داهم القحطاني: صباح الخالد.. هل سيكون رئيساً من طراز مختلف؟
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني نوفمبر 19, 2019, 10:35 م 543 مشاهدات 0
بعد تعيين الشيخ صباح الخالد رئيساً للوزراء تتحقق مطالبات كثيرين من السياسيين والكتاب في إسناد هذا المنصب المهم إلى شباب الأسرة الحاكمة، ورغم أن الخالد ليس بسن الشباب لكنه نسبياً يعتبر كذلك. وشاءت الظروف السياسية أن يتولي الخالد المنصب في أوضاع غير عادية تجعل من تولي رئاسة الوزراء تحدياً حقيقياً لمن يتولاه فهو محكوم بأن يعالج الأزمات المتصاعدة وإلا فسيجد نفسه أمام نيران لا ترحم ربما بعضها يكون نيرانا صديقة. الخطوة الأهم في مسيرة صباح الخالد رئيس الوزراء تتمثل في اختيار فريق وزاري يتمتع كل فرد فيه بمواصفات رجال الدولة الذين يتمتعون بالفهم السياسي، وبالمعرفة الجيدة لشؤون الدولة كافة لكي يتمكنوا من إدارة الحكومة بمهارة وإتقان تجعلهم عوناً لرئيس الوزراء وليس عبئاً عليه. صباح الخالد شخصية تتمتع بقدرات ومهارات متعددة أهمها القدرة على التواصل مع الجميع من دون محاذير بسبب عدم توافر أي عداوات أو خلافات مع أي تيار سياسي، لهذا نتوقع أن ينجح في تقديم تصور شامل ومقنع لمعالجة حالة الاحتقان التي لا تزال تعصف بالوضع الداخلي منذ 7 سنوات. قبل أشهر كلف مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد برئاسة لجنة وزارية مهمتها تسريع انجاز المشاريع الحكومية، ومعالجة أسباب تعثرها، لهذا سيكون لدى الخالد فكرة مسبقة عن كيفية معالجة تأخر تنفيذ المشاريع الكبرى وهي واحدة من أهم المشاكل التي تسبب تذمر المواطنين وتخلق حالة من تذمر وغضب الرأي العام من الحكومات السابقة. رئيس الوزراء الجديد أمام خيارين، فإما أن ينشغل بمحاولة تحسين صورة الحكومة إعلامياً، ومواجهة من ينتقد الأداء الحكومي بمعارك سياسية وإعلامية وترتيبات أخرى تتضمن شراء الولاء بتعيينات باراشوتية.. وإما أن يسلك طريق تحقيق الإنجازات الحقيقية على الأرض، ومواجهة الحملات الإعلامية والسياسية الانتقائية بإنجازات على الأرض، وبرفض أي انتهاك لمبادئ العدالة في ما يتعلق بالوظائف العامة. في التجارب الحديثة والناجحة استطاع رؤساء الوزراء في كندا، وأثيوبيا، وهم في سن صباح الخالد، النجاح بشكل مذهل في أداء مهامهم عبر التحالف مع الشعب قبل أي تيارات أو شركات نافذة، وعبر البدء بمحاربة الفساد بشكل ذكي والتعامل مع ذلك كحالة طوارئ، فالفساد أسوأ ما يمكن أن يواجهه أي رئيس وزراء طامح لتحقيق الانجازات. الشباب الكويتي سيكون عوناً لرئيس الوزراء الجديد في تنفيذ أي سياسات تواجه الفساد، فالشباب هم الرهان الحقيقي، فهم من أتى بالرئيس التونسي قيس سعيد للسلطة، واستمروا بمساندته. سيكون الخالد موفقاً إن راهن على حكومة أغلبها من الشباب ولا تخلو من الحكماء فبهذه الحكومة سينهزم الفساد، ونعود مرة أخرى إلى طريق التنمية الشاملة.
تعليقات