علي البغلي: انتقائية بغيضة!
زاوية الكتابكتب علي البغلي نوفمبر 17, 2019, 10:56 م 738 مشاهدات 0
إحدى القارئات العزيزات اتصلت بي طالبة عرض مظاهر تقصير وانتقائية حكومية مجتمعية لم يألفها مجتمعنا من قبل أن تغزوه أمواج التجنيس السياسي والتزوير وشيوع الرأي الأصولي المتزمت.
تقول القارئة إنها حضرت حفلاً غنائياً في معلم الكويت الحضاري الجديد مركز جابر الأحمد وكانت الحفلة ومطربوها مجدين مبدعين في غنائهم لأغانٍ قديمة عشقناها في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
أحد الحضور كان في منتصف العمر طرب للأغاني، فقام هازاً كتفيه مما زاد جو الحفلة بهجة وحبوراً، لكن ما نغص علينا- تقول السيدة- أنه خلال ثوانٍ نفاجئ بشباب لا نعرف دورهم، يأمرون الرجل بالجلوس ساكناً؟!
*** القارئة تقول: بعد ذلك بفترة حضرت حفلاً غنائياً شبابياً بحديقة الشهيد بصحبة أحد أحفادي، وكان معظم الحضور من المراهقين والشباب، تقول إنها فوجئت بشباب يحيطون بالجالسين يرتدون الملابس الوطنية الكاشفة عن ذراعيهم «المعضَّلة».. بعدها بفترة قام اثنان من الشباب الذين استخفهم الطرب بهز أكتافهما، وإذ بنا نرى الشباب «المعضَّلين» يصلون إليهما بسرعة البرق ويجلسونهما بقسوة ويهددونهما بالطرد من الحفلة إن أعادا القيام والرقص؟! سينتهي هذا الإعلان خلال 4
*** يقابل ذلك التزمت والتشدد غير المبرر تقول تلك السيدة: تسيُّب وفوضى شوارعية لم نرَ لها مثيل لا في كويت الأمس ولا في أي بلد متحضر أو نصف أو ربع متحضر! فأغلب قادة السيارات مواطنون ومقيمون يحترمون السرعة المحددة للقيادة عند المرور على الكاميرات التي يراها ويعرف موقعها القاصي والداني! استخدام الهواتف النقالة اللعينة من قبل قادة السيارات أصبح أمراً مألوفاً، لأن شرطة مرور الشوارع تقوم به أيضاً! السيارات تقاد مساء وأنوارها الخلفية أو الأمامية مطفأة – أي محترقة – تحتاج إلى تبديل، لكن شرطة الشوارع يظهر أنها لم توقف أي شخص يسير من دون أنوار والدليل رؤيتنا لهؤلاء كل مساء في شوارعنا الداخلية والخارجية!! إشارات ممنوع الوقوف أو السير بسرعة أكثر من 45 كم بالساعة على حارة الأمان أصبحت في خبر كان.. أصحاب الدراجات النارية التي كثرت في شوارعنا بفضل شركات التوصيل، يعتقدون أن قوانين المرور لا تنطبق عليهم، وشرطة الشوارع والمرور في الغالب؛ لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم!
والهموم الشوارعية بالدوس على القوانين المرورية وغيرها، أصبحت أكثر من الهم على القلب وعلى المسؤولين محاسبة رؤساء قطاعاتها وإيقاع أقصى عقوبة عليهم، فهذه هي الأمور التي تهم ويحتك بها المواطن والمقيم يومياً، وليس محاور آخر استجواب هزيل لمعالي وزير الداخلية الحالي، ولذلك نتمنى أن تزول الانتقائية الحكومية البغيضة في التشدد في تطبيق معتقدات للبعض والتساهل في تطبيق قوانين نحتك بها كمواطنين ومقيمين ليل نهار.
تعليقات