وليد عبدالله الغانم: الكويت أكبر من الجميع، وشعبها أمانة في رقبة كل مسؤول أيا كان موقعه
زاوية الكتابكتب وليد الغانم نوفمبر 20, 2019, 10:59 م 694 مشاهدات 0
إن الكويت أكبر من الجميع، وشعبها أمانة في رقبة كل مسؤول أيا كان موقعه، ولا يجوز تحميل الشعب ومصالحه ومستقبله وحقه في العيش في وطن آمن وعادل ومزدهر تبعات بروز فساد الكبار، أو تحميل أزمات البلد لما يسمى صراعات الشيوخ، وهذا ما أكده صاحب السمو في نصيحته لرئيس الوزراء الجديد سمو الشيخ صباح الخالد، لما قال له: «حملناك مسؤولية كبيرة، الله يساعدك عليها».
لنسمِّ الأشياء بأسمائها الصحيحة، ولا نسمح لأحد أن يتلاعب بالألفاظ ليخفي الحقيقة أو ليبرئ نفسه من إظهار مواقفه أو لاصطفافه مع طرف ضد آخر، أي واقعة شبهات أو فساد مالي وإداري وسياسي واجب على الجميع الإبلاغ عنها ومحاربتها، العجيب أنه لو قدم بلاغ الفساد مواطن ليس له صفة سياسية لقيل عنه بطلٌ يريد الإصلاح، ولكن إن قدمه شيخ يقول الناس هذا صراع بين أبناء الأسرة!
ماذا يريد الناس إذاً من أي شيخ يشاهد وقائع الفساد في الدولة؟ أليس المفروض منه أن يبادر لمحاربة هذا الفساد؟ أليس الواجب عليه اتخاذ الإجراءات القانونية لحماية حق الدولة؟ ألا نطالبه جميعاً بأن يكون قدوة لباقي المواطنين والسياسيين والقياديين؟ ألسنا نرفع جميعا شعار دولة المؤسسات؟
غريب ما يجري في البلد، فالحكومة التي طالما ادعت أن البرلمان سبب للتأزيم أصبحت هي رأس التأزيم السياسي بسبب أدائها الركيك وخصوماتها الداخلية وعدم تجانس وزرائها وفشلها في تقديم برامج حقيقية للتنمية وعجزها عن طرح حلول ناجعة للمشاكل وتدهور تصنيفها في المؤشرات العالمية وإدمانها السحب من الاحتياطي العام وضعف دورها في حماية رفاهية المواطن، وتوالي قصص الفساد الإداري والمالي من جنباتها، ثم استقالتها المفاجئة بلا أسباب واضحة، وكل هذه الأمور وقعت في ظل غطاء برلماني مهادن وموالٍ لها من عام 2013 حتى يومنا هذا بشكل ليس له مثيل في تاريخ الحياة البرلمانية في الكويت، ثم يظهر لنا من يختزل أزمات البلد في صراع الشيوخ؟
إن الكويت أكبر من الجميع، وشعبها أمانة في رقبة كل مسؤول أيا كان موقعه، ولا يجوز تحميل الشعب ومصالحه ومستقبله وحقه في العيش في وطن آمن وعادل ومزدهر تبعات بروز فساد الكبار، أو تحميل أزمات البلد لما يسمى صراعات الشيوخ، وهذا ما أكده صاحب السمو في نصيحته لرئيس الوزراء الجديد سمو الشيخ صباح الخالد، لما قال له: "حملناك مسؤولية كبيرة، الله يساعدك عليها، وثوبك نظيف، فحارب الفساد وحارب المفسدين، ولا تخلي أحد يقول شيء غير صالح".
لقد قرأنا دستور الكويت مادة مادة فلم نجد فيه مادة اسمها "صراع الشيوخ"، إنما كل مواده تحوم حول "حماية الوطن ورعاية المواطن"، وهذه غاية كل نظام حاكم في الدول المحترمة.
والله الموفق.
إضاءة:
نبارك للباحثة الكويتية د. نور الصبيح فوزها بجائزة برنامج زمالة لوريال اليونسكو من أجل المرأة في العلم للشرق الأوسط تقديراً لأبحاثها حول مرض السكري، وإلى مزيد من النجاح والتفوق لأبناء الكويت لخدمة العلم ورفع اسم الوطن.
تعليقات