعة أيام.

بعد سبع سنوات، ما زال أكثر من ألف من هؤلاء المسلمين الذين ينتمون إلى اتنية الكامان يعيشون في المخيم الموحل على تخوم مدينتهم، بدون اي أمل في المستقبل وتحت حراسة أمنية مشددة.

قال أحد هؤلاء المسلمين بيو شاي "إنه فعلا مثل السجن"، مشيرا إلى الظروف المعيشية القاسية في المخيم الواقع في وسط ولاية راخين بغرب بورما.

أما الحياة اليومية لهؤلاء فتتلخص بالعيش في أكواخ أسقفها معدنية تحت أعين الشرطة الدائمة فيما يسمح لهم بالخروج لساعتين فقط تحت مراقبة صارمة لرجال الأمن.

ويأسف بيو شاي أيضا لغياب أي أفق للعثور على "عمل" وللصعوبات الكبيرة في الحصول على أدوية.

ولم يواجه المسلمون الكامان ظروفا صعبة كهذه من قبل. فخلافا للمسلمين الروهينغا، يشكل الكامان أقلية معترف بها رسميا في بورما حيث أغلبية السكان من البوذيين. وقد عاشوا لفترة طويلة بسلام مع المجموعات العرقية الأخرى في تشاوبيو.

لكن في 2012، اندلعت أعمال عنف دينية في تشاوبيو وبقية أنحاء بورما بعد شائعات عن اغتصاب مسلمين راهبة بوذية.

وقتل أكثر من مئتي شخص ونزح عشرات الالاف في اعمال العنف هذه التي مهدت لحملة التطهير التي تلت ضد مسلمي الروهينغا في ولاية راخين بعد خمس سنوات على ذلك.

خلال أيام فقط انقلبت حياة مسلمي تشاوبيو.

قبل الهجمات، كان كثيرون من الكامان مدرسين ومحامين وقضاة. لكن كل الوظائف باتت تخصص في ولاية راخين حصرا للبوذيين الذين استولوا أيضا على المنازل الخالية.

وقال هتو مونغ وهو مسلم من الكامان لم يذكر اسمه الصحيح لأسباب أمنية، إن عددا كبيرا من الأشخاص "قدموا من خارج" تشاوبيو إلى المدينة، مؤكدا أن "سكان المدينة لم يهاجمونا".

وعلى الرغم من الانقسامات الدينية وبعض الحذر، ابقى هنو مونغ وغيره اتصالاتهم مع أصدقاء بوذيين قدامى. وهم يزورونهم في بعض الأحيان لتناول حساء الأرز التقليدي قبل أن يعودوا إلى مخيمهم.

لكنه لا ينسى أن تحركاته تخضع للمراقبة. ومثل غيره من سكان المخيم، لا يملك هتو مونغ المال ولا الاتصالات اللازمة لمغادرة المكان. وحتى إذا تمكن من الرحيل، فنصف منزله مدمر وتغطيه الأعشاب البرية.

وقال لوكالة فرانس برس في الشارع الذي كان يسكن فيه في واحدة من زياراته النادرة للمدينة "أشعر بحزن كبير. لم أتصور يوما أن هذا يمكن أن يحدث". وأضاف "لسنا هنا خارجين عن القانون".

ويعيش حوالى 130 ألف مسلم معظمهم من الروهينغا في مخيمات في وسط ولاية راخين، بينما هناك مئات الآلاف الآخرين العالقين في قرى ولا يتمتعون بحرية التحرك فعليا.

ودانت منظمة العفو الدولية نظام "الفصل والتمييز" هذا وشبهته ب"الابارتايد" نظام الفصل العنصري الذي كان مطبقا في جنوب إفريقيا.

وحتى المسلمون الكامان الذي يحملون الجنسية البورمية ويبلغ عددهم نحو مئة لا يمكنهم العمل ويعيشون بفضل المال الذي يرسله اقرباء لهم تمكنوا من الهرب.

اضطر الكثير من الكامان الآخرين للموافقة على بطاقة هوية مثيرة للجدل سميت بطاقة تحقق، تمنحهم وضعا ملامحه غامضة مع بعض الحقوق إلى أن يتمكنوا من "إثبات" أنهم يملكون حق المواطنة في بورما.

وترى مجموعات للدفاع عن حقوق الإنسان أن هذه البطاقة ليست أكثر من وثيقة تمييزية ضد المسلمين وخصوصا الروهينغا.

وتحت الضغط الدولي أكدت السلطات البورمية أنها ستغلق كل المخيمات في البلاد.

لكن الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والجمعيات تخشى ألا يؤدي هذا المشروع سوى إلى تعميق الفصل والتمييز.

ولن يسمح للذين يتم الإفراج عنهم من المخيمات بالعودة إلى بيوتهم القديمة، بل بالانتقال إلى مساكن جديدة بالقرب من المخيمات.

وقالت السلطات إن أي محاولة لإعادة دمج هذه المجموعات يمكن أن تسبب اضطرابات جديدة.

ويؤكد كياو ثان النائب عن تشاوبيو المتحدر من ولاية راخين أن المدينة مستعدة لاستقبال المسلمين لكنها لا تستطيع أن تفعل ذلك بدون ضوء أخضر من الحكومة البورمية.

وقال "كلهم في المخيم مواطنون"، معبرا عن أسفه "لغياب المشاعر الإنسانية" حيال المسلمين.

تعليقات

اكتب تعليقك